عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 06-06-2009, 02:21 PM   #1
معلومات العضو
كمال ابو وسيم

إحصائية العضو






كمال ابو وسيم غير متواجد حالياً

الجنس: male

اسم الدولة algeria

 

 
آخـر مواضيعي

 

I15 مجي لفظ (أحد) نكرة خاص بالله

بسم الله الرحمن الرحيم

وصلاة و السلام على رسول الله صلى الله عليه و سلم

يقول الشيخ عبد المالك رمضاني الجزائري في كتابه ** من كل سورة فائدة **

مجي لفظ (أحد) نكرة خاص بالله قال الله تعالى (قل هو الله أحد. الله الصّمد.)

( الإخلاص 1_2) كلمة( أحد) جاءت نكرة و كلمة (الصّمد) جاءت معرفة بالألف واللام,

مع أن الموصوف

بهما واحد, ومعلوم أن الصفة المضافة لله تعرف إذا كانت تستعمل أيضا لغير الله, فتعرف

لبيان تفرد الله بالصفة مطلقا, و أما ما استعمل للمخلوق مقيد و ناقص وتابع, كما سيأتي

في كلام ابن تيمية, و قد استعملت العرب في إشعارها كلمة (صمد) للمخلوق, قال

البخاري في ”صحيحه“ (5/ 739 _ لفتح) ”و العرب تسمي شرافها”الصمد“

واستشهد له ابن جرير رحمه الله في”تفسيره“ لهده السورة بقول الشاعر׃

ألا بكّر النّاعي بخيري بني أسد ........... بعمرو بن مسعودي و بالسّيد الصّمد

.أما سبب مجيء لفظة ( أحد ) نكرة، فقد علّله ابن الكثير بقوله ׃ « ولا يطلق هذا اللفظ

على أحد في الإثبات.

إلا على الله عز و جل، لأنه الكامل في جميع صفاته و أفعاله »، و لم تأت في القرآن هذه

اللفظ مثبتة

مفردة غير مضافة إلا لله سبحانه، فلم تحتج حينئذ إلى أن تعرف بالألف و لام، ولم تأت في حق غير الله

إلا منفية أو مضافة، كقول الله عز و جل׃( وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة

فلا تكفر فيتعلمون

منهما ما يفرقون به بين المرء و زوجه و ما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله)

(البقرة 109)

وقوله׃(إذ تصعدون و لا تلوون على أحد) ( آل عمران 153 ). وقوله׃ ( ولوط إذ قال

لقومه أتأتون الفاحشة

ما سبقكم بها من احد من العلمين )(الأعراف 80) وقوله׃( فيومئذ لا يعذب عذابه أحد )

( الفجر25 ) هذا في النفي،

و أما في الإضافة فمثل قوله تعالى׃ (إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهم فلا تقل لهما

أف و لا تنهرهما)

( الاسراء23) ، ومثل هذه الآيات كثير، و قد قال بها من أئمة اللغة الأزهري رحمه الله

فاعترض عليه الشيخ عطيه سالم رحمه الله بقوله تتمّته على « أضواء البيان» (9/) ׃

و أما قوله׃ إن (أحد)

تستعمل في النفي ، فقد جاء استعمالها في الإثبات أبضا ، كقوله ׃ ( أو جاء أحد منكم من

الغائط )(المائدة 6) ،

فتكون أغلبية في استعمالها، ودلالتها في العموم واضحة، و هذا الاعتراض معترض ،

ودليله متناقض ،

لأن كلمة (أحد) في الآية التي استدل بها جاءت في سياق الشرط المنفي، كما تجيء في

سباق الاستفهام

المنفي، و هي من صيغ النفي لا الإثبات كما هو معلوم، و مثله_ و لعلّه أقوى من حيث

الاستثناء_ قوله׃

تعالى مخبرا عن اليهود أنهم يقولون ׃ ( ولا تؤمنوا إلا لمن تبع


دينكم قل إن الهدى هدى الله أن يؤتى أحد مثل ما أتيتم أو يحاجوكم عند ربكم )

( آل عمران 73). وهذه الآية على طريقة ما سبق كما فسرها بعض السلف، أي إن كلمة

(احد) سيقت مساق النفي ، و نصره ابن الجرير. في« تفسيره» (5/505_هجر)

و قال׃« فيكون تأويله حينئذ ׃ و لا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم ، و لا تؤمنوا أن يؤتى أحد

مثل ما أوتيتم ،

بمعنى ׃ لا يؤتى أحد مثل ما أتيتم ، و ذكر أن قوله تعالى ( قل إن الهدى هدى الله)

( آل عمران 73).جملة اعتراضية من خطاب الله لنبيه صل الله عليه و سالم و سائر

الكلام خطاب اليهود لقومهم. و قال ابن تيمية في« المجموع الفتاوى» (17/235_38)

قال الله تعالى ׃ (قل هو الله أحد الله الصمد) فأدخل اللام في ( الصّمد ) و لم يدخلها في

( أحد ) ، لأنه ليس في الموجدات ما يسمى أحدا في الإثبات مفردا غير مضاف إلا الله

بخلاف النفي و ما في معناه، كالشرط وإلا استفهام، فأنه يقال׃هل عندك أحد،

و إن جاءني أحد من جهتك أكرمته، و إنما استعمل في العدد المطلق، يقال׃ أحد، اثنان،

و يقال أحد عشر، و في أول الأيام يقال يوم أحد....... و المقصود هنا أن لفظ ( الأحد )

لم يوصف به شيء من الأعيان إلا الله وحده، وإنما يستعمل في غير الله في النفي، قال

أهل اللغة ׃ يقول ׃ لا أحد في الدار، و لا نقل فيها أحد، و هذا لم يجيء في القرآن إلا

في فير الموجب كقوله ׃ ( فما منكم من أحد عنه حاجزين ) ( الحاقة 47) و كقوله ׃

( لستن كأحد من النساء )

( الأحزاب 32 ) وقوله ׃ ( و إن أحد من المشركين أستأجرك فأجره ) ( التوبة 6 ) ،

و في الإضافة كقوله ׃ ( فا بعث أحدكم ) (الكهف 19 ) و ( جعلنا لأحدهما جنيتي )

( الكهف32 ) ، و أما اسم الصمد فقد استعملته أهل اللغة في حق المخلوقين كما تقدم فلم

يقل׃ الله صمد، بل قال ׃ ( الله الصمد ) ( الإخلاص 2 ) ، فبيّن أنه المستحقّ لأن يكون

هو الصّمد دون ما سواه، فأنه المستوجب لغايته على الكمال، والمخلوق _ و إن كان

صمدا من بعض الوجوه_ فٳنّ حقيقة الصّمديّة منتفيةٌ عنه، فٳنه يقبل التّفرّق و التّجزئة،

و هو أيضا محتاج إلى غيره، فٳن كلّ ما سوى الله محتاج إليه من كل وجه

فليس أحدُ يصمد إليه كل شيء، ولا يصمد هو إلى شيء إلاّ الله تبارك وتعالى و ليس في

المخلوقات إلاّ ما يقبل أن يتجزّأ و يتفرّق ويتقسّم و ينفصل بغضه من بعض، و الله

سبحانه هو الصمد الّذي لا يجوز عليه شيء من ذالك»، وانظر« بصائر ذوي التميز

في لطائف الكتاب العزيز » للفيروزآبادي (2/91/92).


















التعديل الأخير تم بواسطة كمال ابو وسيم ; 06-06-2009 الساعة 02:46 PM.
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة