شكرا اختي الحياة الطيبة و موضوعك اثار في داخلي الكثير من الخواطر
جاءتني ابنتي من المدرسة ذات يوم تتحدث عن يومها كالعادة ، وقالت ان درس الدين كان مخيفا للغاية ، وكم المدرّسة تحدثت عن تعب الأم في مولد الأبناء ، وطبعا كان الهدف زرع قيمة تربوية دينية ، ولكنني فوجئت بذات السبع سنوات تقول لي ، لو كنت اعرف هذا لأخبرتك حتى لا تنجبيني ، وانا عندما اكبر لن اتزوج ولن انجب حتى لا أتعب ..
وكأنها توصل لي رسالة سرية مفادها .... ( لا تمنّي عليّ ، انا ايضا وجودي مهم ، ولي رأي مستقل .)
الأولاد لم يطلبوا ان يُولدوا ، فكيف نحاسبهم على ما لم يطلبوه ، ونشعرهم بفضلنا الكبير عليهم .؟
والوالدين ينجبون الأبناء تلبية لإرادتهم الشخصية ورغباتهم الداخلية في ان يكون لديهم ابن ، وليس من اجل هذا المخلوق الصغير .
فهل نحاسبهم على روعة المشاعر التي دخلت حياتنا بوجودهم؟
وقد أودع الله غريزة الاعتناء والمحافظة على الابناء في كل ام ، فلماذا نفتخر بهذا الشعور ونمنّ فيه على ابنائنا ..وكأنما كان أمامنا خيار آخر ؟
اننا ان احببناهم كما ينبغي ، سيحبوننا كذلك ،
دون ان نشير الى متاعب تلك ( العملية البيولوجية ) التي خضناها ونتج عنها وجودهم في الحياة.
ولا ان نشير الى ( خطوات الاعتناء الغريزية ) ، فهم لا يتذكرون شيئا ، كيف نذكّرهم بما لا يتذكّرونه عن انفسهم
قد ينتبهون الى ام تعتني بطفلها ، او قطة تعتني بوليدها وقد يقولون في انفسهم ، هكذا كانت تعتني بنا امنا ، ولكن ماذا عن المشاعر المصاحبة ، هل يستطيعون ان يتذكروا كيف كانت عواطف امهم عندما كانت تعتني بهم ؟ هذه العواطف تنتقل اليهم من طفولتهم ويشعرون بها ، وتصبح جزء مكمل لشخصيتهم عندما يكبرون ، ولعلاقتهم العاطفية معنا .
اننا ان غرسنا فيهم الى جانب معاملتنا الحذرة الواعية المحبة لهم ، ان الإحسان الينا ضرورة دينية ، سيكون هذا في صالحنا .. في المستقبل ،
عندما يذوب شبابنا ونصاب بالهرم والشيخوخة والضعف.
هناك واقع جديد في الاجيال القادمة ان لم نفهمه جيدا ، ضعنا وضاعوا..فهم ايضا آباء وامهات المستقبل.
ابن / بنت اليوم ...يشعر ان عليك ان تقدم له ما تقدم من عواطف وعناية ، لأنه أحسن فهم - بدون وعي - شعور العطاء الذي يجب ان يربط الوالدين بأبنائهم دون تقييد لفواتير المشاعر والعواطف .
ابن / بنت اليوم .. لن يسمح لك ان تسيء معاملته بدعوى انك تؤدبه فقط لأنك أب .... أو لأنكِ أم
ولا يعتقد ابدا ان عليه ان يطيعك حتى في انفعالاتك الشخصية وطبيعتك الخارجية الخاصة
ابن/ بنت اليوم ...لن يحبك بدعوى انك أبوه ..أو أنكِ أمه.....فقط
ابن / بنت اليوم ..يشعر باستقلال شخصيته عنك او عنكِ
فإن لم تتعب عليه حقا وتوفر له كل ما في طاقتك من اسباب دينية و عاطفية ومادية تضمن له استقرار الشخصية
تخلى عن حاجته لك تماما وبنى شخصيته كما توفر له وبجهده الفردي .
ابن / بنت اليوم ... لكي تكسبه ( الى صفك ) ينبغي ان تصادقه وتستمع الى ما في داخله ، تحاوره باحترام وتقدير لما يجول في خاطره
حتى يشعر بانتمائه اليك ، وينتقل الاحترام الى تعامله معك ، والى الأخذ برأيك.
نحن بحاجة الى تثقيف الوالدين ، حتى يتوصلوا الى سبل التفاهم والحوار وايصال الحب وايصال مفهوم الطاعة الى ابنائهم.
لا تعاملوا ابناءكم معاملة مستقبلية / من منطلق انهم هم الأقوياء ونحن هرمنا ويستطيعون العناية بنا، ويجب ان يحضروا انفسهم لتسديد فاتورتنا عليهم.
بل عاملوهم معاملة آنية / نحن اصدقاء ...انا محظوظ بأن لي ابنا ، وأريد واحب ان اكون الى جانبك في كل شيء
لأني لا احب احدا كما احببتك.