عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 23-05-2009, 11:58 AM   #13
معلومات العضو
عطاء بلا حدود

إحصائية العضو






عطاء بلا حدود غير متواجد حالياً

الجنس: male

اسم الدولة eritrea

 

 
آخـر مواضيعي

 

Icon41

بارك الله فيمن أثار هذا الموضوع العظيم و بارك فيمن شارك و قرأ
أسأل العظيم أن يجمعنا في مستقر رحمة في الفردوس الأعلى بغير سابقة حساب و لا سابقة عذاب
أمين

من قام بعشر آيات لم يُكتب من الغافلين ، ومن قام بمائة آية كُتب من القانتين ، ومن قام بألف آية كتب من المقنطرين ** [رواه أبو داوود وصححه الألباني ]

ماذا يفعل المؤمنون في الليل ؟

إن مطية المؤمنين إلى الدار الآخرة، ومطية المتقين إلى الجنة؛ لأنهم في النهار مثل الناس -في الغالب- يكدحون ويعملون ولكن هذا الليل له أمر خاص وعلاقات خاصة؛ ولهذا الله سبحانه وتعالى قد اختصهم به، فقال: فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ[السجدة:17] فلماذا لا تعلم؟!


لقد بين الله تبارك وتعالى لنا ما أعده في الجنات من الحور والنعيم والخير، وهذا واضح، لكن هناك أناس يعبدون الله خفية وهم مستترون، بينهم وبين الله استغفار، قال الله عنهم: وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ[الذاريات:18] أي: قياماً وسجوداً وركوعاً، فهؤلاء بقدر ما تكون العلاقة خاصة مع الله في الليل وحيث لا يراهم أحد، بقدر ما يكون الجزاء أيضاً.


وانظروا إلى واقعنا نحن اليوم فإنه إذا مر أحد منا بمكان أعجبه -بجبل، أو غار، أو شجرة مثمرة لها ظل- يقول: لو أننا نأكل هاهنا أو نجتمع هاهنا... الله المستعان! فهذه حياتنا.


وأما أسلافنا فقد كان الرجل منهم إذا مر بمكان أعجبه، قال: ما أحلى هذه الشجرة وما أحلى هذا الغار ليتني أدخل وأصلي فيه ركعتين، لماذا؟

لأن قلوبهم متعلقة بعبادة الله، فهمهم وراحتهم ولذتهم وطمأنينة حياتهم هي في تقوى الله وطاعته وعبادته؛ وهذه الطمأنينة والراحة تتم بتمامها في الليل ، فإذا نام الناس وسكن الكون وهدأ كل شيء؛ قاموا يناجون الله تبارك وتعالى ويسألونه ويستغفرونه ويدعونه؛ وبذلك يظهرون بتلك المنزلة العظيمة؛ فهم يجدون لذة لا يجدها أهل اللذة جميعاً مهما اجتمعوا عليها، وهذه هي جنتهم، وكما قال شيخ الإسلام رحمة الله عليه: ' إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة ' نعم -والله- جنة عظيمة! قال فيها بعضهم: ' لو يعلم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه من السعادة لجادلونا عليها بالسيوف' ' نعيم لا يعلمه الكثير، وأهل الدنيا مساكين! غاية ما عند أحدهم أن يلعب ورقة، أو أن يسكر -والعياذ بالله- فيطير عقله، أو يتفرج فيما يسمى العبث والسخافة والفسق والفجور أو الغناء والطرب، فهذه هي الليلة المفضلة عندهم؛ فسبحان الله أي: شيء وأي نعيم وأي راحة في تلك الأعمال؟!
والله إنها نكدٌ وظلمة في الوجه، وإنها حسرة في القلب، وإنها تكدر العلم وتمحق البركة في الرزق أيضاً، وهكذا مما في المعاصي من أضرار وأخطار، وأما المؤمن فإن الليل مطيته، والعبادة لذته وراحته.
إخواني في الله في هذا المنتدى و الله إنكم لترون من يتصف بصفة المؤمنين ممن يقومون الليل و يرقون الناس لتجد الأثر على المريض و تجد الجن الصارع يرتجف و يكاد يحترق قبل البدء في الرقية و هذا ما رأيت بنفسي من أحد المعالجين في الرياض و منطقة جازان و البعض تجده مستجاب الدعوة ، و سبحان الله كبار السن ممن يقومون الليل تجدهم أشب من الشباب و ترى فيهم اشراقة الوجه و تطمئن النفوس إذا رأيتهم نسأل الله أن يمن علينا بفضله و مغفرته و يكرمنا و أن يجعلنا ممن يقومون الليل .
أسأل الله أن يوفق الجميع لما يحب و يرضا .
و صلى الله و بارك على نبينا محمد صلى الله عليه و سلم
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة