عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 19-05-2009, 06:06 AM   #1
معلومات العضو
أبا الحسن
عضو موقوف

افتراضي يستجاب للعبد ما لم يعجل‏

‏حدثنا ‏ ‏عبد الله بن يوسف ‏ ‏أخبرنا ‏ ‏مالك ‏ ‏عن ‏ ‏ابن شهاب ‏ ‏عن ‏ ‏أبي عبيد ‏ ‏مولى ‏ ‏ابن أزهر ‏ ‏عن ‏ ‏أبي هريرة ‏
‏أن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال ‏ ‏يستجاب لأحدكم ما لم يعجل يقول دعوت فلم يستجب لي ‏

فتح الباري بشرح صحيح البخاري


‏قوله ( عن أبي عبيد ) ‏
‏هو سعد بن عبيد . ‏
‏قوله ( مولى ابن أزهر ) ‏
‏اسمه عبد الرحمن . ‏
‏قوله ( يستجاب لأحدكم ما لم يعجل ) ‏
‏أي يجاب دعاؤه . وقد تقدم بيان ذلك في التفسير في قوله تعالى ( الذين استجابوا لله ) .
قوله ( يقول دعوت فلم يستجب لي ) ‏
‏في رواية غير أبي ذر " فيقول " بزيادة فاء واللام منصوبة , قال ابن بطال : المعنى أنه يسأم فيترك الدعاء فيكون كالمان بدعائه , أو أنه أتى من الدعاء ما يستحق به الإجابة فيصير كالمبخل للرب الكريم الذي لا تعجزه الإجابة ولا ينقصه العطاء . وقد وقع في رواية أبي إدريس الخولاني عن أبي هريرة عند مسلم والترمذي " لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم , وما لم يستعجل . قيل : وما الاستعجال ؟ قال : يقول قد دعوت وقد دعوت فلم أر يستجاب لي , فيستحسر عند ذلك ويدع الدعاء "ومعنى قوله يستحسر وهو بمهملات ينقطع . وفي هذا الحديث أدب من آداب الدعاء , وهو أنه يلازم الطلب ولا ييأس من الإجابة لما في ذلك من الانقياد والاستسلام وإظهار الافتقار , حتى قال بعض السلف لأنا أشد خشية أن أحرم الدعاء من أن أحرم الإجابة , وكأنه أشار إلى حديث ابن عمر رفعه " من فتح له منكم باب الدعاء فتحت له أبواب الرحمة " الحديث أخرجه الترمذي بسند لين وصححه الحاكم فوهم , قال الداودي : يخشى على من خالف وقال قد دعوت فلم يستجب لي أن يحرم الإجابة وما قام مقامها من الادخار والتكفير انتهى . وقد قدمت في أول كتاب الدعاء الأحاديث الدالة على أن دعوة المؤمن لا ترد , وأنها إما أن تعجل له الإجابة , وإما أن تدفع عنه من السوء مثلها , وإما أن يدخر له في الآخرة خير مما سأل . فأشار الداودي إلى ذلك , وإلى ذلك أشار ابن الجوزي بقوله : اعلم أن دعاء المؤمن لا يرد , غير أنه قد يكون الأولى له تأخير الإجابة أو يعوض بما هو أولى له عاجلا أو آجلا , فينبغي للمؤمن أن لا يترك الطلب من ربه فإنه متعبد بالدعاء كما هو متعبد بالتسليم والتفويض . ومن جملة آداب الدعاء تحري الأوقات الفاضلة كالسجود , وعند الأذان , ومنها تقديم الوضوء والصلاة , واستقبال القبلة , ورفع اليدين , وتقديم التوبة , والاعتراف بالذنب , والإخلاص , وافتتاحه بالحمد والثناء والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم والسؤال بالأسماء الحسنى , وأدلة ذلك ذكرت في هذا الكتاب . وقال الكرماني ما ملخصه : الذي يتصور في الإجابة وعدمها أربع صور : الأولى عدم العجلة وعدم القول المذكور , الثانية وجودهما , الثالثة والرابعة عدم أحدهما ووجود الآخر , فدل الخبر على أن الإجابة تختص بالصورة الأولى دون ثلاث , قال : ودل الحديث على أن مطلق قوله تعالى ( أجيب دعوة الداع إذا دعان ) مقيد بما دل عليه الحديث . قلت : وقد أول الحديث المشار إليه قبل على أن المراد بالإجابة ما هو أعم من تحصيل المطلوب بعينه أو ما يقوم مقامه ويزيد عليه , والله أعلم .


التعديل الأخير تم بواسطة أبا الحسن ; 09-07-2009 الساعة 08:52 AM.
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة