عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 05-05-2009, 09:46 PM   #11
معلومات العضو
فاديا
القلم الماسي
 
الصورة الرمزية فاديا
 

 

افتراضي

جزاكِ الله خيرا اختي الفاضلة أم عبد الرحمن على الحرص والتوعية واحسن اليك وحفظ بناتك وأولادك وكافة المسلمين من الفتن .

هل المحادثة بحد ذاتها وعلى كافة صورها واشكالها هي سبيل للوقوع ؟
قد ننصح الجميع بعدم استعمال الميسنجر والمحادثة لأنها قد تؤدي الى امور اعظم ، ومن باب سد الذرائع ودرء المفاسد ، تكفي كبسة زر لإخماد اي نار - ان كانت - والتخلص من كل هذا القلق ، ولكن ماذا عن المحادثات الضرورية التي يمكن ان تجري بين اي شاب وفتاة على صعيد الدراسة او العمل ، هل المحادثة والتعاون في امر مهم مثلا هما السبيل لعمل الشيطان ؟؟

أخشى من ناحية اخرى ان ركزنا على هذه النقطة ، ان تعتقد العقول ان اي محادثة من اي شكل لا بد ونهايتها بهذه الصورة ، فإن حدث هذا التعامل لأسباب هامة ضرورية او طارئة مثلا ، ان يبقي كل من الطرفين في ظنه ..ماذا سيحدث بعد ذلك ! ........واصرّ هنا على ان هذا مدخل آخر للشيطان .


حسنا انا تماما مع الفكرة التي تقول أن على الانسان الا يختبر نفسه في مواطن الفتنة ، ولكن ماذا ان لم يكن الامر اختياريا ، و ماذا عن واقعنا الذي لم يعنى بأمر الحد من الاختلاط ، حتى في أبسط مراحله ، في مرحلة الدراسة والمدرسة ومراحل المراهقة ، صعودا الى الدراسة الجامعية ، وبعد ذلك الى العمل ، ان الفتاة المسلمة المثقفة المتعلمة والعاملة اليوم هي معرضة لهذا التعامل الضروري مع الجنس الآخر ومعرضة الى المحادثة والحديث والتعاون ، فما هو التصور للفتنة الآن ، ؟ وان كانت هذه من الطباع الغريزية التي نحاربها ، أفلا يمكن معالجتها وتأطيرها وتحمل مسؤوليتها ، مثلما هذّب الانسان سلوك الاكل وسلوك الشرب ،، ولماذا نعتقد ان الفتاة او الشاب لا يستطيعان التعامل الجاد في المواقف الجادة ، ولماذا نقنع كليهما ، انه لا بد ان تشتعل النار وتؤدي الى احراق كل شيء ، وانه ليس بإمكانهما السيطرة على خيالهما او على وسوسة الشيطان ، هل نستطيع قتل التصورات والتخيلات والآمال وأحلام اليقظة في عقول الفتيات والشباب .؟ كيف سنتجنب هذا والى اي حد ومدى ... كيف ( باختصار ) في النهاية ، سنمنع الشيطان من أن يلعب لعبته ( الدنيئة ) ؟!


ان المساحات التي يفرضها الخيال للشخص بلا قيود ، لا تعني مطلقا حريته في استخدام هذا الخيال ، علينا ان نعلم ابناءنا وبناتنا ان يحرصوا على خيالهم ، وما يجري من محادثة بين الشخص ونفسه اولا .. لأن هذا هو المرتع الخصب والأساسي والذي يستطيع الشيطان ان يسيطر فيه ، وقد يقود الى هذا الخيال الواسع ، الفراغ الكبير مثلا ، وقد يقود الى هذا عدم آلية الحوار بين الوالدين والابناء ، او كثرة المشاكل الاسرية ،، او الحاجة المادية ، او الوحدة الاجتماعية ، الوحدة النفسية ، صعوبة وتأخر الزواج عند الجنسين لأسباب شتى ، ونحو ذلك


ومن ناحيتي ورأيي ، أنا اؤمن ان علي الا أزرع الخوف من المارد المسمى الشاب ، لأنه ليس ماردا ، هو انسان يتصرف على الأغلب بقدر ما تدعوه الفتاة لذلك ، وعلى الفتاة ان تعي ما يدخل عقلها من كلام من الجنس الآخر وتعي تفسيره جيدا .
وكذلك انا لست مع اخافة الشاب من الفتنة التي يمكن ان يتعرض لها من اي فتاة ، لأن هذا قد يجعله ضعيفا مفككا وفريسة سهلة الوقوع ايضا ، واذا أصرّ المجتمع على تسمية الشاب في الحالة الاولى بالذئب ، فأنا أصر على تسمية الفتاة في الحالة الثانية بالافعى .

اعتقد ان شبابنا وفتياتنا اليوم بحاجة الى تعلم مبدأ تحمل المسؤولية ، مسؤولية السلوك ، النظرة ، الكلمة ، التصرف ، مسؤولية الشعور ، مسؤولية الخيال ، مسؤولية حتى الاحلام ، ، ان المسؤولية هي السيف الذي يحمي جميع الافراد اينما حلوا وكانوا ، هذا الذي لم يعنى الأهل بتدريب أولادهم عليه ، وما أقسى المسؤولية وما اشد حزمها في رصد السلوك وحتى المشاعر والاوهام ، وخاصة ان تضافر هذا الشعور مع عمق الالتزام الديني .

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة