أختي الكريمة فاديا صحيح أن الروايات قد اختلفت و لكننا نجهل بالحقيقة
و لو سلمنا أن النعمان فعل بسنمار ما فعل عقابا لغروره
و ضربنا عرض الحائط ما اشتهر من أنه رماه من أعلى القصر حتى لا يبني لغيره قصرا مثله
و جزمنا جدلا أن عقاب سنمار على الغرور كان برميه و قتله
فإني أرى أنه زيادة على أن عمل النعمان كان جريمة و لو بسبب النيل من مغرور
و كذلك فإننا نتساءل أيضا: (ألم يكن هناك عقاب للغرور غير رمي المغرور من أعلى البناء) ؟
كذلك فإن التوقيت لم يكن مناسبا ما جعل التصديق بالقصة يكون أقرب
فقد قتله في اليوم الذي من المفترض أن يدفه له ثمن إنجازه
و بعدما أتم له البناء و أكمله فعل فعلته
و ليس لنا أن نقول إلا إنه بهذا العمل جر عليه أن يصنف في صفحات التاريخ و يوصف و يتهم بالظلم و الإعتداء
و أين كانت الأسباب الحقيقية و التي لا يمكننا الجزم بصحتها فإن هذا المثال يضرب عندما يجازى المرء بالسوء بعد الحسن
و لله المثل الأعلى فهو القائل سبحانه (هل جزاء الإحسان إلا الإحسان )
و هذه الآية أعظم و أبلغ من كل مثل يضرب
أحييك يا فاديا على ردك المميز و عقلك المفكر