عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 23-11-2005, 07:02 AM   #13
معلومات العضو
أبو البراء

لموقع ومنتدى الرقية الشرعية - مؤلف ( الموسوعة الشرعية في علم الرقى )
 
الصورة الرمزية أبو البراء
 

 

افتراضي



الأخ الحبيب ( البغدادي ) حفظه الله ورعاه

قبل أن أناقش معكم مسألة التخصيص نقاشاً علمياً موضوعياً هادفاً ، لا يليق بنا إلا أن نحتفل بكم في منتدانا الغالي فنقول :

هلا باللي نهليبــــه......وشوفته تشرح البال
ولو رحبت مايكفي.......لك مليون ترحيبــــه


هلا وغلا بالأخ الحبيب ( البغدادي )

في منتداكم ( منتدى الرقية الشرعية )

احدى الصروح الرائدة المتواضعة في عالم المنتديات الصاعدة

والتي تزهو بالعلم الشرعي والمعرفة والفكر والثقافة

كلنا سعداء بانضمامكم لمنتدانا الغالي

وكلنا شوق لقرائة حروف قلمكم ووميض عطائكم

هلا فيكم

ونحن بانتظار قلمكم ومشاركاتكم وحضوركم وتفاعلكم

تمنياتي لكم بالتوفيق وإقامة مفعمة بالمشاركات النافعة




http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/3b...-3barat-48.gif

ونحن نعلم بأنكم قد زرتم الموقع لأسباب واعتبارات خاصة ، ولكن واجب الضيافة يحتم علينا ذلك 0

عودة أخي الحبيب للموضوع المطروح للنقاش ، أرجو أولاً أن تقرأ بتمعن ما ذكرته بخصوص هذه المسألة ، ثم أعقب على ما ذكرتم - يا رعاكم الله - :

اولاً : أما قولكم - وفقكم الله للخير فيما ذهبتم إليه - : ( في مايتعلق بتخصيص ايات معينة اوادكار معينة باعداد معينة فقد سمعت لشيخ عبد السلام بالى تعليقا على هدا الموضوع يقول : قديتسائل بعض الشباب الغيور فيقول لما جئت بهده الايات او تكرار ... ولم يرد في دالك نص قال فاجيبهم : بان الطب تجربة والدين لا يرفض هدا الامر وانه اجتها د كما فعل الصحابي الدي رقى بالفاتحة ولم ينتضر تخصيص من رسول الله وكيف انه اقره على دالك وقال مايدريك انها رقية ) 0

قلت وبالله التوفيق :

1)- قول الشيخ وحيد عبدالسلام بالي ليس بحجة :

كما أن قول أبو البراء ليس بحجة ، فالمرجعية لنا جميعاً كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، ثم علماء الأمة الأجلاء لأنهم من أهل القياس والاستنباط والاجتهاد ، أما نحن فالله أعلم بحالنا 0 وهذا الكلام لا يقدح مطلقاً في الشيخ وحيد عبدالسلام بالي وبفضله وما له من أيد بيضاء على كثير من الناس ، ولكن الحق أحق أن يتبع 0

2)- أما قول الشيخ وحيد عبدالسلام بالي - حفظه الله - : ( بان الطب تجربة والدين لا يرفض هدا الامر وانه اجتهاد ) :

قلت وبالله التوفيق : نعم أخي الحبيب هذا يتطبق على الطب بشقيه العضوي والنفسي لأنه أسباب حسية في العلاج والاستشفاء ، أما أن نقول التجربة في الدين فهذا لا يعقل لأن العبادات مبناها على التوقيف ، ولو فتحنا مثل هذا الباب لرأيت العجب العجاب في هفوات بعض المعالجين وبناء قولهم على :

( جرب فنفع )


فالتجربة تتعلق بالأسباب الحسية وليست بالأسباب الشرعية ، ونحن لا ننكر مطلقاً الرقية بأي آية أو سورة ، إنما ننكر على تحديد وتخصيص هذه السورة لعلاج مرض بذاته ، والله تعالى أعلم 0

3)- أما قوله - حفظه الله ورعاها: ( فعل الصحابي الدي رقى بالفاتحة ولم ينتضر تخصيص من رسول الله وكيف انه اقره على دالك وقال مايدريك انها رقية ) :

قلت وبالله التوفيق : هذا الكلام صحيح ولكن معناه مخالف للمقصود ، وقد يكون خفي على الشيخ الفاضل أن اتلسنة هيَّ ما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير ، فكون أن الرسول عليه الصلاة والسلام قد أقر الصحابي الجليل أبو سعيد الخدري فأصبح الأمر سنة في حق من بعده ، ولا يعقل أن نقول فعل فلان في التخصيص يجوز بناء على مثل تلك الواقعة والله تعالى أعلم 0

ثانياً : أما قولكم - وفقكم الله للخير فيما ذهبتم إليه - : ( ولابن القيم رحمه الله تعليق جميل فيما يتعلق بالعدد 7 وكيف ان الله قد ميز هدا العدد لحكمة منه كخلق السماوات السبع والاراض وان الطواف بالبيت سبع وانه خلق السماوات والارض في سبعة ايام وان فاتحة الكتاب سبع ايات ...والقائمة طويلة ) 0

قلت وبالله التوفيق : قد ذكرت ذلك من ثنايا هذا البحث حيث قلت :

ومن ذلك التخصيص أيضا ما يتبعه بعض المعالجين في تحديد قراءة سورة الفاتحة ونحوها من سور القرآن العظيمة سبعا باستدلال نقله المناوي عن الإمام القرطبي - رحمه الله - يتحدث فيه عن تخصيص تمر العجوة بسبع تمرات ، مفاده الآتي :

( قال القرطبي : وتخصيصه بسبع لخاصية لهذا العدد علمها الشارع وقد جاء ذلك في مواضع كثيرة لقول المصطفى صلى الله عليه وسلم في مرضه صبوا علي من سبع قرب وقوله غسل الإناء من ولوغ الكلب سبعا وقد جاء هذا العدد في غير الطلب كقوله تعالى : ( سبع بقرات سمان ) ( وسبع عجاف ) سبع كسني يوسف ( وسبع سنبلات ) وكذا سبعون وسبعمائة فمن جاء من هذا العدد مجيء التداوي فذلك لخاصة لا يعلمها إلا الله ومن أطلعه عليه وما جاء في غيره فالعرب تضع هذا العدد للتكثير لا لإرادة عدد بعينه ولا حصر وقال بعضهم خص السبع لأن لهذا العدد خاصية ليست لغيره فالسماوات والأرض والأيام والطواف والسعي ورمي الجمار وتكبير العيد في الأولى سبع وأسنان الإنسان والنجوم سبع والسبعة جمعت معاني العدد كله وخواصه إذ العدد شفع ووتر والوتر أول وثاني والشفع كذاك فهذه أربع مراتب أول وثان ووتر أول وثان ولا تجمع هذه المراتب في أقل من سبعة وهي عدد كامل جامع لمراتب العدد الأربعة الشفع والوتر والأوائل والثواني والمراد بالوتر الأول الثلاثة وبالثاني الخمسة وبالشفع الأول الاثنين والثاني الأربعة وللأطباء اعتناء عظيم بالسبعة سيما في البحارين وقال بقراط كل شيء في هذا العالم يقدر على سبعة أجزاء وشرط الانتفاع لهذا وما أشبهه حسن الاعتقاد وتلقيه بالقبول ) ( فيض القدير - 6 / 105 ) 0

قلت : ويجاب على ذلك من عدة أوجه :

أ)- عدم اعتماد الرقم ( سبعة ) في قضايا الرقية الشرعية :

مع كل ما ذكره القرطبي – رحمه الله - فيما يتعلق بهذا الرقم ( سبعة ) ، لا نستطيع اعتماده أو التعويل عليه في مسائل وقضايا الرقية الشرعية والتداوي ، لعدم وجود الدليل أو ثبوت أمر من المشرع 0

ب)- ورود العدد ( سبعة ) في مواضع أخرى :

وكما أن العدد ( سبعة ) قد ورد في المواضع التي أشار إليها القرطبي - رحمه الله - فقد وردت أعداد أخرى غير ذلك الرقم ، مثل الثلاث والخمسة والمائة ونحوه ، ولا نستطيع القياس على مثل ذلك بقراءة الآيات والسور من القرآن العظيم بهذه الكيفية التي سوف تؤدي لفتح هذا الباب على مصراعيه ، ويبدأ المعالجون بالتوسع الذي قد يوقعهم بعين البدعة 0

ج)- قول العرب في العدد ( سبعة ) :

وقد يكون إيراد ذلك العدد بتلك الكيفية التي ذكرها القرطبي نتيجة لما نقله - رحمه الله - في سياق حديثه ، حيث يقول وما جاء في غيره فالعرب تضع هذا العدد للتكثير لا لإرادة عدد بعينه ولا حصر ) ، وقد يكون المقصود من ذلك كله الحصر لا العدد والله تعالى أعلم 0

د)- اعتماد بعض الفئات الضالة على الأرقام :

لا بد أن ندرك حقيقة هامة مفادها أن بعض الفئات الضالة اعتمدت على تلك الأرقام في معتقداتها ومذاهبها وقد بنت على ذلك أحكاما شرعية دون دليل أو تشريع يقودها من الكتاب والسنة 0

هـ)- الاستعاضة عن كل ذلك بالقراءة وتراً :

وبالإمكان أن يستعاض عن كل ذلك بتوجيه العامة والخاصة بالقراءة وترا ، وهذا هو الثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيه الخير والنفع بإذن الله تعالى 0

و)- القاعدة الفقهية ( سد الذرائع ) :

ويكتفى في هذا المقام وتحت هذا العنوان القول أن المسلم الحق يجتنب الوقوع في بعض الجزئيات التي قد توقعه في البدعة المحرمة وهذه قاعدة ( سد الذرائع ) ، والشريعة قد سدت الأبواب التي تفضي للمحظور ونحوه والله تعالى أعلم 0

قال النووي معقبا على حديث " السبع تمرات " : ( وعدد السبع من الأمور التي علمها الشارع ولا نعلم نحن حكمتها ، فيجب الإيمان بها ، واعتقاد فضلها والحكمة فيها ، وهذا كأعداد الصلوات ، ونصب الزكاة وغيرها ، فهذا هو الصواب في هذا الحديث ) ( صحيح مسلم بشرح النووي – 13 ، 14 ، 15 / 202 ) 0

ثالثاً : وحيث أن المسألة فيها خلاف بين أهل العلم ، فالذي أراه المنع سدا للذريعة المفضية للمخالفة الشريعة أو التوسع في ذلك ، ويكون ذلك بسبب الاعتبارات التالية :

أولاً : إن التخصيص بقراءة السور أو الآيات بعدد محدد لم يستند لأصل شرعي في الكتاب والسنة :

وهو تخصيص بلا مخصص ، وقد ورد التخصيص بقراءة آيات أو سور من كتاب الله عز وجل كالفاتحة وآية الكرسي وآخر سورة البقرة والمعوذتين والإخلاص كما أشار لذلك فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين – حفظه الله – وكما بينت ذلك آنفا ، وما دون ذلك فالأولى تركه خوفاً من الاعتقاد بهذه الآيات أو السور عما سواها ، ولو كان في مثل ذلك التخصيص العام خير وفائدة معينة لأرشدنا إليه الحق تبارك وتعالى في محكم كتابه ، أو بينه لنا رسولنا صلى الله عليه وسلم في سنته المطهرة 0

ثانياً : سوف يؤدي فتح هذا الباب لذريعة الوقوع فيما هو شر منه :

كما يحصل مع بعض الجهلة ممن يطلبون قراءة سورة الفاتحة أو آية الكرسي بعدد محدد لاستحضار الجني الموكل بها للعون والمساعدة ، وكذبا قالوا وباطل ما كانوا يدعون 0

ثالثاً : قاعدة سد الذرائع :

لا بد من سد الذرائع التي سوف تفضي للكفر أو الشرك أو البدعة أو المعصية بحسب حالها 0

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - : ( لا ريب أن الأذكار والدعوات من أفضل العبادات ، والعبادات مبناها على التوقيف والاتباع ، لا على الهوى والابتداع ؛ فالأدعية والأذكار النبوية هي أفضل ما يتحراه المتحري من الذكر والدعاء ، وسالكها على سبيل أمان وسلامة ، والفوائد التي تحصل بها لا يُعبِّر عنها لسان ، ولا يحيط بها إنسان 00
وليس لأحد أن يسن للناس نوعاً من الأذكار والأدعية غير المسنون ، ويجعلها عبادة راتبة ، يواظب الناس عليها ، كما يواظبون على الصلوات الخمس ؛ بل هذا ابتداع دين لم يأذن الله به 00
وأما اتخاذ وردٍ غير شرعي ، واستنان ذكر غير شرعي : فهذا مما يُنهى عنه ، ومع هذا ، ففي الأدعية الشرعية ، والأذكار الشرعية غاية المطالب الصحيحة ، ونهاية المقاصد العلية ، ولا يعدل عنها إلى غيرها من الأذكار المجدثة المبتدعة إلا جاهل ومفرط أو متعد ) ( مجموع الفتاوى - 22 / 510 ، 511 ) 0

قال القاضي عياض – رحمه الله - : ( أذن الله في دعائه ، وعلَّم الدعاء في كتابه لخليفته ، وعلم النبي صلى الله عليه وسلم الدعاء لأمته ، واجتمعت فيه ثلاثة أشياء : العلم بالتوحيد ، والعلم باللغة ، والنصيحة للأمة ؛ فلا ينبغي لأحد أن يعدل عن دعائه صلى الله عليه وسلم ، وقد احتال الشيطان للناس من هذا المقام ، فقيَّض لهم قوم سوء يخترعون لهم أدعية يشتغلون بها عن الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم ، وأشد ما في الحال أنهم ينسبونها إلى الأنبياء والصالحين فيقولون : " دعاء نوح ، دعاء يونس ، دعاء أبي بكر الصديق " فاتقوا الله في أنفسكم ، لا تشتغلوا من الحديث إلا بالصحيح ) ( نقلاً عن الرقية النافعة للأمراض الشائعة – ص 24 ) 0

وقال الإمام أبو بكر محمد بن الوليد الطرطوش : ( ومن العجب العجاب أن تُعرِض عن الدعوات التي ذكرها الله في كتابه عن الأنبياء ، والأولياء ، والأصفياء مقرونة بالإجابة وأن تنتقي ألفاظ الشعراء والكتاب كأنك قد دعوت في زعمك بجميع دعواتهم ، ثم استعنت بدعوات من سواهم ) ( نقلاً عن الرقية النافعة للأمراض الشائعة – ص 24 ) 0

هذا ما تيسر لي أخي الحبيب ( البغدادي ) ، سائلاً المولى عز وجل ـم يجعلنا وإياكم والحاضرين من الطائفة المنصورة الناجية ومن أتباع الحق ، إنه سميع مجيب الدعاء ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة