جزاك الله خيرا اختي الفاضلة زهرة الأمل على هذه المشاركة
سؤال
هل كان سنمار مظلوما حقا ؟؟!!
درجت القصة المشهورة لملك الحيرة النعمان مع مهندس البناء المبدع سنمار
وقد أخذت جميع الاقوال نفس الدرب ،
ان ملك الحيرة كلّف سنمار ببناء قصر الخورنق ولما أتم بناءه ( بعد عشرين سنة ! ) رماه من أعلاه
وقد قيل حتى لا يبني لأحد قصرا مثله
وقيل لأن سنمار قال له انه يعرف مكان حجر اذا تحرك انهار البناء كله
وقيل هذا المثل في " جزاء المعروف "
للتنفير من عمل المعروف !
وقد تساءلت كثيرا ما علاقة ذا بذاك ؟
أي ان سنمار لم يكن ليمنّ على ملك الحيرة ويقدم له معروفا
بل كان يؤدي عملا له أجر
كما أسئلة كثيرة تدفعني الى التشكيك بهذه القصة الأزلية .
- مما قرأنا عن الملك النعمان انه لم يكن سفيه العقل هكذا ، بل كان حكيما مقداما
- قصة ( العشرين عاما ) التي استغرقها بناء الخورنق ،
كيف يستغرق بناء هذا القصر كان ما كان كل هذه المدة - وهي المذكورة - في عصر كان فيه البناء الراقي من البديهيات ومن الممارسات المتقنة وخاصة بناء القصور المنيعة ، والتي لا يمكن بأي حال من الأحوال ان تستغرق طيلة هذه المدة ، وكيف للملك النعمان ان يأمر ببناء قصر كهذا كان يحتاجه لأمور ومناسبات معينة حالية مهمة اذا كان يعلم انه سيحتاج طيلة هذه الفترة لعملية البناء ؟ .
ومن خلال قراءاتي الكثيرة ، وجدت هذه القصة التي تغطي الكثير من الحلقات المفقودة حول سر الخورنق :
فقد قيل ..
كلّف النعمان سنمار ببناء قصر ( لنقل لأغراض معينة )
ولكن سنمار كان على الرغم من عبقريته وفنه المذهل في البناء ، الا انه كان مماطلا كسولا متراخيا ، وقد أدى هذا الى طول الفترة التي استغرقها البناء ، والملك النعمان صابر - ويا طول صبره - على المهندس المغرور وهو يأمل ان يستلم قصره الحبيب الى قلبه في أقرب وقت ...
والى ان انتهى المهندس الكسول من بناء القصر واستلمه الملك النعمان ، ، ونسي الملك كل سنوات الانتظار هذه عندما رأى ما أبدعه ذلك المهندس العبقري ، وكافأه بكرم شديد وسخاء وطيبة .
الا ان المهندس المغرور، قال للملك الذي لم تتم سعادته بقصره بعد ، انه صمم مكانا لطوبة ان تحركت انهار القصر كله.
وان كان هذا يدل فهو يدل على شدة الغرور ، وهي حالة نفسية معينة من حالات العظمة ، عندما تمدح شخصا مغرورا
وقيل ...اذا اكرمت اللئيم .....
ولم يتحمل النعمان ، وظهرت امام عينيه كل سنوات الانتظار ، وضاق ذرعا بهذا المهندس المغرور المتمرد الذي يضن عليه بفرحته بقصره
كل هذا خلق الكثير من التداعيات النفسية المريرة داخل نفسية الملك فأقدم على القائه من أعلى الخورنق .
واذا كان كذلك ..
فلا داعي لاتهام النعمان بأنه كان ملكا ظالما ، ولا اعتبار سنمار بطل الواجب والمعروف ... فما هو الا ضحية غروره
وعلينا ان نحول المقولة من جزاء سنمار ... الى جزاء الغرور
فما الرأي...؟؟
أي القصص المنتشرة حول ( سر الحوار ) الذي دار بين الملك والمهندس أقرب الى المنطق والى العقل ؟