أختي الحبيبة زهرة الأمل
،خلطتِ بين الصراحة من أجل الحساب ... والصراحة من أجل حل مشاكلنا وازالة الرتوش
وقد تفضلتِ مشكورة بشرح الواقع واصناف الناس وعلى ضوء هذا ،
فإن جلسات المصارحة وما تنطوي عليه من انكشاف ليست في النهاية حلا مثاليا لمعظم المشاكل ، بل انها قد تكون سببا نعطيه للآخرين لكي يستمروا في ايذائنا ، أو ربما ليقرروا ايذائنا
يجب علينا ان نسأل انفسنا ، هل نحن نصارح ونناقش من أجل ( الحساب ) أم من أجل حل مشاكلنا ؟
الصراحة ، هي سبيل لأكثر من شيء ، فهل نحن في صدد فض العلاقة ، ام تعبيد طريق الود
اننا لا نعني فقط ان نتحدث عما بداخلنا ونقدمه للطرف الآخر ونعتمد عليه في تنسيقه وتحسين صورته، او تخريبه بشكل نهائي
بل علينا ان نقدمه بالشكل اللائق وبإشارة ضمنية الى القالب الذي نريده ان يكون به، علينا ان نظهر صورتنا الذاتية في أي مناسبة.
حتى نتجنب الجلوس مرارا الى مائدة المصارحة للنقاش في نفس الامور فإن هذا فعلا مضيعة للوقت وضياع لشخصيتنا الحقيقية.
دوما هناك نصيحة : قل ما يضايقك مرة واحدة ، لا تلجأ الى تكرار الحديث عما يضايقك ، بل فكر في طرق لأكثر للتعامل مع النتائج.
التسامح الذي اقصده هو ان نتسامح مع انفسنا ونرفق بها ، قبل اي شخص آخر
ولا أقصد أن يكون الانسان ساذجا !
أن نعرف ماذا نريد ، وهل حقا كل محطات الاختلاف تحتاج الى هذه الصراحة وهذا الانكشاف ؟
وكيف نجعل هذه الجلسة ايجابية النتائج بالشكل الذي نريد ،
وليس مهما ان يجلس الشخص الى مائدة التفاوض واضعا ابتسامة صفراء على وجهه بينما يتحدث عما يضايقه
ليس المهم كيف نبدو؟ المهم ماذا نقول ؟ وما هدفنا ؟
واذا تحركنا باتجاه الهدف ، وباتجاه متسامح مع انفسنا ، فسيكون قولنا مثمرا اكثر ،
التسامح الذي اقصده هو ان نفكر في المدى البعيد ، مثلا :
ماذا لو تحدثنا بكل صراحة ووضوح وازلنا هذا الجدار من امام اعيننا وانفسنا ، والذي يعتقد البعض ان ازالته تنظيف وصفاء للقلوب
بينما قد نكون ازلنا الجدار الحامي والواقي لنا ،
ثم تكررت هذه المشكلة ( وهذا وارد جدا ) ، سنعتبر في هذه الحالة الإساءة موجهة الى اعماقنا ، فيختل توازننا ويكون رد فعلنا أكبر من ذي قبل، سنؤذي أنفسنا قبل ان يتقدم اي احد بالاساءة الينا .
وقد قلتِ :
قمة التعايش أن نحل مشاكلنا بود و حب و سلام
لن نصل الى هذا الهدف ، ما لم نكن نتعايش أولا ( مع انفسنا ) في ود وسلام وتسامح.