وأما أمراض الأبدان فقد أرشد القرآن إلى أصول طبها ومجامعه وقواعده ، وذلك أن قواعد طب الأبدان كلها في القرآن العظيم وهي ثلاثة : حفظ الصحة ، والحمية عن المؤذي ، واستفراغ المواد الفاسدة المؤذية ، والاستدلال بذلك على سائر أفراد هذه الأنواع . (1) .
ولو أحسن العبد التداوي بالقرآن لرأى لذلك تأثيرا عجيبا في الشفاء العاجل .
قال الإمام ابن القيم - رحمه الله تعالى - : " لقد مر بي وقت في مكة سقمت فيه ، ولا أجد طبيبا ولا دواء فكنت أعالج نفسي بالفاتحة ، فأرى لها تأثيرا عجيبا ، آخذ شربة من ماء زمزم وأقرؤها عليها مرارا ثم أشربه فوجدت بذلك البرء التام ، ثم صرت أعتمد ذلك عند كيثر من الأوجاع فأنتفع به غاية الانتفاع ، فكنت أصف ذلك لمن يشتكي ألما فكان كثير منهم يبرأ سريعا " . (2) .
_________
(1) المرجع السابق 4 / 352 و 4 / 6 .
(2) انظر : زاد المعاد 4 / 178 ، والجواب الكافي ص 21.