صوت سمعته بدد أحزاني و حطم آلامي
سقاني من ينبوع طهر صاف قطرات ماء كلنا شديد ضمأ لإرتشافها
قطرات تسقي القلوب فتصقلها و تطهرها
و تعيد للنفس بهجاتها و تنبت على رباها أزهار أمل
ذلك الصوت هي رسالة حب غرست في ربوع القلب
ففاض و تألق و أطنب
و غشته حالة إستعلاء فوق الدنيا و أهلها
و كل ملذاتها و شهواتها
رسالة غرست في الأعماق و تجاوزت الأفاق
أزهرت و أينعت و آتت أكلها
ذكرتني فنسفت رماد الغفلة
فتأججت الهمة و سمت بالروح للقمة
إنها رحمات الله عز و جل التي تفيض علينا
فتغمرنا بخيراتها و أنوارها
و تكشف لنا عن عظيم أسرارها
فهل فكرت في أن رحمة الله بك هي كل شيء ؟
فإن كان لك من عمل فبرحمة الله قدره لك و أعانك عليه و ثبتك على إتمامه
ثم رحمة الله كتبته لك في ميزان الحسنات مضاعفا
و هي ذات الرحمة التي لم تكتب لك السيئة سيئة واحدة
إلا بعد أن أمهلتك طول يوم ليلا أو نهارا لتتوب و تستغفر فلا تكتب في صحائفك
رحمة الله الرحمن الرحيم التي وسعت كل شيء هي التي نرجوها
(و رحمتي وسعت كل شيء )
تلك التي قسم جزء واحد منها فقط من جملة تسعة و تسعون إدخرها ليوم القيامة
قول نبي الهدى (إن لله مائة رحمة يرحم بها عباده يوم القيامة )
جزء واحد فقط قسم بين الجن و الإنس والهوام و البهائم فكفتهم
فيتعاطفون و يتراحمون و يتحابون ...
هو سبحانه أرحم الراحمين أرحم بعباده من الأم بولدها
أرحم من إمرأة في بحر لجي تدفعها الأمواج و تغمرها المياه
و هي تجد غصة الموت و مرارة الألم
ترفع طفلها فوقها حتى لا يصيبه الغرق
و هو أرحم من إمرأة في السبي ضاع طفلها فكانت تقرب كل طفل وجدته و تضمه و ترضعه
فهل تقدر على أن تطرحه في النار
فهل يرضى الرحمن لعباده أن يطرحوا في النار
أليس من رحمته بعباده أن أرسل الرسل و أنزل الكتب و شرع الشرائع
لتستقيم حياة العباد على سنن الرشاد بعيدا عن الضنك و الضيق و الضلال (
قوله الحق (و ما أرسلناك إلا رحمة للعالمين )
رحمة الله رسائل حب تهدى لنا و تعطى لنلا بدون حساب
بهذه الرحمة أضئ مصباح قلبك بأنوارها و أجج الهمم لكشف أسرارها
و الله إن لحظة تحس فيها برحمة الله بك تجعلك تسمو سموا عجيبا لا تصفه عبارة
و تعلوا علو تتجاوز فيها الدنيا و أهلها و من فيها
و تحس بنعيم من نعيم الجنة و أنت تمسي فوق الأرض و تحت السماء
فاللهم ارحمنا برحمتك يا أرحم الراحمين