ونكمل معكم معاشر الفضلاء ...
في خضم العمل اليومي مع الصم ....تعودت أن أتعامل معهم كشخص صحيح وليس شخصاً معاق سمعياً ....
وهذا يعود لكوني لا أرى نفسي أصماً ....
ولا أعاني مثل معانات الصم ...
فاتصالي بالعالم الخارجي طبيعي... وفهمي وإدراكي للأمور عادي جداً ....
بل أنا قد جئت لهم من قبل مؤسسة حكومية للعناية بهم وتوفير خدمة التعليم الشرعي لهم ....
وظللت هكذا لثلاث سنوات ...لا أضع نفسي في مكانهم ...
ولا أتخيل نفسي واحداً منهم ...بمعني الواقع الحياتي ...
على الأقل ...
وفي يوم كنت أقدم محاضرة ....لبعض السامعين ...
فلاحظت أن السماعة ...لا تنقل كلام المحاضرين قبلي بشكل جيد ...فهناك صوت تشويش ....
فكلمت الأخ المسئول عن السماعات ....وحاول إصلاحها دون فائدة ...فالتشويش لا يزال مستمراً ...
وعندما جاء دوري للمحاضرة ...زاد التشويش حتى هممت أن أتكلم من غير استخدام اللاقط (المكروفون) ...ولا السماعات ...
ولكني ضغطت على نفسي حتى أكملت محاضرتي بصعوبة ...بسبب التشويش ...
خرجت بعد المحاضرة التي تناولت الوقف في الإسلام سعيداً بوصول رسالتها للحاضرين...ولكن عكر هذه السعادة شعوري بطنين بالأذن ...بدء يتزايد تدريجياً حتى صار مزعجاً للغاية ....
يتبع بإذن الله ....