الموضوع: نفحات راحلة
عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 04-12-2008, 03:04 PM   #1
معلومات العضو
زهراء و الأمل
مشرفة ساحة الأخوات المسلمات والعلاقات الأسرية

افتراضي نفحات راحلة

نفحات أخطها لكم نفعني الله بها و بكم
مباشرة أكتبها على الصفحات
دون تنميق للكلمات و لا اختيار للعبارات
و ذاك شأني في جل الورقات التي أضعها
و الكتابات التي أكتبها
النفحة الأولى
وضعت عن ظهر المطي رحالي
جلست و قد أخذتني الدهشة بين أحضانها تعصرني ثارة و تفتت قلبي ثارة أخرى
تريد أن تظهر على سمائه سحابة لتخرج من جنباتها قطرات الدموع
و لكنني بقوة حبستها نعم حبستها من أن تسيل على وجناتي
لأنني أحسست بلهيبها و خفت أن يخدد الخدود
و يحرق لهيبها من كان بجانبي موجود
آثرت أن تبقى حبيسة بداخلي لا تنتقل زفراتها و أناتها لغيري
لم أمتلك إلا أن قلت إنا لله و إنا إليه راجعون لقد ماتت و التحقت بالرفيق الأعلى
رحلت و أنا بعدها راحلة رحلت و لم تستطع حتى توديعي
و لعل يد المنية اختطفتها فجأة عندما انتهت دقات قلبها في الحياة
و لم تسمح لها حتى توديع الكثير ممن تعرفهم فكيف بي و أنا لا صلة رحم و لا قرابة
و لا حتى صداقة بين و بينها غير هذا المسجد الذي التقينا فيه مرات و مرات
إلتقينا على ذكر الله و اجتمعنا للصلاة و العبادة
كنت أقدم لها الكرسي بل كنت أتفانى في ذلك أجلسها عليه بفرحة
و أصغي للدعاء الطيب كالمسك يخرج من تلك الشفاه
تسألني بعدها كعادتها أين وصل الإمام في القراءة فأرشدها
كانت لا تخرج قبل أن تسلم علي و كنت لا أتركها قبل أن اعطيها حبات من البرتقال فقد كانت تحبه
جلست بعدما سمعت بموتها أنظر إلى ذلك المكان الذي كانت تصلي فيه
بل لم تكن تتأخر عن الحظور للمسجد و الصلاة والإستماع إلى الخطب و الدروس
حتى و قد انحنى ظهرها و تعبت ركبتيها و تألمت رجليها ...
و قلت في نفسي لم تترك في المسجد إلا ذلك المكان
فهل سيشهد لها يوما ما على أنها كانت توحد الله فيه و تذكره و تصلي على نبيه؟
ثم قلت لا و الله ليس ذلك المكان وحده بل أنا و إن كنت لا أعرفها سأشهد لها
و سأدعو لها بكل خير أبدا ما تذكرتها و مازج ذكرها خيالي خطرت صورتها ببالي
رجعت إلى البيت و كأنني محملة بأثقال العالم فوق كتفي
القلب كأنه محاصر بأنواع الهموم يتألم مكلوم
ألقيت بجسدي المثقل فوق السرير
و و قفت مع هذه النفس وقفة جادة
أحدثها و تحدثني
ألومها و تنهرني
أقصو عليها فترخي إليا بحبال من الوهن
و يئست أن أبقى لشيء نلت... مما فيك يا دنيا و أن يبقى لي
و الآن يا دنيا عرفتك فاذهبي ... يا دار كل تشتت و زوال
و الآن صار لي الزمان مؤدبا ... فغدى و راح عليا بالأمثال
تساءلت ماذا فعلت تلك المرأة حتى جعلتني أدعو الله لها و أنا لا أعرفها ؟
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة