قد يتعجب القاريء لماذا اختار ذلك الطفل ذاك الرجل من دون غيره من الناس
و الجواب ساقته المقادير و الأقدار كما ان الطفل رأى ذلك الرجل مرات عديدة و قد وجد فيه بعض الصفات التي أعجبته فتمنى أن يدخل في دين الله دين الحق و يلتحق بقافلة المسلمين
من العبر التي نستقيها من هذه القصة
أولا : أن الهداية بيد الله وحده و ما نحن إلا وسائل يسوق الله منها ما يراه مناسبا قادرا لأداء المهمة
ثانيا : الهداية تأتي بتوقيت و إذن من الله عز و جل فقد تتحدث مع أناس ساعات و ساعات و قد تطول بك و بهم المدة لتتجاوز الأيام و الأشهر و لا يدخل أحدهم الإسلام و قد يكون مقتنعا بأنه دين الحق
و نفس المادة التي تعرضها عليهم قد تعرضها على غيرهم فتجد القبول بسرعة تتعجب منها
ثالثا : ( فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصَّعَّد في السماء كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون)
الكثير من الذين هداهم الله عندهم صفات و أخلاق و طباع متشابهة أهمها
أنهم يبحثون عن الحق و لا يعاندون و يريدون فعلا الوصول للحقيقة
رابعا : و هي أننا لا نستهين بالأعمال و إن كانت قليلة
فقد يبارك الله فيها و تتثمرو تؤتي أكلها بإذن ربها و تعطي ما لا تعطيه الأعمال الكبيرة
لا يستهين أحد في تقديم المعروف للناس و لا يحقر منه شيئا
و أبواب الدعوة لله مفتوحة و و اسعة
فحتى البسمة التي جعلها الله كالصدقة في وجه أخيك تعد دعوة لله عز و جل