الموضوع: اعاني من الخجل
عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 21-11-2008, 07:31 PM   #4
معلومات العضو
القصواء
اشراقة ادارة متجددة
 
الصورة الرمزية القصواء
 

 

افتراضي

نرحب بك أختي جميلة ..وأسأل الله أن تجدي

ما يشرح صدرك ..ويفرج كربك بيننا

وبالإضافة لما ذكره أخي شاكر مشكورا

يمكنك الاطلاع أيضا على هذه الاستشارة وهي من موقع ( الشبكة الاسلامية )


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .. وبعد

سؤالي يتعلق بموضوع احمرار الوجه، وبالتحديد الوجنتين .. حيث كنت ولا زلت أعاني من هذه المشكلة والتي يرتبط ظهورها عند تعرضي للجمهور أو الاجتماعات العامة أو لفت النظر لي دون الحاضرين وعند الحديث فيهم.

أعلم جزاكم الله خيرا أن هذا الاحمرار الشديد في الوجنتين مرتبط بموضوع الخجل عندي، خاصة أنه يصاحبه أحيانا ارتباك وتلعثم في الحديث وعدم ترابط الأفكار، ولكنني والحمد لله تحسنت كثيرا وبدأت أتغلب تدريجيا على هذا الخجل الزائد أو الرهاب حتى صرت أتكلم في حلقات الذكر مخاطبا الشباب .. ولكنني لا زلت أعاني من موضوع الاحمرار في الوجنتين كما قلت والذي أشعر أنه سيعيدني إلى سابق عهدي في الخجل الشديد ...


أفيدوني جزاكم الله خيرا هل من علاج لهذه المشكلة التي تحرجني وتفسد مظهر وجهي .. ولكم الشكر والعرفان.

الجـــواب


بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو أحمد الفلسطيني حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فإننا نود أن نقف عند كلمة قد ذكرتها في كلامك الكريم، فقد أشرت إلى أنك تعاني من الرهبة الاجتماعية ( رُهاب ) وهذا الأمر أمرٌ نسبي، فإن كثيرًا من الأحوال التي تعرض للإنسان يحصل له فيها شيء من الإحراج أو من الاضطراب نتيجة عدم التعود، فمثلاً لو أنك دُعيت إلى إلقاء خطبة الجمعة في الناس أو لإلقاء محاضرة في جمِّ غفير؛ فإنك مهما كانت لديك القدرات القوية الحسنة فستجد أن لديك شيئًا من الاهتمام الزائد أو الاضطراب في النفس لأنك تتعرض لهذا الأمر لأول مرة، فهو أمر غير معتاد، فمثل هذه الرهبة العارضة لا تعد مرضًا ولا تعد اضطرابًا نفسيًّا يقتضي العلاج، فالتعبير عن الرهبة الاجتماعية هو أمر نسبي يختلف باختلاف الناس وأحوالهم وأوضاعهم، وهذا أمر يحتاج لبسط وإيضاح لا يحتمله هذا الجواب.

وأما عن حالتك التي أشرت إليها فأنت بحمد الله صاحب همة عالية وعزيمة ماضية، فلاحظ أنك عالجت نفسك بنفسك حيث أصبحت تواجه الناس في حلقات الذكر والعلم وتخاطبهم وتضع عينك في أعينهم، ونحن نقطع لك بالجزم بإذن الله تعالى أنك إن استمررت في هذا السلوك فإنك سوف تقضي على هذه الرهبة في قلبك وتخرجها من نفسك حتى تصير صاحب شجاعة أدبية ظاهرة تستطيع بها أن تواجه الجموع الكثيرة بل وتلقي فيها الدروس والمحاضرات بعد أن تُحصل العلم الشرعي النافع، فإن علاج هذه الرهبة أصله قائمٌ على أربعة:

فالأول الاستعانة بالله والتوكل عليه.

والثاني تقوية الصلة بالله بالمحافظة على طاعته لاستمداد قوة النفس من قوة الطاعة وثبات القلب من ثبات اليقين.

والثالث تعويد النفس على المواجهة الاجتماعية والتي من أحسنها المحافظة على الصلوات في المسجد مع الجماعة والمشاركة في حلقات العلم والذكر والتلاوة وحضور الدروس والأنشطة النافعة والمشاركة الاجتماعية المباحة ونحوها من الأمور التي تكسبك القدرات الاجتماعية بالتدرج شيئًا فشيئًا.

والرابع: قطع التفكير الذي يشعرك بمراقبة الناس وملاحظتهم إياك حتى تتوهم أن أنظارهم محدقة بك مسلطة عليك، فانتبه لهذا ولا تجعل في نفسك أنك مراقبٌ من الناس، ولكن اجعل همك محصورًا في أمرين اثنين عند مواجهتهم:

(أ‌) أن تفهم ما يلقى عليك من الكلام.

(ب‌) أن تُفهم ما تُريد إيصاله من المعاني إلى السامعين.
فهذه أصول علاج هذه الرهبة.

وأما الاحمرار في الوجنتين فإن هذا يكون عند الشعور بالإحراج خاصة إذا كنت صاحب بشرة بيضاء ظاهرة في البياض رقيقة تتأثر بسرعة فهذا أمر يحصل بسبب الإحراج في الحالة الاعتيادية.

وإذا حرصت على امتثال هذه الأصول التي أشرنا إليها فإنك ستدفع هذا الأمر عن نفسك ولن تجده بعد بإذن الله تعالى.

وأما فلا مانع من ورود شيء من الحياء على الإنسان، فإن الحياء نعمة من الله تعالى، وهنالك فرق بين الحياء بين ضعف النفس، فكن حييًّا ولا تكن ضعيف النفس، واحرص على الصحبة الصالحة التي تعينك على طاعة الله وتقوِّي من قدراتك الاجتماعية، والله يتولاك بحفظه ويرعاك بكرمه ويزيدك من فضله، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.
وبالله التوفيق.

انتهت إجابة المستشار الشرعي الشيخ / أحمد مجيد الهنداوي ،
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة