عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 13-11-2008, 08:40 PM   #33
معلومات العضو
@ كريمة @
إشراقة إدارة متجددة

افتراضي



4. ويل قوم :

فيا ويل قوم يشركـــون بربهـم وفيهم صنـــــــوف من وخـيـم الـمـثـالب

وديـنهــــمُ ما يـفـتـرون بـرئـيـهــم كـتـحـــريـم حـــام واخـتـراع الـسـوائب

ويا ويل قوم حرفوا دين ربهـم وأفـتــوا بـمـصـنـوع لـحـفـظ الـمـناصب

ويا ويل قوم من أطرى بوصف فـسـمـاه رب الـخــلــق إطـــــراء خـائـب

ويا ويل قوم قــد أبــار نفوسهم تـكـلــف تـــزويـــق وحـب الـمـلاعــب

ويا ويل قوم قد أخف عقولــهم تجـبـر كـســـرى واصـطـلام الـضرائب

فأدركهـم في ذاك رحمة ربنا وقــد أوجــبــــــوا مــنـه أشــد الـمـعـائـب

فأرســـل من عـلـيا قـريش نبيــه ولـم يـك فـيـمـا قــد بـلــــوه بـكـــاذب

ومن قبل هذا لم يخالط مـداس ألـــ ـــــيــهـود ولـم يـقـرأ لـهـم خـــط كـاتب



5. منهاج الهدى :

فأوضح منهاج الهـدى لمن اهتدى ومـــنّ بـتـعـلـيـم عـلى كــــل راغـــب

وأخبر عن بـدء السـماء لهم وعـن مـقـام مـخـــوف بين أيـــدي الــمحاسب

وعن حكم رب العرش فيما يعينهم وعـن حكم تـــروى بحكم الــــتـــجـارب

وأبـطـل أصـناف الخـنى وأبادها وأصـنـاف بـغـي للـعـقـوبـــة جـــالب

وبشر من أعطى الرسـول قــيـاده بـجـنـة تـنـعــيـــــــم وحــــور كــواعــب

وأوعـــــد مـن يـأبى عـبادة ربـــــه عـقـوبـــة مـيـــزان وعـيـــشـــة قـاطـب

فأنجى به من شاء ربـي نجاتـــــه ومـن خــاب فــلـتـنـدبـه شـــر الـنوادب



6. فأشهد :

فأشهـد أن الله أرســــــل عــــبـــده بــحــق ولا شــيء هــنــاك بــرائــب

وقد كـــان نـــورالله فـيـنـا لـمهـتـد وصمصام تـدمـيـر عـلى كـــل نــاكـــب

وأقــوى دلـيـل عـنـد مـن تـم عـقله عـلى أن شرب الشرع أصفى الـمـشـارب

تـواطـىء عـقـول في سلامة فكره عـلى كـل ما يـأتي بــه مـن مـطـالـب

سـمـاحـة شرع في رزانة شرعة وتـحـقـيـق حـق في إشــــارة حــاجــب

مكـارم أخـــلاق وإتـــمــام نـعـمـة نـبــــوة تــألــيــف وسـلــطــــان غـــالب

نصدق ديـــن الـمـصطـفى بقلوبنا على بـيـنات فـهـمـهـا مـن غـــــرائب



7. براهين :

براهـين حق أوضحت صدق قوله رواهـا ويـروي كــل شــب وشـائـب

ومن ذاك كم أعطى الطعام لجائع وكـم مـرة أسـقى الـشـراب لـشـارب

وكم من مريض قد شفي من دعائه وإن كـان قـد أشـفــى لــوجــبة واجب

ودرت لـه شــاة لـدى أم مـعـبــد حـلـيـبـا ولا تـسـطـاع حـلـبـة حـــالب

وقد ساخ في أرض حصان سراقة وفـيه حــديث عـن بـراء بن عـازب

وقد فاح طيبا كـف من مس كـفـه وماحـلّ رأسـا جـنـس شـيـب الـذوائب

وألقى شقي القوم فرث جزورهم عـلى ظــهــره والله لـيـس بــــعـازب

فألـقـوا بـبـدر في قــلـيـب مـخـبـث وعـم جـمـيـع الـقـوم شــؤم المداعب

وأخـبـر أن أعــطـاه مــولاه نصرة ورعـبا الى شـهـر مـسـيـرة سـارب

فأوفاه وعد الرعب والنصر عاجلا وأعـطى لـــه فـتـح الـتـبـوك ومآرب

وأخـبـر عـنـه أن سـيـبـلـغ مـلـكـــه إلى مـا رأى من مـشـرق ومـغــارب

فـأسـبـل رب الأرض بـعـد نـبـيــــه فـتـوحـا تــواري مـالــهــا من مـناكب



8. فراق الحب :

وكلمه الأحجـــار والعجم والحصى وتكلـيم هـــــذا الـنـوع لـيـس بـرائــب

وحـن لــه الــجــذع الــقـديـم تـحزنا فـإن فـراق الـحـب أدهـى الـمـصــائب

وأعـجـب تلك الـبـدر يـنـشـق عـنده وما هـو في إعـجـازه من عــجـــــائب

وشــــق لـه جـبـريـل باطـن صدره لغـسـل ســــــواد بالـسـويــــــداء لازب

وأسرى على متن البراق الى السما فيـا خــيــر مركوب ويـا خــيــر راكب

وراعـت بلـيـغ الآي كــــل مجــادل خـصـيـم تـمـادى في مــراء المطالب

بـراعـــة أســلوب وعـجـز معارض بـلاغــــة أقــــوال وأخـبــــار غــائب

وســمّـاه رب الـخـلـق أسـمـاء مدحة تبيّن مـا أعـطـى لـه مـن مـنـاقـــــب

رؤوف رحـيم أحــمـــد ومحـمـــد مـقـفـى ومـفـضـال يـسـمـى بعاقـب

إذا مـا أثــــاروا فــتـنـة جاهـلـيـــــة يـقـود بـبـحـر زاخــــــــر من كـتـائـب

يـقـوم لــدفــع البـأس أســـرع قــومـه بجـيـش مـن الأبـطـال غــــر السلاهب

أشــداء يـــوم البـأس مـن كـل باســـل ومـن كـل قـــــرم بالأسـنــة لاعــــب

توارث إقـدامـا ونــبــلا وجــــــــــرأة نـفـوســهــمُ مـن أمهـــــات نـجائــــب



9. جزى الله :

جـــزى الله أصحــــاب الـنـبي محمـد جميعــــا كمــا كانــوا لـه خير صاحب

وآل رســـــول الله لازال أمــــــرهــم قـويـمـا عـلـى إرغــــام أنف النواصب

ثـلاث خصــــــال من تعــاجيب ربنا نجابـــــــــة أعــقــاب لـوالــــــــد طالب

خـلافـــــــــة عـبـــــاس وديـن نبينـــا تــزايــــد في الأقـــطــار من كل جانب

يؤيـــد ديـن الله في كـــــــل دورة عصائب تـتـلــو مثـــلـهـا من عـصائب

فمنهم رجال يدفـعــون عــدوهـــم بـسـمـر الـقـنــــــا والمرهفات القواضب

ومنهم رجال يغــلبـــون عــدوهـــم بأقـــــوى دلـيـل مفحــــم لـلـمـغــــاضب

ومنهم رجال بـيـنـــــوا شرع ربنا ومـا كـان فـيـه مـن حـــــرام وواجــــب

ومنهم رجال يدرســون كتـابــــــه بتجويـــــد تـرتـيـــــل وحفـظ مـراتـــب

ومنهم رجال فســــروه بعلمهـــــم وهـم عــلــمــونــا مــا بــه من غـــرائب

ومنهم رجال بالحــديث تولعـــــوا وما كان فـيـه من صحـيـح وذاهــــــــب

ومنهم رجال مخلصون لربهـــــــم بأنفـسـهـــم خصـب البـــــــــلاد الأجادب

ومنهم رجال يهتـــــدى بعظاتهــــم قيــام إلى ديـــــن مـن الله واصـــــب

عــلى الله رب الناس حسن جزاءهـم بما لا يوافـــي عـــــده ذهــــن حاســــب



10. خاتم الرسل :

فمن شـــــاء فـلـيـذكر جمال بثينة ومـن شـــــاء فـلـيغـزل بحـب الربائب

سأذكـــــر حبي للحــبيب محمــــد إذا وصف العشـــــــــاق حب الحبائب

ويبدو محياه لعيني في الكــــــرى بنفسي أفــدّيــــــــه إذاً والأقــــــارب

وتـدركني في ذكـــره قـشـعــريرة من الوجــــد لا يحويه عــلــم الأجانب

وألـــفي لـــروحي عند ذلك هـزة وأنســـــــــا وروحا فيه وثبـــــة واثب

وإنك أعلى المرسليــــن مكانــــــة وأنت لهم شـمـس وهـم كالــثـواقـــــب

وصل إلهي كلما ذرّ شــــــــــارق عـلى خاتـم الرســــــل الكرام الأطايب



وقال آخر فى مدح نبينا صلى الله عليه وسلم ..

وفيها إذا ما هجرت عجرفية ...إذا خلت حرباء الظهيرة أصيدا
وآليت لا آوي لها من كلالة... ولا من حفى حتى تلاقي محمدا
متى ما تناخي عند باب ابن هاشم ...تراحي وتلقي من فواضله ندى
نبيا يرى ما لا ترون وذكره... أغار لعمري في البلاد وأنجدا
له صدقات ما تغب ونائل ....وليس عطاء اليوم مانعه غدا
أجدك لم تسمع وصاة محمد ...نبي الإله حيث أوصى وأشهدا
إذا أنت لم ترحل بزاد من التقى... ولاقيت بعد الموت من قد تزودا
ندمت على أن لا تكون كمثله... فترصد للأمر الذي كان أرصدا




من قصيدة نزار قباني في مدح الرسول صلى الله عليه و سلم


عَـزَّ الـورودُ وطـال فيـك أوامُ ...وأرقـتُ وحـدي والأنـام نيـامُ

ورَدَ الجميع ومن سناك تـزودوا ... وطردت عن نبع السنـا وأقامـوا

ومنعت حتى أن أحوم ولـم أكـد ... وتقطعت نفسي عليـك وحامـوا

قصدوك وامتدحوا ودوني أغلقـت ... أبواب مدحـك فالحـروف عقـامُ

أدنوا فأذكر مـا جنيـت فأنثنـي ... خجـلا تضيـق بحملـي الأقـلام

أمن الحضيض أريد لمسا للـذرى ... جـل المقـام فـلا يطـال مقـام

وِزْرِي يكبلني ويخرسني الأسـى ... فيموت في طرف اللسـان كـلام

يممت نحوك يـا حبيـب الله فـي ... شوقٍ تقـض مضاجعـي الآثـام

أرجو الوصول فليل عمري غابـة ... أشـواكـهـا ... الأوزار والآلام

يا من ولدت فأشرقـت بربوعنـا ... نفحات نـورك وانجلـى الإظـلام

أأعود ظمـآنٌ وغيـري يرتـوي ... أيراد عن حـوض النبـي هيـام

كيف الدخول إلى رحاب المصطفى ... والنفس حيرى والذنـوب جسـام

أو كلمـا حاولـت إلمامـا بــه ... أزف البـلاء فيصعـب الإلـمـام

ماذا أقول وألـف ألـف قصيـدة ... عصماء قبلي ... سطرت أقـلام

مدحوك ما بلغوا برغـم ولائهـم ... أسرار مجـدك... فالدنـوُّ لمـامُ

حتى وقفتُ أمـام قبـرك باكيـاً ... فتدفـقَ الإحسـاس والإلـهـامُ

ودنـوت مذهـولا أسيـرا لا أرى ... حيـران يلجـم شعـري الإلجـام

وتوالت الصور المضيئة كالـرؤى ... وطوى الفـؤاد سكينـة وسـلام

يا ملء روحي وهج حبك في دمي ... قبس يضـيء سريرتـي وزمـامُ

أنت الحبيب وأنت مـن أروى لنـا ... حتـى أضـاء قلوبنـا الإٍسـلام

حوربت لم تخضع ولم تخش العدى ... من يحمه الرحمن كيـف يضـام

وملأت هذا الكون نورا فاختفـت ... صور الظـلام وقوضـت أصنـام

الحزن يملأ يا حبيـب جوارحـي .. فالمسلمون عن الطريق تعامـوا

يغضون إن سلب الغريب ديارهـم .. وعلى القريب شذى التراب حـرام

باتـوا أسـارى حيـرة وتمـزق ... فكأنهـم بيـن الـورى أغـنـام

ناموا فنام الـذل فـوق جفونهـم ... لا غرو وضاع الحـزم والإقـدام

ودنـوت مذهـولاً أسيـراً لا أرى ... حيران يلجـم شعـري الإحجـام

وتمزقـت نفسـي كطفـل حائـر ... قد عاقـه عمـن يحـب زحـام

يا هادي الثقلين هل مـن دعـوة ... تُدْعَـى بهـا يستيقـظ الـنـوامُ



هي قصيدة للشاعر ابو عبداللّه شمس الدين محمد بن احمد بن علي الهواري المالكي الاندلسي النحوي المعروف بابن جابرالاعمى

يمدح النبي الأعظم صلى الله عليه واله وسلم بالتورية بسور القرآن كلها

في كل فاتحة للقول معتبره ..حق الثناء على المبعوث بالبقره

في ال عمران قدما شاع مبعثه ..رجالهم والنساء استوضحوا خبره

من مد للناس من نعماه مائدة ..عمت فليست على الانعام مقتصره

اعراف نعماه ما حل الرجاء بها ..الا وانفال ذاك الجود مبتدره

به توسل اذ نادى بتوبته في البحر يونس والظلماء معتكره

هود ويوسف كم خوف به امنا ..ولن يروع صوت الرعد من ذكره

مضمون دعوة ابراهيم كان وفي ..بيت الاله وفي الحجر التمس اثره

ذو امة كدوي النحل ذكرهم ...في كل قطر فسبحان الذي فطره

بكهف رحماه قد لاذ الورى وبه ..بشرى ابن مريم في الانجيل مشتهره

سماه طه وحض الانبياء على ... حج المكان الذي من اجله عمره

قد افلح الناس بالنور الذي عمروا ..من نور فرقانه لما جلا غرره

اكابر الشعراء اللسن قد عجزوا .. كالنمل اذ سمعت اذانهم سوره

وحسبه قصص للعنكبوت اتى ..اذ حاك نسجا بباب الغار قد ستره

في الروم قد شاع قدما امره وبه .. لقمان وفق للدر الذي نثره

كم سجدة في طلى ‏الاحزاب قد سجدت ..سيوفه فاراهم ربه عبره

سبا هم فاطر السبع العلى كرما ..لمن بياسين بين الرسل قد شهره

في الحرب قد صفت الاملاك تنصره ..فصار جمع الاعادي هازما زمره

لغافر الذنب في تفضيله سور ..قد فصلت لمعان غير منحصره

شوراه ان تهجر الدنيا فزخرفها ..مثل الدخان فيعشي عين من نظره

عزت شريعته البيضاء حين اتى ... احقاف بدر وجند اللّه قد نصره

فجاء بعد القتال الفتح متصلا ..واصبحت حجرات الدين منتصره

بقاف والذاريات اللّه اقسم في ..ان الذي قاله حق كما ذكره

في الطور أ بصر موسى نجم سؤدده ...والافق قد شق اجلالا له قمره

اسرى فنال من الرحمن واقعة ..في القرب ثبت فيه ربه بصره

اراه اشياء لا يقوى الحديد لها ..وفي مجادلة الكفار قد ازره

في الحشر يوم امتحان الخلق يقبل في .. صف من الرسل كل تابع اثره

كف يسبح للّه الحصاة بها ..فاقبل اذا جاءك الحق الذي قدره

قد ابصرت عنده الدنيا تغابنها ..نالت طلاقا ولم يصرف لها نظره

تحريمه الحب للدنيا ورغبته ..عن زهرة الملك حقا عندما نظره

في نون قد حقت الامداح فيه بما ..اثنى به اللّه اذ ابدى لنا سيره

بجاهه سال نوح في سفينته ..سفن النجاة وموج البحر قد غمره

وقالت الجن جاء الحق فاتبعوا .. مزملا تابعا للحق لن يذره

مدثرا شافعا يوم القيامة هل ..اتى نبي له هذا العلى ذخره

في المرسلات من الكتب انجلى نبا ..عن بعثه سائر الاخبار قد سطره

الطافه النازعات الضيم في زمن ..يوم به عبس العاصي لما ذعره

اذ كورت شمس ذاك اليوم وانفطرت ..سماؤه ودعت ويل به الفجره

وللسماء انشقاق والبروج خلت ..من طارق الشهب والافلاك مستتره

فسبح اسم الذي في الخلق شفعه ..وهل اتاك حديث الحوض اذ نهره

كا لفجر في البلد المحروس غرته ..و الشمس من نوره الوضاح مستتره

والليل مثل الضحى اذ لاح فيه الم ..نشرح لك القول في اخباره العطره

ولو دعا التين والزيتون لا بتدرا ..اليه في الحين و اقرا تستبن خبره

في ليلة القدر كم قد حاز من شرف في الفخر لم يكن الانسان قد قدره

كم زلزلت بالجياد العاديات له ...ارض بقارعة التخويف منتشره

له تكاثر ايات قد اشتهرت ..في كل عصر ف ويل للذي كفره

الم تر الشمس تصديقا له حبست ...على قريش وجاء الروح اذ امره

ارايت ان اله العرش كرمه ..بكوثر مرسل في حوضه نهره

و الكافرون اذا جاء الورى طردوا ..عن حوضه فلقد تبت يدا الكفره

اخلاص امداحه شغلي فكم فلق ..للصبح اسمعت فيه الناس مفتخره

ازكى صلاتي على الهادي وعترته ...وصحبه وخصوصا منهم عشره




قصيدة للشيخ يوسف القرضاوى فى مدح الرسول صلى الله عليه وسلم


هو الرسول فكن في الشعر حسانا***** وصغ من القلب في ذكراه ألحانا
ذكرى النبي الذي أحيا الهدى وكسا***** بالعلم والنور شعبًا كان عريانا
أطلَّ فجر هداه والدجى عممُ***** بات الأنام وظلوا فيه عميانا
هذا يصور تمثالاً ويعبده***** وذاك يعبد أحبارًا وكهَّانا
الكون بحرٌ عميقٌ لا منار به***** لم يدرِ فيه بنو الإنسان شطئانا
ويل الصغير وقد صار الورى سمكًا***** يسطو الكبير عليه غير خشيانا!
فدولة الروم حوتٌ فاغرٌ فمه***** يطغى على تلكُم الأسماك طغيانا
ودولة الفرس حوتٌ مثله كشرت***** أنيابه للورى بغيًا وعدوانا
وحشيةٌ عمَّت الدنيا أظافرها***** جهالةٌ أصلت الأكوان نيرانا!
الليل طال ألا فجر يبدده؟!***** ربَّاه.. أرسل لنا فلكًا وربانا!
هناك لاح سنا المختار مؤتلقًا***** يهدي إلى الله أعجامًا وعربانا
يتلو كتاب هدًى كان الإخاء له***** بدءًا وكان له التوحيد عنوانا
لا كبر- فالناس إخوان سواسية***** لا ذلَّ إلا لمن سوَّاك إنسانا
يقود دعوته في اليمِّ باخرةٌ***** تقل من أمَّها شيبًا وشبانا
السلم رايتها والله غايتها***** لم تبغ إلا هدًى منه ورضوانا
جرت بركبانها.. لا الريح زلزلها***** ولا يد الموج مهما ثار بركانا
وكم أراد العِدا إضلالها عبثًا***** وحاول خرقها بالعنف أزمانا
واها! أتُخرق والرحمن صانعها؟***** والله حارسها من كل من خانا؟!
أم هل تضل سفين "بيت إبرتها"***** وحي من الله يهدي كل حيرانا؟!
أم كيف لا تصل الشطئان باخرةٌ***** ربانها خير خلق الله إنسانا؟!
تلك الرواية والَهْفِي ممثلةٌ***** في العالم اليوم في بلدانه الآنا
إن يختلف الاسم فالموضوع متَّحِدٌ***** مهما تلوَّنت الأشخاص ألوانا
فالناس قد تَّخذوا الأهواء آلهةً *****إن كان قد تَّخذ الماضون أوثانا
الشعب يعبد قوادًا تضلله***** كما يضلل ذو الإفلاس صبيانا
والحاكمون غدا الكرسيُّ ربهمو***** يقدمون له الأوطان قربانا
إن ماتت الفرس فالروسيا تمثلها***** أما ستالين فهو اليوم كِسرانا
وإن تزل دولة الرومان فالتمسوا *****في الإنجليز وفي الأمريك رومانا
وإن يمت قيصر فانظر لصورته***** وإن يكونوا همو في البحر حيتانا


يا خير من ربت الأبطال بعثته***** ومن بنى يهمو للحق أركانا
خلفت جيلاً من الأصحاب سيرتهم***** تضوع بين الورى روحًا وريحانا
كانت فتوحهمو برًّا ومرحمة***** كانت سياستهم عدلاً وإحسانا
لم يعرفوا الدين أورادًا ومسبحةً***** بل أشربوا الدين محرابًا وميدانا
فقل لمن ظن أن الدين منفصل***** عن السياسة: خذ يا غرُّ برهانا
هل كان أحمد يومًا حلس صومعة***** أو كان أصحابه في الدير رهبانا؟!
هل كان غير كتاب الله مرجعهم******أو كان غير رسول الله سلطانا؟!
لا، بل مضى الدين دستورًا لدولتهم***** وأصبح الدين للأشخاص ميزانا
يرضى النبي أبا بكر لدينهمو***** فيعلن الجمع: نرضاه لدنيانا



يا سيد الرسل طب نفسًا بطائفة***** باعوا إلى الله أرواحًا وأبدانا
قادوا السفين فما ضلوا ولا وقفوا***** وكيف لا وقد اختاروك ربَّانا؟!
أعطوا ضريبتهم للدين من دمهم***** والناس تزعم نصر الدين مجانا
أعطوا ضريبتهم صبرًا على محن***** صاغت بلالاً وعمارًا وسلمانا
عاشوا على الحب أفواهًا وأفئدةً***** باتوا على البؤس والنعماء إخوانا
الله يعرفهم أنصار دعوته***** والناس تعرفهم للخير أعوانا
والليل يعرفهم عُبَّاد هجعته***** والحرب تعرفهم في الروع فرسانا
دستورهم لا فرنسا قننتْه ولا***** روما، ولكن قد اختاروه قرآنا
زعيمهم خير خلق الله لا بشر***** إن يهد حينًا يضل القصد أحيانا!
"الله أكبر".. ما زالت هتافهمو***** لا يسقطون ولا يحيون إنسانا



نشكو إلى الله أحزابًا مضللةً***** كم أوسعونا إشاعات وبهتانا
ما زال فينا ألوف من أبي لهب***** يؤذون أهل الهدى بغيًا ونكرانا
ما زال لابن سلول شيعةٌ كثروا***** أضحى النفاق لهم وَسْمًا وعنوانا
يا رب إنا ظُلمنا فانتصر، وأنر***** طريقنا، واحبنا بالحق سلطانا
نشكو إليك حكومات تكيد لنا***** كيدًا وتفتح للسكسون أحضانا
تبيح للهو حانات وأندية***** تؤوي ذوي العهر شُرَّابًا ومُجَّانا
فما لدور الهدى تبقى مُغلَّقةً؟***** يمسي فتاها غريب الدار حيرانا
يا رب نصرك، فالطاغوت أشعلها***** حربًا على الدين إلحادًا وكفرانا



يا قوم قد أيد التاريخ حجتنا***** وحصحص الحق للمستبصر الآنا
إنا أقمنا على إخلاص دعوتنا***** وصدقها ألف برهان وبرهانا
لقد نفونا فقلنا: الماء أين جرى***** يحيي المَوات ويروي كل ظمآنا
قالوا: إلى السجن، قلنا: شعبةٌ فُتِحت***** ليجمعونا بها في الله إخوانا
قالوا: إلى الطور، قلنا: ذاك مؤتمر***** فيه نقرِّر ما يخشاه أعدانا!
فهو المصلَّى نزكِّي فيه أنفسنا***** وهو المصيف نقوي فيه أبدانا
معسكر صاغنا جندًا لمعركة***** ومعهد زادنا للحق تبيانا
من حرَّموا الجمع منا فوقَ أربعةٍ***** ضموا الألوف بغاب الطور أُسدانا!
راموه منفًى وتضييقًا، فكان لنا***** بنعمة الحب والإيمان بستانا!
هذا هو الطور شاءوا أن نذوب به***** وشاء ربك أن نزداد إيمانا



ثم كان للشاعر : سعد الشريف مكان من هذه النصرة حين قال ::


ذموك ياخير خلق الله كلهم ... فلا يضير اذا ماذمك البشر
قد جاء مدحك في القران نافلة ...وجاء ذكرك في الايات والسور
ياعصبة في رسول الله قد جهلت ... كأن احلامها الثيران والبقر
هذا الذي جاء بالقران معجزة ... كأن اياتة الألماس والدرر
هذا الذي صاغ للدنيا حلاوتها ...هذا الذي جاء بالأنجيل والزبر
هذا كريم طاهر ورع أكرم ... من الريح او من وابل المطر
هذا نبي من الرحمن أرسلة ... جبريل يعرفة والبيت والحجر
بطحاء مكة قد لانت صبابتها ... عشقا لذاك الجبين الطاهر العطر



وقال أحمد شوقى رحمه الله

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة