عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 20-10-2005, 07:49 AM   #8
معلومات العضو
أبو البراء

لموقع ومنتدى الرقية الشرعية - مؤلف ( الموسوعة الشرعية في علم الرقى )
 
الصورة الرمزية أبو البراء
 

 

افتراضي

الأخ المكرم ( المنتسب ) حفظه الله ورعاه

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،

أما بخصوص سؤالكم - يا رعاكم الله - حول مسألة كيفية معرفة المعالج مهما بلغ من علم وفراسة صدق أو كذب الجني المتلبس فى الجسد ، فاعلم أولاً أخي الحبيب بأن هذا ىهو الموقف المتزن الذي لا بد من اتباعه من قبل المعالجين كما ذكر ذلك علماء الأموة ، وأنقل لكم ما ذكره العلامة شيخ اٌسلام ابن تيمية - رحمه الله - حيث يقول :

( وأما سؤال الجن وسؤال من يسألهم فهذا :

أ)- على وجه التصديق : إن كان على وجه التصديق لهم في كل ما يخبرون به والتعظيم للمسؤول فهو حرام 0

ب)- على وجه الامتحان : وأما إن كان يسأل المسؤول ليمتحن حاله ويختبر باطن أمره وعنده ما يميز به صدقه من كذبه ؛ فهذا جائز كما ثبت في الصحيحين : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم سأل ابن صياد فقال : ما يأتيك ؟ فقال : يأتيني صادق وكاذب ، قال ما ترى ؟ قال : أرى عرشا على الماء ، قال : فإني قد خبأت لك خبيئا ، قال : الدخ الدخ قال : اخسأ فلن تعدو قدرك أنت من إخوان الكهان ) 0

ج)- على وجه الاعتبار : وكذلك إن كان يسمع ما يقولونه ويخبرون به عن الجن كما يسمع المسلمون ما يقول الكفار والفجار ليعرفوا ما عندهم فيعتبرون به ، وكما يسمع خبر الفاسق ويتبين ويتثبت فلا يجزم بصدقه ولا كذبه إلا ببينة كما قال تعالى : ( إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا ) ( سورة الحجرات - الآية 6 ) 0

ومن هنا أقول وبالله التوفيق :

أولاً : لا بد أن نعلم بأن هناك فروقات فردية بين جني وآخر ، وحال ذلك الفرق بين زيد وعمر فلا يمكن بأي حال من الأحوال أن تتطابق الصفات والتصرفات بين الإثنين ومن هنا يكون ذلك الأمر بمثابة المؤشر الذي يبستطيع من خلاله المعالج المتمرس من الحكم على صدق أو كذب الجني الصارع ، من حيث قوله بأن هناك أكثر من جني متلبس بالحالة المرضية 0

ثانياً : قد يسأل المعالج عن بعض الأمور فيلاحظ المعالج المتمرس تردد وإجابات قد تكون متضاربة فيحكم بناء على ذلك بكذب الجني الصارع 0

ثالثاً : قد يطلب المعالج من الجني الصارع العهد والخروج من جسد الحالة المرضية ، وبعد أخذ العهد على الصفة التي ذكرها أهل العلم ينكث ولا يخرج بادعاءات واهية كاذبة 0

رابعاً : قد يظهر من خلال متابعة الحالة وتطوراتها صدق الجني الصارع ، وأنقل لكم قصة واقعية حصلت معي شخصياً :

حضرت فتاة في مقتبل العمر تجاوزت عقدها الثاني ، وكانت تعاني منذ فترة من صرع الأرواح الخبيثة ، تقول والدتها : عندما كان يتلبسها ذلك الشيطان كنا نصاب بحالة من الرعب والخوف والهلع لاختلاف ملامحها الكلية ، وتحول تلك الملامح إلى صورة مرعبة 0

وتم رقية الفتاة فنطق على لسانها الجني الصارع وكان مسيحيا واسمه ( يحيى ) وبدأ الحوار معه ، ودعي للإسلام فأبى في بادئ الأمر ، ومع إيضاح الإسلام وسماحته وتعاليمه القيمة النبيلة ، شعرت بليونة في الحوار والنقاش معه وتقبله الأمر ، ولكنه مع ذلك كان يخشى إيذاء الساحر له وبطشه به ، واستمر الحوار ، وقد حرصت من خلاله على إيضاح بعض الأسس العقائدية التي لا بد أن تترسخ في نفسية الإنسان لكي يعيش في تبعية وانقياد لخالقه سبحانه وتعالى لا لشيء سواه ، لأنه المتصرف في هذا الكون وبيده الموت والحياة وله مقاليد الأمر كله 0 وبعد ذلك العرض اقتنع كلية بالأمر ، ومن الله سبحانه وتعالى عليه بالإسلام ، فنطق الشهادتين ، واخترت له اسما هو أحب الأسماء إلى الله سبحانه وتعالى ( عبدالله ) 000 ،

( يقول الدكتور الشيخ ابراهيم البريكان – حفظه الله - : ما دام الاسم ليس فيه دلالة على ما يخالف العقيدة الإسلامية فلا داعي لتغييره ) 0

( قلت : وقد تقصدت أن أورد كلام الشيخ – حفظه الله – لكي نربي أنفسنا ونعلمها المبادئ الإسلامية السامية ، والمفترض في المعالِج أن لا يلجأ لتغيير الأسماء إلا تلك المخالفة للعقيدة أو تلك الأسماء المنهي عنها بأحاديث نقلية صريحة ، أو التي فيها تزكية للنفس ، أو التي فيها خدش للحياء ونحو ذلك ) 0

وطلبت منه أن يتعلم الطهارة والصلاة ونحوها من الأمور الأساسية التي يحتاجها في حياته ، وبعد أسبوع عادت الفتاة مع أمها فسألت عن حالها خلال تلك الفترة ، فحمدت الأم الله سبحانه وأثنت عليه لما منّ به على ابنتها بالشفاء ، وأخبرتني أن ابنتها قد تخلصت من كافة الأعراض السابقة وأنها تعيش حياتها الطبيعية بفضل الله سبحانه ومنه وكرمه ! ومن الأمور الغريبة التي حدثتني بها الفتاة أنها عندما ذهبت للبيت ، أخذت كتابا يتحدث عن الطهارة والصلاة وبدأت في تصفحه وقراءته ، تقول كنت في بعض الأحيان أقلب الصفحة وكانت تعود تلقائيا وكنت أفعل ذلك مرات ومرات وكان يحصل معي كما حصل في المرة السابقة ، والظاهر والله تعالى أعلم بأن ذلك الجني كان يقرأ معها يريد استيعاب وفهم فحوى تلك الصفحة قبل الانتقال لغيرها ، وتم رقية الفتاة وحضر ( عبدالله ) فسلم ، وعاهد على الخروج وعدم العودة لتلك الفتاة وطلب السماح والدعاء ، ووجهته للذهاب إلى مكة وطلب العلم الشرعي هناك ، وعاهد على ذلك وخرج بفضل الله سبحانه وتعالى ومنه وكرمه 0 ومرت الأيام والشهور ، وإذا بتلك الفتاة تحضر مع أمها ، فسألتها 00 فحمدت الله سبحانه وأثنت عليه لما منّ على ابنتها بالصحة والعافية ، وأخبرتني الأم بأن الفتاة تريد أن تكلمني في أمر ما ، وفي تلك اللحظة شعرت بأن تكوين الفتاة الجسمي بدأ في التغير وكأني أقف أمام رجل عجوز قد بلغ من الكبر عتيا ، وإذا برجل يسلم بتحية الإسلام ويقول : أنا ( إبراهيم ) ، وكان يمسح على لحيته وأخذ بالبكاء ، قال : جئت أخبركم باستشهاد ( عبدالله ) أحسبه كذلك ولا أزكيه على الله سبحانه ، وأرجو أن تسامحوه وأن تدعو له ، وقد أمنني في إيصال تلك الرسالة لكم لكي تحللوه قبل ذهابه للجهاد في سبيل الله ، فقد جاءنا في مكة وحسن إسلامه ، وذهب في تحقيق هذا الهدف وهذه الغاية ، فجاهد في سبيل الله وقتل على ذلك ، ونحسبه من الشهداء والله حسيبه ، فجلست لحظة صمت أفكر في ذلك ، فسلم ( إبراهيم ) وودعني وذهب ، وعاشت الفتاة حياتها الطبيعية بفضل الله تعالى ، والله تعالى أعلم بذلك 0

وكذلك أورد قصة أخرى أحد الإخوة نقلاً عن الشيخ خالد الشايع – حفظه الله – حيث حضر الواقعة ورآها بأم عينه :

ذات يوم حضر شاب في مقتبل العمر إلى مجلس سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز – رحمه الله – فاستأذن بالدخول ، وعند حضوره إلى المجلس أخبر بأنه قد أحضر أخته لرقيتها بالرقية الشرعية من قبل سماحة الشيخ ، فأجاب الشيخ وأشار بيده بأنه لا يقرأ على النساء ، فأخبر الشاب بأن الجني يأبى الخروج إلا عند سماحتكم ، فقال الشيخ : لا حول ولا قوة إلا بالله ، وأمر الشاب بإحضار الفتاة ، فجلس الشيخ ، وجلس الشاب من جهة ، وجلست الفتاة من الجهة الأخرى ، فسأل الشيخ الشاب عن اسمه فأجابه ، ومن ثم سأل الفتاة عن اسمها فأجابت ، وبدأ الشيخ كعادته بالذكر والاستغفار والحمد والثناء على الله سبحانه وتعالى ، ثم فجأة توجه إلى الفتاة وقال : ما إسمُكَ ؟ فخرت الفتاة على وجهها ، وبدأ الجني الصارع يتكلم على لسانها ، وبين أنه قد أتاها عن طريق السحر ، فذكّره الشيخ – رحمه الله – بالله سبحانه وتعالى ، وبدأ الشيخ بالتحدث عن عقيدة التوحيد والتوكل والاعتماد على الله ، وأخبر الجني أن هذا من الظلم المحرم ودعاه إلى الإسلام ، وطلب منه أن يتقي الله وأن ينجو بنفسه من النار ، ثم بعد ذلك قرأ الشيخ – رحمه الله – في كوب ماء وطلب من الفتاة أن تشرب وأن تغسل وجهها ، وكان بالمجلس رئيس حراس الشيخ فأخذ الفتاة في زاوية من المجلس وقرأ عليها قليلاً ، وفجأة وبدون سابق إنذار بدأت الفتاة بالاستفراغ وخرج من جوفها شعر ونحو ذلك من أمور أخرى، وخرجت الفتاة من مجلس الشيخ وما بها قلبة وقد فرج الله كربتها، والله تعالى أعلم 0

وقد تقصدت أن أورد القصة في هذا المقام لكي أبين بعض المشاهدات غير المألوفة أو الخارقة للعادة ، ومن ذلك خروج الشعر من الفتاة على هذه الصفة والكيفية ، أعود فأقول بأن هذا العالم وما يدور في فلكه قد تحدُثُ فيه أمور ومجريات لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تقاس بالعقل البشري القاصر ، ومن هنا وجب التوقف في كثير من المسائل التي قد تحصل دون الدخول في إعطاء تبريرات أو تفسيرات عقلية ، ويؤخذ الأمر كما هو عليه لأن الأصل إثبات كافة المسائل المتعلقة بالأمراض الروحية بالنص النقلي الصريح من الكتاب والسنة والأثر ، وكذلك التواتر الذي أجمعت عليه الأمة 0

هذا ما تيسر لي أخي الحبيب ( المنتسب ) ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة