أشكر الأخوة والمشايخ جميعاً على مرورهم وتعليقاتهم التي أثرت الموضوع، ولكن أقول أين في كلامي أن الرقية يمنع منها، مع قولي إن طلبه خلاف الأولى!؟
لا أدري كيف فهم الإخوة ذلك؟
وأما أن (لو عمم المنع بحجة نفي الكمال، وخلاف الأولى) لم أقل بمنع الاسترقاء؟ إنما قلت بالقول المشهور وهو: أن طلبه خلاف الأولى، وذلك لعلة ميل القلب إلى المطلوب منه الرقية.
وأقول نعم قد يمنع الاسترقاء ويحرم لعلل أخرى، وحديث المرأة السوداء دليل على جواز طلب الاسترقاء وحث النبي الكريم صلى الله عليه وسلم لها بالصبر دليل على أن طلب الاسترقاء والدعاء من الغير خلاف الأولى.
وأما النظر إلى المصالح العامة للناس وجلبها وتكثيرها فهذا أمر مطلوب ويكون بالطرق الشرعية، ونشر التوعية، بأن يرشدوا كما ذكر -أخي الشي أبو البراء- إلى أن يرقوا أنفسهم، وهذا أعظم باب مصلحة عامة تفتح للناس؛ لا كما يقال ويزعم: سورة الإخلاص هي سورة الإخلاص ولكنها بحاجة إلى فم الشيخ عثمان!!؟؟
(وكم هي فرحة الجان المتسلط في هذا الموضع بقولنا: خلاف الأولى ؟؟؟!!) لا أدري من هو هذا الجني الذي يفرح بنشر السنة وحث الناس على الرقية، وعدم الميل إلى الرقاة، والانكباب عند أبوابهم، والإكثار من سوقهم.
إن كل جني يفرح بقولنا: الرقية خلاف الأولى فهذا إما تحكم وإما أن القول خطأ فيفرح العدو بالخطأ، والعلماء متفقون على أن طلب الرقية خلاف الأولى، وإنما اختلفوا في بعض الصور، وعند شدة الحاجة، هل يكره، أو يستحب الطلب، أو يجب، هذا إنما يحدد في كل صورة على حدة.
وينبغي عند مدارسة المواضيع عدم النظر إلى العواطف، وما ذكره الشيخ أبو البراء من التفصيل هو الذي ينبغي الرجوع إليه.
وصدق الله {إن عبادي ليس لك عليهم سلطان** وبقدر تحقق العبودية لرب البرية تخلص من شرور شياطين الإنس والجن الحسية والمرئية.
والله ولي التوفيق.