العسجدة السادسة : بيتك مملكة العز والحب
قل هو الرحمن آمنا به وأتبعنا هاديا من يثرب
أيتها العزيزة الغالية : الزمي بيتك إلا من أمر مهم ، فإن بيتك سر سعادتك : )وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ )(الأحزاب: من الآية33) ؛ ففي بيتك تجدين طعم السعادة ، وتحافظين على ناموس شرفك ووقارك وحشمتك ، فإن المرأة الهامشية هي التي تكثر من الخروج إلى الأسواق من غير ضرورة ، فهمها متابعة الموضات ، ومراقبة الأزياء ، ودخول المحلات التجارية ، والسؤال عن كل جديد وغريب ، ليس لها هم ديني ، ولا رسالة دعوية ، ولا همة في المعرفة والعلم والثقافة ، بل هي مسرفة مبذرة ، همها المأكول والملبوس ، فحذار حذار من هجران البيت ، لأنه منزل السرور ، ومحل الأمن والراحة ، وكهف الانس ، وكعبة السلامة من الناس ، فاجعلي من بيتك جامعة للمحبة ، ومنطلقا للعطاء الطيب المبارك .
إشراقة : لا تفضي بمتاعبك إلا لأولئك الذين يساعدونك بتفكيرهم وكلامهم الذي يجلب السعادة
ومضة : عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير
العسجدة السابعة : ليس عندك وقت للثرثرة!
البدر يضحك والنجوم تصفق فعلام تقتلنا الهموم وتختق ؟!
اتركي الجدل والدخول في نقاش عقيم حول أمور محتملة ؛ لأن ذلك يضيق الصدر ويكدر الخاطر ، ولا تحاولي إقناع الناس دائما في مسائل تقبل وجهات النظر ، بل اطرحي رأيك بهدوء وبدون صخب ولا إلحاح ولا تشنج ، وابتعدي عن كثرة الردود والانتقادات ؛ لأنها تفقدك راحة البال ، وتنقل عنك صورة غير لائقة ، فقولي كلمتك اللينة المحببة في رفق وهدوء ، حينها تملكين القلوب وتعمرين الأرواح ، كما إن مما يورث الهم والحزن اغتياب الناس وهمزهم ولمزهم وتنقصهم ، وهذا يذهب الأجر ويجمع عليك الإثم ، ويفقدك الاطمئنان ، فاشتغلي بإصلاح عيوبك عن عيوب الناس ، فإن الله لم يخلقنا كاملين معصومين ، بل عندنا جميعا ذنوب وعيوب ، فطوبى لمن أشغله عيبه عن عيوب الناس
إشراقة : على الأم التي يسقط ولدها من مكان عال أن لا تضيع الوقت في النحيب والصراخ ، بل عليها أن تسعى حالا لتضميد جراحه .
ومضة : اعلمي أن ما أصابك لم يكن ليخطئك
العسجدة الثامنة : كوني مشرقة النفس يحيك الكون
أتحسب أن البؤس للمرء دائم ولو دام شيء عدة الناس في العجب
انظري للحياة نظر المحب المتفائل ، فالحياة هدية من الله للإنسان ، فأقبلي هدية الواحد الأحد ، وخذيها بفرح وسرور ، اقبلي الصباح بإشراقة وبسمته الرائعة ، اقبلي الليل بوقاره وصمته ، اقبلي النهار بسنائه وضيائه ، عبي الماء النمير حامدة شاكرة ، استنشقي الهواء فرحة مسرورة ، شمي الزهرة مسبحة ، تفكري في الكون معتبرة ، استثمري العطاء المبارك في الأرض ، في باقة الزهر ، في طلعة الورد ، في هبة النسيم ، في نفحة الروض ، في حرارة الشمس ، في ضياء القمر ، حولي هذه العطاءات والنعم إلى رصيد من العون على طاعة الله ، والشكر له على نعمه ، والحمد له على تفضله وامتنانه ، إياك أن يحاصرك كابوس الهموم وجحافل الغموم عن رؤية هذا النعيم ، فتكوني جاحدة جامدة ، بل اعلمي أن الخالق الرازق – جل في علاه – ما خلق هذه النعم إلا ليستعان بها على طاعته وهو القائل : )يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً)(المؤمنون: من الآية51)
إشراقة : أفضل الكرم وأنقاه يكون من أولئك الذين لا يملكون شيئا ، ولكنهم يعرفون قيمة الكلمة والابتسامة ، وكم أناس يعطون وكأنهم يصفعون !
ومضة : ومن يتق الله يجعل له مخرجا
العسجدة التاسعة : ما تمت السعادة لأحد وما كمل الخير لإنسان
أطردي الهم بذكر الصمد واهجري ليل الهوى وابتعدي
إنك تخطئين كثيرا إذا توهمت أن الحياة لابد أن تكون لصالحك مائة بالمائة ، فهذا لن يتحقق إلا في الجنة ، أما في الدنيا فإن الأمر نسبي ؛ فلن يتم كل ما تريدين ، بل سوف يقع شيء من البلاء والمرض والمصيبة والامتحان ، فكوني شاكرة في السراء ، صابرة في الضراء ، ولا تعيشي في عالم المثاليات بحيث تريدين صحة بلا سقم ، وغني بلا فقر ، وسعادة بلا منغصات ، وزوجا بلا سلبيات ، وصديقة بلا عيوب ، فهذا لن يحصل أصلا ، وطني نفسك على غض الطرف عن السلبيات والأخطاء والملاحظات ، وانظري إلى الإيجابيات والمحاسن ، وعليك بحسن الظن والتماس العذر والاعتماد على الله فقط ، أما الناس فليسوا أهلا للاعتماد عليهم وتفويض الأمر إليهم : )إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً )(الجاثـية: من الآية19)
إشراقة : لا تقبلي بوجود مناطق مظلمة في حياتك ، فالنور موجود وليس عليك إلا أن تديري الزر ليتألق!
ومضة : ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا
العسجدة العاشرة : ادخلي بستان المعرفة
أيها الشامت المعير بالدهر أأنت المبرأ الموفور؟
إن من أسباب سعادتك تفقهك في دينك ، فإن تعلم الدين يشرح الصدر ، ويرضي الرب ، وكما قال عليه الصلاة والسلام : __ من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين )) ، فاقرأي كتب العلم الميسرة النافعة التي تزيدك علما وفهما للدين كرياض الصالحين ، وفقه السنة ، وفقه الدليل ، والتفاسير الميسرة ، والرسائل المفيدة ، واعلمي أن أفضل أعمالك هو معرفة مراد الله عز وجل في كتابه ، ومراد رسوله صلى الله عليه وسلم في سنته ، فأكثري من تدبر القران ومدارسته مع أخوانك ، وحفظ ما تيسر منه ، والاستماع إليه ، والعمل به ؛ لأن الجهل بالشريعة ظلمة في القلب ، وضيق في الصدر ، فلتكن عندك مكتبة – ولو كانت صغيرة – فيها كتب قيمة نافعة ، وأشرطة مفيدة ، وحذار من ضياع الوقت في سماع الأغنيات ، ومشاهدة المسلسلات ، فإن كل ثانية من عمرك محسوبة عليك ، فاستثمري الوقت في مرضاة الله عزوجل .
إشراقة : أشد الصعاب تهون بابتسامة إنسان واثق
ومضة : لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا