عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 19-08-2008, 02:09 PM   #40
معلومات العضو
@ كريمة @
إشراقة إدارة متجددة

افتراضي

ثالثاً : لا للإسراف . . لا للتبذير . . !!
يقول الله تعالى في وصف عباد الرحمن : " وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا " فجعل القاعدة العامة للمؤمنين في نفقتهم وإنفاقهم على نفسهم وعلى من يعولون أن تكون نفقة بالقسط والعدل ، بين الإسراف والتقتير .
والإسراف : إنما هو خاص بالسرف في شراء المباح الزائد عن حاجة الإنسان - رجلا كان أو امرأة - وسواء كان هذا المبيع مأكولا أو مشروبا أو ملبوساً أو زينة .
فإن المؤمن والمؤمنة يربئان بأنفسهما ، يكونا من المسرفين الذين ذمهم الله تعالى .
أما التبذير فهو إنفاق المال في المحرم ، سواء كان المال المنفق فيه قليلا أو كثيراً ، فطالما أنه محرم فهو تبذير حتى لو رخصت قيمة السلعة . فإن كانت هذه السلعة المحرمة زائدة عن حاجة العبد صار شراؤها أشد تحريما وأعظم وإن اجتمع مع ذلك غلاء ثمنها اشتد الأمر فداحة وعظما.
والتبذير اشد من الإسراف لأن الله وصف المبذرين بوصف تنفر منه النفوس فقال : " إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا " فجعل المبذرين إخوانا للشياطين وبيّن أن عاقبة التبذير هو الجحود والكفر - نسأل الله الحماية - .
وإن كان الإسراف والتبذير كلها من حبائل الشيطان ؛ والرسول صلى الله عليه وسلم قد حذّر أمته من أن ياخذ أحدهم ما يزيد عن حاجته فقال : " فراش للرجل وفراش لامرأته وفراش للضيف وفراش للشيطان " .
ويقول فيما زاد عن حاجة الإنسان في الدواب - المركوب - : " تكون إبل للشياطين ، وبيوت للشياطين ، فأما إبل الشياطين فقد رأيتها يخرج أحدكم بخبيثات معه قد أسمنها فلا يعلو بعيراً منها ، ويمر بأخيه قد انقطع به فلا يحمله ، واما بيوت الشياطين فلم أرها " يقول أبو سعيد : ولا أراها إلا هذه الأقفاص التي يستر الناس بالديباج !!
فعلى كل مؤمن ومؤمنة حين يخرجون إلى السوق أن يلاحظوا هذا المعنى في إنفاقهم ، وفيما يشترونه ويطعمونه أويلبسونه زوجاتهم وأبنائهم .
تلك ثلاثة معاني مهمة ينبغي على كل مؤمن ومؤمنة أن يتأملها وأن يعيها وعياً فاعلا في حياته وسلوكه :
أولاً : الأسواق ميدان الشيطان . . !
ثانياً : بين الضرورة والولع . . !!
ثالثاً : لا للإسراف .. لا للتبذير !

* أفكار لمراكز الدعوة ورجال الحسبة والهيئة في الأسواق .
لفت انتباهي في بعض الأسواق أن على مدخلها " كشك " صغير تابع لمكتب من مكاتب الدعوة ، وكان الذي بداخل الكشك يعرض مبيعات لبعض الأشرطة الإسلامية والكتب النافعة ، وعلى بوابة الكشك " مكبر صوت " ينبعث منه صوت قارئ للقرآن . . فأعجبني تواجد هذا المكتب الدعوي الصغير في هذا المكان ، فخطر في نفسي لماذا لا تُطور فكرة هذا الكشك ليكون مكتب دعوة بدل أن يكون مكتب مبيعات فقط !!
ويلفت انتباهك - ولله الحمد - التواجد ( غير الكافي ) لبعض رجال الحسبة والهيئة في الأسواق لمنع المنكرات فيها . فكنت أقول لماذا لا يتطور دور رجال الحسبة لأعظم من الدور الرقابي إلى الدور التوجيهي المتنقل .

فمن الأفكار :
1- أن يكون البث المسموع على مكبر الصوت عبارة تقول :
( هل تريد أن تعرف شيئا عن الإسلام ؟
أيتها الفتاة ماذا تعرفين عن الحجاب ؟
أيها الزوج هل تعرف كيف تعامل أبناءك وزوجتك ؟ )
ونحو هذه العبارات تتكرر سواء بعدة لغات أو باللغة العربية ، ويكون في " الكشك " بعض المطويات والكتب النافعة والأشرطة المفيدة في المواضيع المعلن عنها .
2 - أن يُبث على مكبر الصوت نصيحة مدبلجة قصيرة للنساء والرجال يسمعها كل داخل إلى السوق في وقت دخوله من غير أن يضطره طولها للوقوف حتى يكمل سماعها ، فكلما كانت النصيحة قصيرة ومبدعة في الدبلجة كانت جاذبة .
3 - التنسيق مع بعض محلات السوق بعمل دعاية دعوية من خلال المحل فأي مستهلك يشتري من المحل الفلاني يحوز على بطاقة تخوّله اختيار مجموعة من الأشرطة الإسلامية من مكتب الدعوة المتواجد عند باب المركز أو السوق ، وتكون هناك نسبة معينة يتفق عليها بين المحل ومكتب الدعوة .
4 - استحداث خط هاتفي مباشر للفتوى داخل المكتب . بالتنسيق مع بعض الدعاة في ذلك .
5 - مشاركة العنصر النسوي في مباشرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الأسواق والإحتساب في توجيه فتيات المسلمين بالطريقة المثلى والدعوة الحكيمة والحدّ من منكرات الأسواق قدر المستطاع . بالنصيحة وتوزيع الأشرطة وتوزيع قفازات اليد ( الجونتيات ) .
6 - أن يوضع مكبر صوت على سيارة ( الهيئة ) ويبث من خلاله بعض النصائح والتوجيهات على مدار دوران السيارة في شوارع السوق .
أحدهم قد لا تلحظه عين المحتسب لكن تقرعه سياط الموعظة فيتعظ !!
7 - عمل مركز ( حضانة للإطفال ) في السوق يضع فيه المتسوق ابنائه ، ويجهز هذا المركز ببعض وسائل الترفيه والتعليم ، وأن يقوم على المركز بعض المربين أو المربيات حسب المصلحة ، وعلى أن يكون لهذه الحضانة رسوم رمزية .
وجود هذه الحضانة التربوية الدعوية يحل كثير من مشكلات بعض المتسوقين الذين يتسوقون بأبنائهم .
8 - عمل استراحات نسوية في السوق يستغل فيها النساء اللاتي يجلسن أثناء إقفال السوق وقت الصلاة ، أو حال انتظار السيارة التي تقلّهم وهكذا ، وأن تجهز هذه الإستراحات ببعض المشاركات الدعوية النافعة كالتوجيه والنصيحة وتوزيع الأشرطة وما إلى ذلك .
تلك جملة من الأفكار جمعتها بمشاركة بعض الناصحين من إخوة وأخوات ، غرضها توجيه ظاهرة وواقع - ما منه بد - فكان الأولى توجيه هذه الظاهرة وترشيدها ترشيدا يحقق المصالح ويدفع ما استطاع من المفاسد ، إذ أنه من غير الممكن أن تمنع الناس من الأسواق لكن بإمكان المرء أن يبذل جهده - ولو كان في نظره ضئيلا - في أن يرشّد هذا الواقع على ضوء ما يستفيده من نور الوحي والنبوة .

إننا نستقبل في أيامنا هذه اياما هي أغلى ما يكون على المؤمن والمؤمنة أيام شهر رمضان المبارك .
وإن كان الناس للإسف قضوا جزءا ليس بالقليل من أوقات هذا الشهر في ردهات الأسواق وأزقة المراكز والمحلات ، حتى لقد صار الشهر موسما للتباري وازدحام الناس في أسواقهم على مأكولاتهم وملبوساتهم . . وما سلف من الأسطر لم تكن لتبرر لهم هذا الإنكباب ، إنما جاءت لترشّد هذا الإنكباب الذي صار من واقع الناس .


وفق الله الجميع لما يحب ويرضى . .
وبالله التوفيق . .
والحمد لله رب العالمين .

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة