ويضيف المهندس رامي الملحم:
الأخ الكريم، وفقك الله ورعاك.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:
أرى أنّ هناك جملة من القضايا التي تستحق المناقشة والمحاورة، وأظن فيها ملامح تفيدك في تجاوز ما تعانيه، وهي أن:
1- تذكر الموت فضيلة وعبادة، وفيه تقريع للنفس وإيقاظ لعزماتها، بل إن الموت أعظم واعظ؛ إذ هو نهاية مرحلة العمل، وبداية الجزاء الأخروي. فخير عميم أن يتعود الإنسان تذكر الموت، وغيره مما يؤثر في النفس، ويعينها دوماً على مراقبة الله تعالى.
2- تذكر الموت ينبغي أن يؤثّر على مسار حياة الإنسان باتّجاه إيجابي؛ حيث يدفع النفس للاهتمام بالأوقات والالتفات للطاعات، ويشحذها دوماً لتحقيق رضا الله تعالى.
3- أمّا أن يصبح تذكر الموت سبباً للوساوس ودافعاً لقعود ومحطماً لعزائم ومضيعاً للأوقات، وواضعاً الإنسان في مرمى الخيالات والتخرصات، فهذا انحراف عن غاية التفكر، وهذا من عمل الشيطان ووسواسه. وينبغي أن لا نسمح للشيطان أن يصرف عبادة التفكر والإنابة والتذكر إلى وسيلة سالبة وخطيرة على حياة الناس.
4- قد لا تكون وساوس الشيطان وإيحاءاته المؤثر الوحيد في صرف تذكر الموت عن غايته، بل كثيراً ما تكون للنفس خصوصيّات في مدى تأثرها بما تفكّر. وهذا يلزم الإنسان بتربية نفسه وتهذيبها وتقويمها، وقد تعاني النفس من أمراضٍ ما؛ ولا بأس باستشارة طبيب متخصص.
5- الإسلام هو دين العمل والإنتاج والتفاعل مع الحياة، لذا لا يقبل أن يؤثر فعل أو قول أو شعور على حياة الإنسان الطبيعيّة، حتى أن الإسلام يندب من كان في يده فسيلة وقامت الساعة أن يزرعها إن استطاع.
6- ثم لماذا نكلف أنفسنا ما لا نستطيع؟ ما يطلب منا هو العمل ودوام الدعاء، لا تلفت لغير ذلك، واعتبر ما دونه من فعل الشيطان ليلهيك ويضلك، أنصحك بالقرب من الله والعناية بنفسك، وبالصحبة الصالحة الواعية، وأن تشغل نفسك بالدعوة لدين الله تعالى، وأن تجتهد في دراستك.
7- داوم على دعاء الله أن يثبتك على دينه، وأن يطرد عنك عمل الشيطان، وكلما جاءك هذا الشعور المثبط المقلق فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم.
8- ولا تنس خير قدوة ومثل سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، هو أعبدنا وأتقانا وأفضلنا وأخوفنا وأكثرنا تذكراً للموت، ومع ذلك كان دائم العمل والدعوة.
وختاماً؛
أدعو الله أن يثبتك على دينه، وأن يبعد عنك أذى الشيطان، إنه سميع قريب..