عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 06-04-2008, 03:47 PM   #1
معلومات العضو
علي سليم
اشراقة اشراف متجددة

افتراضي اللين و الشدّة عند الحوار...

كان حوارا بين أخوين في احد المنتديات حول كيفية الحوار و كانت من مضمونه متى تكون الشدة و متى يكون اللين فكان ردي بعدما تعالجت الآراء التالي...
قرأتُ شيئا يسيرا من ذا الحوار المبارك...و اسأل الله تعالى أن يجعل النبيّ صلى الله عليه و سلم قدوتنا و أن يغفر لنا اجتهادنا بيد أردنا به وجه الله لا غير سبحانه في علاه...
أخي الفاضل...عزام...أخي الفاضل طرابلسي...بارككما المولى و اجزل لكما من عطائه...اللهم آمين
فاللين و الشدة خطان عريضان يفصل بينهما أدنى مراتب اللين و آخرها و اولى مراتب الشدة و لذا من الصعب الفصل بينهما....
أقصد الفصل عند الخيط العريض...ربما تداخلا في ذا الخط تارة الى جانب الشدة و تارة الى جانب اللين...
و لو كانت الشدة و اللين الفاظا لا غير لكان بالامكان التصنيف بينهما تحت قولنا...هذه المقولة لين و تلك شدة...
بينما في واقع الامر فاللين و الشدة الفاظ يحكم على شدتها و لينها موضعها و موطنها و قبل هذا و ذاك نية قائلها....
تبّت يداك...ثكلتك امّك...كذب عدوّ الله...كلها الفاظ قيلت في الصحابة و قائلها لا ينطق عن الهوى و هو الصادق المصدوق...صلى الله عليه و سلم...
فلو صنّفناها من دون مراجعة مواطنها و مواضعها و قبلهما عمل القلب لكانت تحت خيط الشدة....
و اضف الى كل ذلك (اسلوب محاكاتها)....
و على سبيل المثال لا الحصر...لو قلتُ لك أخي طرابلسي...ثكلتك امّك مع نبرة في الصوت و استجابة الجوارح لذي النبرة لكان قولا واحدا انها من الشدة...
و لو قلتُ لك أخي عزام....نفس المقولة...ثكلتك امك...مع بسمة و صوت يخالطه البشاشة لكان قولا واحدا انها من اللين...
اذا لا بد أن يجتمع في ايّ لفظة حتى نصنفها عدة امرو منها:
موضع مقولتها...نية قائلها....اسلوب محاكاهتها...
و لننتقل الى جانب آخر....
قال تعالى آمرا نبيه موسى و هارون عليهما السلام...(اذهبا الى فرعون انه طغى) (فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى)....
ثم قال تعالى مبينا قول اللين الذي امرا بقوله لفرعون....
(فأتياه فقولا انا رسولا ربك......)
و فرعون لا يؤمن برسول...لا يؤمن برب ....انه هو الربّ كما يزعم...و لا رسل الاّ من يرسلها هو بزعمه...
فكان اللين من ذي المقولة أن تقول لفرعون لست ربا....بل هناك رب غيرك...
هذه المقولة لين بنص قوله تعالى...بينما هي شدة في ميزان فرعون....
فلو قِيل لي مثلا....و انا الكتاب ال...فلو قيل لي لست بكاتب....بهدوء...ببشاشة....لكا نت لين من قائلها...شدة عند سامعها...
اذا فرعون الذي يزعم انه رب بني اسرائيل....من اللين ان تقول له لست ربا كما تزعم....من اللين أن تقول له مقولة لم يجرء على محاكاتها كائنا وقتها....
(فارسل معنا بني اسرائيل و لا تعذبهم...) من اللين أن تأمر فرعون ((ارسل)) و تنهاه (لا تعذبهم) و هو اي فرعون يعتقد من نفسه الآمر الناهي....
فلو ذهبت الى حاكم ما...و قلتَ له...اطلق السجين الفلاني...بداهة سيطردك او يسجنك...لانك تأمره فهي شدة بالنسبة له....
فلو كان ذا الامر ببشاشه الوجه و نعومة الصوت...فسيبقى امرا بالنسبة لمن يعتبرل نفسه مكانه فوق مكانك.........
و هذه ضميمة أخرى تُضاف الى ما ذكرناه عن اللين و الشدة...فمع اختلاف المراتب تختلف اللفظة...فليس قول القرين للقرين كقول الولد لابيه....
و ليس قول الرئيس للرئيس كقول المواطن للريئس....
(قد جئناك بآية من ربك) هذه المقولة لين...و فيها انك يا فرعون لست ربا إذ جئناك بآية من ربك....و هذه الاية توضع للناس انك كذّاب عند ادعيت الربوبية....
(انا قد اوحي الينا أن العذاب على من كذّب و تولى....)
و هذه ايضا من اللين...و فيها توعد بالعذاب ان توليت يا فرعون.....
و الأمثلة على ما دونته كثيرة....إذ ليس هناك ضابطا نستطيع من خلاله تصنيف الكلام ذا لينٌ و ذا شدّةُ........فلا بدّ أن يقترن الكلام بالقيود التي دونّاها....و اسال الله تعالى أن ينفعني و اياكم و يجعلنا من جنده....

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة