
،،،،،،
بارك الله في الجميع ، ونحن طلاب حق ليس إلا ، ولا نتبع الرجال بقدر اتباع الحق ، وليس منهجنا إلا ذلك ، وأما احترامنا وتقديرنا لعلماء الأمة فمن ديننا القويم ، وحتى يستقيم الفهم ويبان المكنون والمسطور ، أقدم لكم مقدمة كتابي :
[align=center]( && هداية الأنام إلى فتاوى الرقى للأئمة الأعلام && )[/align]
[align=center]( && مقدمة && )[/align]
إن هذه السلسلة العلمية التي بين أيدينا اتبعت هدفا ومنهجا واضحا في طريقة صياغتها ، وهذه الطريقة اتخذت أسلوبا موضوعيا تكامليا يراعي شمولية ما يختص بموضوع الرقية الشرعية من أمراض روحية كالصرع والسحر والعين ، وكذلك الأمور المتعلقة بعالم الجن والشياطين ، وكل ما يتعلق بذلك من أحكام ومسائل فقهية ، وكان رائدي في تقرير الأحكام الشرعية هو مدى اتساق الحكم وتعبيره عن القرآن والسنة ، وتوافقه مع النصوص القرآنية والحديثية والانسجام مع مقاصد الإسلام العامة وأصوله الكلية 0
وقد كان التعامل مع النصوص تعاملا مباشرا مستندا لآراء كبار الفقهاء قدامى ومحدثين ، لتبيان كثير من المسائل التي تحتاج لإيضاح وفهم بما يتماشى مع الشريعة وأحكامها 0
ومن أجل اكتمال الموضوع من كافة جوانبه ، كان لا بد من إلقاء نظرة متفحصة في الفتاوى الصادرة عن اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والدعوة والإرشاد ، وكذلك هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية ، للوقوف على التجاوزات والانحرافات المحدثة التي تخل بالعقيدة وتخدشها وقد يصل الأمر إلى تدميرها بالكلية 0
ولما يتمتع به العلماء من قدر ومكانة أقرتها النصوص الشرعية رأيت أن من المصلحة الشرعية أن أقوم بجمع كافة الفتاوى المتعلقة بهذه الموسوعة أو السلسلة العلمية لّلجنة الدائمة وهيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية لتكون في كتاب واحد شامل جامع لمعظم ما قيل في هذا العلم ، وقد استشرت بعض طلبة العلم فأيدوا تلك الفكرة باعتبار أن يصبح هذا الكتاب من مجموع السلسلة مرجعاً لفتاوى العلماء في الرقية الشرعية وما يدور في فلكها من أمراض روحية كالصرع والسحر والعين وأمور أخرى ، وهذا بطبيعة الحال يجعلنا نقف متفكرين متدبرين ، ولنحذر من كافة التجاوزات والانحرافات التي أدخلت على هذا العلم من أوسع أبوابه ، وكي نستقي المنهل العذب في كل ما يتعلق بهذا الموضوع من الكتاب والسنة وفقهاء الأمة وأئمتها 0
يقول سبحانه وتعالى في محكم كتابه :
[align=center]( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلا رِجَالا نُوحِى إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ )[/align]
[align=center]( سورة النحل - الآية 43 ) [/align]
وقد ثبت من حديث أبي الدرداء - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
[align=center]( من سلك طريقا يطلب فيه علما ، سلك الله به طريقا من طرق الجنة ، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع ، وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ، ومن في الأرض ، والحيتان في جوف الماء ، وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب ، وإن العلماء ورثة الأنبياء ، وإن الأنبياء ، لم يورثوا دينارا ، ولا درهما ، إنما ورثوا العلم ، فمن أخذه أخذ بحظ وافر )[/align]
[align=center]( صحيح الجامع 6297 )[/align]
قال المباركفوري : ( " وفضل العالم " أي الغالب عليه العلم وهو الذي يقوم بنشر العلم بعد أدائه ما توجه إليه من الفرائض والسنن المؤكدة " على العابد " أي الغالب عليه العبادة وهو الذي يصرف أوقاته بالنوافل مع كونه عالما بما تصح به العبادة " كفضل القمر " أي ليلة البدر كما في رواية " على سائر الكواكب " قال القاضي : شبه العالم بالقمر والعابد بالكواكب لأن كمال العبادة ونورها لا يتعدى من العابد ونور العالم يتعدى إلى غيره " إن العلماء ورثة الأنبياء " وإنما لم يقل ورثة الرسل ليشمل الكل 0 قاله ابن الملك " لم يورثوا " من التوريث " دينار ولا درهما " أي شيئا من الدنيا ، وخصا لأنهما أغلب أنواعها وذلك إشارة إلى زوال الدنيا وأنهم لم يأخذوا منها إلا بقدر ضرورتهم فلم يورثوا شيئا منها لئلا يتوهم أنهم كانوا يطلبون شيئا منها يورث عنهم " فمن أخذ به " أي بالعلم " فقد أخذ بحظ وافر " أي أخذ حظا وافرا يعني نصيبا تاما أي لا حظ أوفر منه والباء زائدة للتأكيد ، أو المراد أخذه متلبسا بحظ وافر من ميراث النبوة ، ويجوز أن يكون أخذ بمعنى الأمر أي فمن أراد أخذه فليأخذ بحظ وافر ولا يقتنع بقليل ) ( تحفة الأحوذي - 7 / 376 – 377 ) 0
وكذلك اجتهدت قدر طاقتي وامكاناتي في طرح بعض التساؤلات الخاصة بأحوال الرقية الشرعية وعالم الجن والشياطين ، ولم يكن هذا الطرح يهدف إعطاء تشخيص للحالات المرضية بقدر ما هو إيضاح لكثير من الأمور الواقعية التي تحصل للناس ، وهذه الوقائع أصبحت متواترة وتحتاج لتفسير وتعليل ، وعدم تقديم الإجابات الخاصة بها يؤدي لطرق أبواب السحرة والمشعوذين والدجالين والمتكسبين ، لإشباع الرغبة والفضول ، وبناء عليه صيغت هذه الإجابات من منطلق شرعي دون المساس بالجانب الغيبي الذي استأثر الله سبحانه وتعالى بعلمه 0
هذا هو منهجنا الذي نسير عليه في تقرير المسائل الشرعية ، فمن أخطأ من العلماء بين له الأمر ، فالحق أحق أن يتبع ، والذي يظهر لي أخي ( أحمد ) انك بحاجة لطلب العلم الشرعي وهذا أولى في حقك من أن تتكلم بما لا تعلم 0
زادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :
أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0