عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 23-07-2005, 10:37 PM   #142
معلومات العضو
عفراء

افتراضي

نص الرسائل الخاصة :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


الأخت الفاضلة (عفراء) حفظها الله ورعاها

جزيت خيرا على اهتمامك بما أسرده من علم، ولي معك وقفة فيما ذكرتيه ها هنا:
أنت تفضلتي تقولين: (استوقفني قوله لا أعلم بالضبط ولكن هو الدعاء بأخذ السحر في عالم الجن وفكه هناك وفجأة اصابتني نوبة من الضحك لم استطيع إيقافها أستغفر الله وكنت أفكر لماذا لو كان يعرف أن الدعاء سيستجاب لماذا لا يختصر الطريق ويدعو بشفاء المريض)

كان حري بك أن تسأليني ما هو السبب في هذا الدعاء بهذه الكيفية؟ لأنه بكل تأكيد لم يفوتني أنه من الممكن الدعاء بالشفاء، وكان هذا خير من سخريتك مني عبد يصيب ويخطأ.

وسأجيبك احتراما مني لاحترامك لعلمي:

هناك فارق بين التداوي والعلاج والاستشفاء،

التداوي: مصدره من الدواء، ويكون هذا من عمل المريض، فيتعاطى الدواء الناجع حتى يذهب ما به، وهذا مأمور به شرعا وله أصل عن رجل من الأنصار قال: عاد رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا به جرح فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ادعوا له طبيب بني فلان) قال: فدعوه فجاء فقالوا: يا رسول الله ويغني الدواء شيئا؟ فقال: (سبحان الله وهل أنزل الله من داء في الأرض إلا جعل له شفاء) أخرجه: أحمد (22074).

عن أسامة بن شريك قال: قالت الأعراب: يا رسول الله ألا نتداوى قال: (نعم يا عباد الله تداووا فإن الله لم يضع داء إلا وضع له شفاء) أو قال: (دواء إلا داء واحدا) قالوا: يا رسول الله وما هو؟ قال: (الهرم) أخرجه: الترمذي (1961). قال أبو عيسى وفي الباب عن ابن مسعود وأبي هريرة وأبي خزامة عن أبيه وابن عباس وهذا حديث حسن صحيح *

أما العلاج: فهو التطبيب من تشخيص وعلاج وتعامل مع الداء بطرق وأسباب مادية وهذا من عمل الطبيب أو المعالج، حسب خبرته ومدى سعة علمه ومعرفته.

أخبرني عمرو بن عثمان ومحمد بن مصفى قالا حدثنا الوليد عن ابن جريج عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من تطبب ولم يعلم منه طب قبل ذلك فهو ضامن) أخرجه: النسائي (4748 ).
عن سعد قال: مرضت مرضا أتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم يعودني فوضع يده بين ثديي حتى وجدت بردها على فؤادي فقال: (إنك رجل مفئود ائت الحارث بن كلدة أخا ثقيف فإنه رجل يتطبب فليأخذ سبع تمرات من عجوة المدينة فليجأهن بنواهن ثم ليلدك بهن) * أخرجه: أبي داود (3377).

الاستشفاء: فهو طلب الشفاء من الله تعالى، فلا شافي إلا الله عز وجل، وهذا غني عن الاستشهاد.

إذا فالتداوي مأمور به، والتطبيب والعلاج معلوم بالخبرة والمراس، أما الشفاء من المرض فمعناه خلاف معنى التداوي والتطبيب، إذا فأحدهم لا يغني عن الآخر، ولا يصح أن يكون بديلا عن الآخر، فكيف تريدين اختصار هذا كله في الشفاء فقط؟

يجب أن تطلبي الدواء مع الطب مع الشفاء، فالدواء موكول بالمريض، والعلاج بالطبيب والشفاء من الله وحده، كيف يصح في بالك اختصار كل هذا في طلب الشفاء فقط؟ أين الأخذ بالأسباب من التواكل؟ تنبهي تسلمي.

وهذا يعني أن الشيطان له عمل يقوم به وفقا لخصائص قدراته، فلو كنت أستعين بالجن فلتعاملت ضد الشيطان بعمل جن مثله، أليس كذلك؟ ولو كنت لا استعين بالجن فسوف أدعو الله أن يفعل لي ما يمكن أن يفعله الجن، إذا فالتطبيب هنا عمل مخصوص ضد عمل مخصوص وهو عمل الشيطان، فلو طلبت هذا من جني مسلم مثلا لأشركت بالله تعالى، لكنني هنا طلبت من الله فهل هذا فيه حرمة؟

وهل هذا يعني أنني أستعين بالجن؟

أنا بلغني من العلم ما لم يبلغك، وعرفت ما لم تعرفيه عن عالم الجن، ولا يعرفه هؤلاء المعالجين على المنتديات، فهل تسخرين من شيء تجهلين به؟الأحرى بك أن تسألين عملا بقوله تعالى: (واسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) ولكنك لزمت الصمت فلم تطلبي العلم، وكتمتي سخريتك من أخ لك في الله فهل هذا يحل منك؟

على أي حال سامحك الله



تابعي الرسالة الثانية

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة