[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم
ماتحتاج له الدعوووووة
الدعوة الإسلامية ليست منبرا فكريا يخاطب الخاصة والمثقفين، وليست مجرد دعوة جماهيرية، وليست مجرد منهج تهذيب سلوكي..إنها تتجاوز ذلك كله............
إنها دعوة للناس كلهم لأن يكونوا عبادا لله تبارك وتعالى، وهذا يقتضي قدرا من الاتساع لميادين الخطاب الدعوي لا يتحقق لأي فكرة أو دعوة................
إن الصحوة الإسلامية اليوم بحاجة إلى خطاب لعامة الناس –أو من يسمون بالجماهير- وبحاجة لخطاب الخاصة –أو من يسمون بالنخب-. ولكل فئة من هذه الفئات سمات وخصائص تميزها عن غيرها...............
فخطاب العامة يحتاج إلى أن تزيد فيه شحنة العاطفة، وإلى أن يدور حول المشكلات والقضايا التي تلامس اهتمامهم، وإلى أن يتسم الخطاب المسموع منه بسمات الجاذبية في الإلقاء والحديث...................
وخطاب الخاصة يحتاج إلى أن تزيد فيه اللغة الفكرية والعلمية الناضجة، وأن يرتكز على الإقناع، وإلى أن يسعى إلى تشكيل الاهتمامات وإعادة صياغتها( )..................
وتمثل سعة الانتشار وأرقام توزيع المادة مقياسا مهما لمدى نجاح الخطاب المقدم للعامة، بينما يخضع الخطاب المقدم للخاصة إلى معايير أخرى..................
ربما يكون إدراك هذه القضية ليس أمراً شاقاً، لكن التعامل مع نتائجها هو الأهم؛ ذلك أنه لا توجد حدود صارمة تفصل بين هذين المجالين من مجالات الخطاب........................
ومن هذه النتائج:
• كثير من جيل الصحوة تمثل المادة المقدمة إلى عامة الناس -بما فيها من جاذبية وتفاعل مع المشاعر- المصدر الأساس الذي يتعامل معه، ومن ثم فإنها تسهم بشكل كبير في تشكيل ثقافته........................
وهذا أدى إلى تضييق مجالات الاهتمام حول دائرة محدودة، وإلى زيادة نسبة العاطفة في التفكير، وإلى سطحية في التعامل مع الظواهر والمشكلات، وغير ذلك من الظواهر المرتبطة بنمط الثقافة، مما يفرض السعي إلى تداركه والاعتناء به......................
• ثمة عناصر يقتصر نجاحها على أن تجيد خطاب الجماهير واستثارة اهتمامها، إلا أن زخم الخطاب الجماهيري قد يدفع ببعض هؤلاء إلى الولوج إلى دوائر أخرى وقيمة كل امريء ما يحسن......................
• صدور الآراء من أشخاص ذوي تأثير وانتشار يعطيها في الأغلب أكثر من قيمتها العلمية، ويعفيها من كثير من خطوات التأمل والتقويم لدى فئة عريضة من شباب الصحوة، وكثير من هؤلاء قد لايجيدون التفريق بين الشخصيات التي تجيد خطاب العامة، وتلك المؤهلة لأن يبرز رأيُها في قضايا الصحوة، أو قضايا الأمة الشائكة...................
• تختلط الأمور لدى طائفة من المتحدثين حديثا مسموعاً وربما مكتوباً، فيخاطبون العامة بلغة وعقلية الخاصة :"وما أنت بمحدث قوما حديثا لاتبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة"، أو يخاطبون الخاصة بلغة وعقلية العامة، وينتظرون منهم مستوى من التلقي لا يليق إلا بالعامة.......................
• قد نخلط في معايير تقويم الخطاب؛ فحجم الانتشار وأرقام التوزيع على سبيل المثال من أكثر معايير نجاح الخطاب المقدم للعامة –وإن كانت تؤثر فيه اعتبارات أخرى كالدعاية والخلفية عن المتحدث- بينما تقل قيمة هذا المعيار في تقويم الخطاب المقدم للخاصة. ومنشأ الخلط أن نقيِّم الخطاب المقدم للعامة من خلال صرامة عقليتنا الفكرية، أو أن نقيِّم خطاب الخاصة من خلال الانتشار أو التأثير العاطفي...................
إن استقرار الإيمان بالتخصص، وسعة المجالات، والفصل بين الحكم على ذوات الأشخاص وتقويم نتاجهم، إن ذلك سيعننا على تجاوز كثير من إشكالات الخلط بين خطاب العامة والخاصة...................
محمد بن عبدالله الدويش
صفات الداعية ......***&&***
مقام الداعي إلى الله تبارك وتعالى مقام قيادي هام ينبغي للداعية أن يعطيه قدره ويوليه عنايته ولكي يتحقق له ذلك عليه مراعاة بعض الأمور منها :
1) الإخلاص لله تعالى في عمله بحيث يقصد بدعوته التقرب لله عز وجل ونصر دينه وإصلاح عباده بإخراجهم من ظالمات الجهل والعصيان إلى نور العلم والطاعة.
2) أن يعتقد أنه بدعوته إلى الله تعالى وارث لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم في نشر سنته وهديه ليكون ذلك حافزا له على اتباعه في الدعوة إلى الله والصبر فيها .
3) أن يكون ثابتا في دعوته إلى الله تعالى ، راسخ القدمين لا تزعزعه المضايقات ولا يحطمه اليأس.
4) أن يصبر ويصابر ، فيصبر على ما يناله من أذى الخلق والمؤمن يبتلى على قدر دينه 0
5) أن يسلك طريق الحكمة في الدعوة إلى الله فلا يكون منفرا ولا يكون متساهلا فإن المؤمن يسلك طريق الحق والإتباع لا طريق الهوى والاندفاع .
6) أن يكون الداعي عالما بشريعة الله التي يدعوا إليها عالما بأحول من يدعوهم .
7) أن يكون الداعي قدوة صالحة فلا يدعوا إلى شيء ثم يأتي بما يخالفه فإن ذلك عند الله عظيم
من لي بأمثال هذه الداعية ..........***&&&***
في قرية نائية من قرى مالي التقينا مع داعية من الدعاة يحدوه الهم لتعليم الناس وتبليغ الدين، قام من خلال جهد فردي بإنشاء إذاعة محلية في منزلة، هذه الإذاعة يُشغِّلها ويديرها ويقدم برامجها بنفسه، ولا تتجاوز تكلفتها بطارية بقيمة مائة دولار، ويبث من خلال هذه الإذاعة برامج تعليمية وأشرطة قرآن كريم على مدى ساعتين في الصباح، وساعتين في المساء، وحين يسافر يكون قد أعد مجموعة من الأشرطة الصوتية وأناب زوجته بتشغيلها فترة غيابه.
ويقبل أهل القرية على سماع هذه الإذاعة ومتابعة برامجها، ويتنظرونها ويتلهفون عليها بشغف.
إن هذا الداعية -الذي ربما لم يحمل تأهيلا جامعيا- ينتج بعمله هذا على المدى الطويل أضعاف ما ينتجه كثير ممن يملك أعلى المؤهلات.
كثيراً ما نقدم أفكاراً طموحة، ونتحدث عن مشروعات ضخمة، وكثيراً ما يبدو في حديثنا عن الأعمال والمشروعات تهميش الأفكار الجزئية والأعمال الصغيرة.
ومن هنا تعلو لدى بعض الناس وتيرة النقد، وكلما ارتبط النقد بالأكابر –أفراداً أو مؤسسات- صار أكثر شهية.
ومما لا شك فيه أن مشروعنا الدعوي يحتاج منا إلى أن نفكر بطريقة أعمق، وإلى أن نقدم برامج طموحة، وإلى أن نخضع مشروعاتنا للنقد والتقويم، وأننا نعاني من سطحية في التفكير ومحدودية في الآراء.
لكن هذا قد يدعونا إلى أن نغفل عن أمر له آخر ألا وهو الروح العملية والإنتاج.
فمع أهمية الأفكار الطموحة، ومع ضرورة معايشة تحديات الواقع، إلا أن ذلك كله ما لم يقرن بجهد عملي يبقى حبراً على ورق.
والناقدون للأعمال والعاملين ما لم يقدموا برامج عملية واقعية فإنهم لا يحققون أمراً ذا بال.
أينما رحلت في المشرق والمغرب ولقيت العديد من شباب الصحوة فأنت ترى فئات عديدة من الخيرين، وتسمع ما يسرك من الأفكار والآراء، لكن حين تنتقل إلى الواقع العملي وتبحث عما يقدمه هؤلاء فسترى أن العامل قليل.
وتزداد المشكلة حين يكون التحليق في جو الأفكار المثالية والمشروعات الطموحة وسيلة نفسية يمارسها أصحابها للهروب عن العمل المنتج، فحين تبدو أمامهم مجالات للعمل، وحين يدعون للمشاركة يحتقرون ما يدعون إليه، ولو أنهم انشغلوا عنه بما هو أولى وأجدى نفعا لكان مسلكهم محمودا، لكنهم إنما ينشغلون باجترار الكلام وترديد المقولات.
وأمثال هؤلاء ينبغي أن يذُكَّروا بقول الله عز وجل (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ .كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ) (الصف: 2-3).
وحري بالمربين والموجهين أن يُخرِّجوا جيلا يكون العمل أول ما يفكر فيه، ويدرك أنه إنما يسئل يوم القيامة عما قدم وعمل، وإنما يجزى على عمله إن خيرا فخير، وإن شراً فشر.
وهذا لن يتم إلا من خلال قدوات واقعية يرونها، ومن خلال فتح مجالات عمل يُشرك الناس فيها.
والاهتمام بالعمل لا يعني إهمال الفكر وإلغاءه، بل نحن بحاجة إلى ننفق المال من أجل الوصول إلى أفكار بناءة تختصر علينا الكثير من الخطوات.
لكن ينبغي أن ندرك أن قيمة هذه الأفكار إنما تظهر حين تكون خطوة نحو العمل الإيجابي، وإلا صارت علما لا ينفع، وقد استعاذ خير من ذلك الخلق صلى الله عليه وسلم.
كما ينبغي أن ندرك طاقات الناس وإمكاناتهم، وأن الداعية الناجح هو من يستطيع أن يدفع الناس لأن يعملوا ويقدموا ما يطيقون من جهد وعمل، وأن يتقي كل منهم ربه فيما يستطيع.
محمد بن عبدالله الدويش
شكر الله لك بادرتك الطيبة في هذه المشاركة الرائعة
وبودي أن يشارك كل من يدخل هذا الموضوع ببيان شتى طرق وأساليب الدعوة والتوصل إلى إكتمال الموضوع ..................
والله يجزاك الفردوس الأعلى ............****&&&&***
ربنا ردنا إليك ردا" جميلا"........................................*
&&&..............والله من وراء القصد ...............&&&[/align]