قال الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن : " وقد عرفت من حال أهل وقتك من طلبة العلم، وأنهم ما بين مجاهر بإنكار الحق قد لبس عليه أمر دينه ، أو مداهن مع هؤلاء ومع هؤلاء ، غاية قصده السلوك مع الناس وإرضاؤهم ، أو ساكت معرض عن نصرة الحق ونصرة الباطل ، يرى الكفاف أسلم ، وأن هذا الرأي أحكم! هذا حال فقهاء زمانك ، فقل لي : من يقوم بنصر الحق وبيانه ، وكشف الشبهة عنه ونصرته، إذا رأيت السكوت والصفح ؟ ". اهـ .
وفتوى سماحة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ في الرد على المخالف :
سؤال : ما تقولون في قول القائل : إن الردود على أهل البدع والزيغ لم تكن ديدن السلف، وإن كتب الردود لا ينبغي أن تنشر إلا بين طلبة العلم، ولا تنشر بين غيرهم ؟
الجواب : الردود على أهل البدع من الجهاد في سبيل الله،ومن حماية الشريعة من أن يلصق بها ما ليس منها، فتأليف الكتب وطبعها ونشرها هنا حق ودعوة للحق وجهاد في سبيل الله، فمن زعم أن طبع الكتب ونشرها في الرد على المبتدعين أمر مبتدع فإنه على خطأ؛ لأن الله جل وعلا قال: ( يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين وأغلظ عليهم ). والجهاد يكون باليد، ويكون باللسان، ويكون بالمال ،ومن الجهاد باللسان الذب عن هذه الشريعة وحمايتها من كل ما لفق بها من شبه وأباطيل،ومن ذلك التحذير من البدع والدعوة إلى الحق، ولذا صنف الإمام أحمد وغيره كتباً حذروا فيها من المبتدعين، فالإمام أحمد ألف رسالة " الرد على الزنادقة" وبين شبههم ولأجاب عن كل شبهه، والبخاري – رحمه الله - ألف كتابه" خلق أفعال العباد"، وغيرهم من أئمة الإسلام ألفوا في الرد على المبتدعة ودمغ باطلهم وإقامة الحجج عليهم ،وكذلك ألف شيخ الإسلام في الرد على الرافضة كتابه المعروف"منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة والقدرية" وبين ما هم عليه من باطل وضلال . اهـــ .
فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر شعيرة من شعائر هذا الدين الحنيف ، ولا تقوم الأمة بدون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ولهذا قال - تعالى - :** كنتم خير أمة أخرجت لناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر ** ( 315 ) ، وقال - تعالى - :** والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينتهون عن المنكر ** ( 316 ) ، فجهل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من سمات المؤمنين ، وقال - تعالى - :** لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون ** ( 317 ) ، وعن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال :" سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول ) من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان ) " ( 318 ) ، وقد يصل الإنكار في بعض الحالات إلى هجر أهل الأهواء والبدع ، وذلك إذا كان الهجر أنفع وأصلح ، ولهذا قال الفضيل ( 319 ) :" صاحب البدعة لا تأمنه على دينك ، ولا تشاوره في أمرك ، ولا تجلس إليه ، فمن جلس إلى صاحب بدعة ورثه الله العمي " ( 320 ) .
أشكر للأخ ـ بل الإخوة ـ نصحهم لنا بماآتاهم الله من فهمٍ لأمور دينهم وأقول :
أيها " الرائق " كونك لاترى ماعليه " جند الله " من تخبط فهذا دليل على أن على بصرك غشاوة أسأل الله أن يزيلها عنك آجلاً غير آجل .
رجل يقول : " أن قرين رسول الله صلى الله عليه وسلم يزوره " !
وأنه " آسر إبليس والدجال " !
و" وأن أكبر رأس فى المسلمين من الجن ـ وهو نفسه خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ معه ويناصره " !
و " أن كتب السنة سيستخرجها هو من أيدى السحرة " !
والرجل يعتقد ثم يبحث عن دليل لاعتقاده عفا الله عنه .
ويفسر ويؤصل دون سلف ولاإمام .
سيترتب على ذلك أمور أفند بعضها نصحاً لكو للأمة :
1 ) لو أتت الشياطين بكتب للسنة وأحاديث موضوعة مكذوبة وقالوا له ـ أى جند الله ـ أنهم استخلصوها من أيدى السحرة لعمل بها " جند الله " وكل أحمق مغفل لايرى خطورة ماهو عليه من تخبط وضلال ومن هنا الفتنة بقرنيها .
2 ) لو أن " جند الله " ذكر حديث مثلاً ( إنما الأعمال بالنيات ... ) وقال له قرين رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الأعلم به من غيره " هذا حديث لم يقله رسول الله عليه الصلاة والسلام . بل هو موضوع " لم يعمل به " جند الله " ولامن هم يناصرونه ومنبهرون به إلى آخره من الأحاديث .
3 ) أترك لك باقى الطوام التى تترتب على مايدعيه هذا المفتون المخرف .
فشخص يقول بهذا القول ويترتب على كلامه مثل ذلك ماهو تصنيفه عندكم ياأهل الرفق واللين؟!!!
أما أسلوب الاستدراج الذى تتكلم به والذى على أساسه ( نحن كالأطفال ) فأنا لم استدرج هذا المدعو كما تدعى بل كل مانقلته عنه يصدع به ويقول به ويعتقده ولايخفيه عن أحد ، ثم أن المناظرات بين السلف والمخالفين لهم تنقل من مجالس علمية ليطلع عليها الناس كى يحيى من حييى عن بينة ويهلك من هلك عن بينة .
أما آثار الرفق واللين التى نقلتها ـ بجهل لمفهوهما ـ فهى ليست على إطلاقها وليس هذا موضع الاستدلال بها ، فالقدوة والأسوة رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يستعمل الرفق واللين مع كل من خالف ، وهذا واضح جلى لكل من شم رائحة العلم :
فقد قال لمعاذ ـ وماأدراك مامعاذ ـ " أفتان أنت يامعاذ " ؟!!
وقال لأبى ذر " إنك أمرؤ فيك جاهلية "
وقال لذاك الخطيب " بئس خطيب القوم أنت " .
ورمى بخاتم ذلك الرجل الذى كان من ذهب على الأرض .
وهتك ستر عائشة لأن به تصاوير .
وهجر عمار بن ياسر لأن تخلق بالزعفران .
وهل ضرب عمر بن الخطاب صبيغاً ابن عسل وأمر بهجره سنة كان جهلاً من عمر بأصول العلم والاستدراج ؟
فهل رسول الله عليه الصلاة والسلام لم يكن مؤدباً مع المخالف وليس عنده رفق ولالين !!؟
فكما أن الإنصاف أدب في الاختلاف المقبول فهو أدب في الاختلاف المذموم ، إذا الناس متفاوتون في الخطأ ، فمنهم من خطأه كبير ، ومنهم من دون ذلك ، ومنهم من يكون خطأه عن حسن نية ، ومنهم من يكون خطأه عن خبث طوية ، ولهذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية :" وكلام أكثر الناس في هذا الباب ونحوه على درجات متفاوتة ، فيحمد كلام الرجل بالنسبة إلى من دونه ، وإن كان مذموما بالنسبة إلى من فوقه ، إذ الإيمان يتفاضل ، وكل له من الإيمان بقدر ما حصل له منه " ( 314 )
أما قولك " ومن المعروف أن الكلام قد يحمل على أكثر من محمل وقد يكون الاخ جند الله يقصد شيء وابوهمام يستنبط الاخر وكان من الواجب ان نرد على جند الله بما فيه من الادب كأهل علم مع بعضهم البعض بدلا من ... "
فأقول : يحمل إذا كان كلاماً مجملاً وله عند القائل تفصيل فى مكان آخر ، أما إذا كان نصاً فلايحمل ويؤاخذ به صاحبه كما هو حال هذا الكلام ، فهو واضح وضوح الشمس ولايحتاج تأويل .
وصدق ابن حجر حين قال " من تكلم فى غير فنه أتى بالعجائب " !!!!!
اللهم لاتزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب .
أرجو من الأخ ( اسماعيل مرسى ) أن يزيل هذه " السمكة " التى تحت اسمه وليعلم أن الصور محرمة عفا الله عنا وعنه وأن أشد الناس عذاباً يوم القيامة المصورين .