عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 16-01-2008, 04:21 AM   #12
معلومات العضو
فاديا
القلم الماسي
 
الصورة الرمزية فاديا
 

 

افتراضي

[align=center]
جزاك الله خيرا وبارك فيك د. عبد اللطيف على المعلومات المفيدة.

وقد اثار هذا الجزء من موضوع حضرتكم القيّم ، الكثير من الخواطر النفسية لدي ، حول واقعنا.....


ومن عادات العرب التي كانت ولا زالت عندما كانو يريدون شيء ما من قبيلة يزورونها في ديارهم ويضيفونهم القهوة فلا يشربونها فيقولون لهم اشربوها وطلبكم يلبى لان عدم شرب القهوة كان يمثل عندهم عار كبير وغير لائق بهم وكذلك ايضا كانوا ولا زالت هذه العادة دارجة إلى يومنا هذا عندما يقوم شخص ما بطلب عروس فيذهبون إلى أهل البنت فيضيفونهم القهوة فلا يشربوها وهناك ينضر المضيف مشدهوا قائلا عسى ما شر؟ فيقولن طلبنا فيقول لهم اشربو قهوتكم وطالبكم مقبول


أعتبر هذه الطريقة من الطرق الاخلاقية الفذة في التعامل مع الآخرين.

اولا هي طريقة عملية رائعة توفر الوقت والجهد في ابتكار المقدمات ، والبحث عن المستحسنات اللغوية لتمهيد الانخراط في طلب ما ، وبعيدة كل البعد عن الوقوع في التملق والرياء ( لتحقيق غرض ما ).

كما انها تضمن الموافقة المبدأية على هذا الطلب !!!

كما انها صادقة وعفوية الى حد بعيد ، ويعود الفضل الى عفوية العرب اصلا التي فرضتها عليهم ظروف حياتهم التي تعتمد على الظروف الطبيعية التلقائية.


انا اعتبرها طريقة عبقرية ابتكرها العرب ، فهي تعتمد على النواحي النفسية وروابط الاخوة والمحبة اصلا ، بالاضافة الى ذلك فهي تلخص مبدأ نظيف وصادق وواضح لمصطلح ( المصالح ) أو ( المنافع ).

فقد أضحى البساط يسحب من تحت اقدامنا هذه الايام دون ان نشعر ،
يتملقك احدهم بكافة اساليب المكر والخبث والدهاء، وتجد نفسك في نهاية القصة مجبرا على تقديم خدمات وتحقيق منافع واجابة طلبات احدهم في جو من الضبابية والغموض دون ان يشعرك بطلب مباشر، ودون حتى ان يشعرك بأي نوع من الشكر والامتنان ، وكأن ما تقوم به قد اندرج ضمن واجباتك ، وضمن ( حقوقه المشروعة !! ).

نفتقد الى تلك القهوة ( الخلاّقة ) في تعاملاتنا ، رغم الاستهلاك الفظيع لأطنان القهوة عند العرب اليوم !

أصبحت دعوة ( تفضل لنشرب فنجانا من القهوة ) تحمل ما وراءها في نفس المدعو من خواطر ( بعيدة في معظم الاحوال عن الراحة والطمأنينة )!

لست متشائمة ابدا اذا قلت ( أفضل شرب فنجان القهوة لوحدي )
فأنا أرفض تشويه مفهوم - قهوتنا الأصيلة - الواضحة والجليّة.
وارفض ان يصل طعم الرياء والكذب والغش - الذي طال كل شيء - حتى القهوة العربية !.

فهل يفلح ( اليود ) في اكتشاف هذا النوع من الغش والخداع الاخلاقي في قهوتنا العزيزة ؟
[/align]

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة