اخوتي / اخواتي جميعا...
ما شاء الله بارك الله فيكم على هذه المداخلات الرائعة الثرية والتي تنبثق من عقول راشدة
..لكن ارى ان هذه النقطة التي اشار اليها ليست الهدف او قصد اختنا فاديا من الموضوع و هو تسليط الضوء على امر هام وخطير ويحدث فعلا هو ان حل المشاكل الداخلية و التي تعتبر كوارث مثل الجوع و الفقر و الذي يؤدي الى كل مصيبة في المجتمع من انتشار الفواحش كالزنا و السرقة و القتل وبالتالي يجب تسليط الضوء عليه ومحاربته وهذا سيكون افضل بكثير من ان نناشد الناس بالمقاطعه او امور تعتبر ثانوية - اذ ما قورنت بالاولى - وهم لا يجدون ما يسكتون به كلب الجوع ..
وهذا ما رميت اليه احسن الله اليك أخي الفاضل support
نعم كانت حملات المقاطعة هذه قد اثارت خواطر ونقاط اساسية أخرى في ذهني كما تقدم
ولا زلت انتقد وبشدة محاولة معالجة جروحنا من الخارج، ومحاولة تنظيف الآثار الواضحة ، دون الوصول الى اساس التعفن .
اما عن الحديث عن المقاطعة بشكل خاص فأنا لم اتطرق اليه لأنه لم يكن قصدي من الموضوع كما اشار اخونا الرافعي حفظه الله
أنا احيي النشاطات الاجنبية في الدول العربية الفقيرة في ظل غياب البديل
وكمثال بسيط :
هل تعرفون كم توفر سلاسل المطاعم الامريكية وغيرها العملاقة من فرص للعمل لأبناءنا وبناتنا في البلدان العربية الفقيرة والتي تنتشر فيها البطالة وعدم توفر فرص الحصول على التعليم العالي ؟؟؟؟؟؟؟
هل تعرف كم شابا وشابة ( في دولنا العربية الفتية التي تتميز بارتفاع عدد الشباب فيها ) استطاعوا ان يكملوا تعليمهم الجامعي اعتمادا على هذا الدخل وهذا العمل الذي يوفر لهم ايضا الوقت الكافي للالتحاق بالجامعة لأنه يعتمد على حساب الساعات .
وكم شابا وشابة أخرى استطاعوا الانفاق على عائلاتهم من هذا الدخل؟؟؟
ثم من ناحية أخرى ،
أليس من الافضل ان يصرف هؤلاء الشباب طاقاتهم في العمل والانتاج ويتعلموا تحمل المسؤولية وحل مشاكلهم بأنفسهم ؟
هذا فقط مثال واحد.
وبشكل عام
لا يهمني ان تزيد ايرادات الدول الاجنبية او تنتشر نشاطاتها هنا وهناك ما دام في هذا فائدة واقعية ملموسة لأبناء شعبي من العرب في كل مكان، مهما كانت المساوئ فكفة المنافع ترجح كما يشير الواقع الملموس.
ولا يهمني الدراسات التي يقومون بها ومؤشراتها ، ما دام مؤشرنا الواقعي يدل على ارتفاع نسبة الفقر أكثر، وما دمت أرى هذه المناظر أكثر واكثر، وما دام الناس لا زالوا يموتون جوعا ومرضا.
ولن نحاربهم بمنع انتشار نشاطاتهم -على ضوء وضعنا الراهن - فالواقع العملي يقول اننا سنتأثر أكثر، ولن يتوقف مقص الفقر عن العمل تحت ضوء اية نتائج عامة لهذه المقاطعة ،في ظل ابتعادنا عن الجوهر الاساسي.
لأننا وبكل بساطة لم نتعلم الغوص في مشاكلنا لنصل الى اساس التسوس فيها
لنعرف اننا بابتعادنا عن عقيدتنا...........لن نتمكن من محاربة حتى لو بعوضة
لا نحتاج الى دراسات اقتصادية لمقاومة عدونا - الآن - فلن يفلح الاقتصاد بالتأثير ما دام خارجا عن اطار العقيدة الاسلامية
نحتاج الى الالتزام بعقيدتنا
ونحتاج الخبز
ونحتاج السلاح
قبل رسم الخطط الاقتصادية
نحتاج لاسكات شبح الجوع.... حتى تشتغل العقول وتفكر بوضع الخطط وتنفيذها
هل تعرفون معنى الفقر ؟؟؟؟؟؟؟
وللطبقة المرفهة الذين يعتقد بعضهم ان معنى الفقر هو : عائلة مستورة بحاجة الى ميكرويف او ستالايت!!!
او عائلة أخرى بحاجة الى دليل جغرافي للتعرف على أفضل مناطق التنزه والتسوق.
أقول لهم ان ما أعرفه عن الفقر معنى آخر اشياء أخرى:
هل رأيتم المجاعات هنا وهناك........
حسنا دعونا من المجاعات ، فالبعض يخاف ان يتخيل صور من يعانون من الجفاف وكيف اصبحت اشكالهم!!
في ابسط الامور ؟
هل رأيتم اطفالا في المناطق الفقيرة يبحثون في حاويات القمامة عن قشرة موز او غلاف قطعة شيكولا ليتعرفوا الى مذاقها ؟؟؟؟؟
هل رأيتم مثل هذه الاشياء؟
هل تعرفون ان ثلث العرب او ما يقارب ذلك يقيمون في بيوت الطين والقماش في المناطق الجبلية ولا يعرف احد كيف يحصلون على الدفء في ايام الشتاء؟
ويعتمد القادر منهم على بوابير الكاز... التي قد لا يعرفها معظمكم، والتي وان هبّت وشبّت، احرقت الاخضر واليابس من ناس ومتاع ! وفي ألطف الظروف تسرع بمن حولها الى الاختناق وعطب الرئات بشكل مبكر؟؟
هل تعرفون معنى النظرة في عيون ام فقيرة ترقب طفلها المريض وهو يموت فقرا ولا تستطيع ان تفعل له شيئا؟
أية مشاعر انسانية ممكن ان يثير هذا؟؟
أطمئنكم اذن ان هذا منتشر وبشكل كبير في بلادنا العربية
وسينتشر اكثر واكثر في ظل سياسات التطبيع وارتفاع الاسعار
بابتعادنا عن عقيدتنا.... الغينا مشاريع تثرينا اكثر وتمنع الفقر من التهام أطفال مرضى لا يستطيعون ايجاد ثمن العلاج
اين مشروع الزكاة والذي هو حق معلوم؟ تلك الفريضة المظلومة بابتعاد اكثر المسلمين عنها
اين مشروع الصدقة؟
اين مشروع الجار؟
اين مشروع اليتامى؟
اين مشروع اولي القربى؟
اين هو التكافل الاجتماعي من بين مشروعاتنا العربية للتنمية الاجتماعية؟؟
أليست هذه مشاريع اسلامية ضخمة ، يمكن تطبيقها على المستوى الضيق والمستوى الواسع الذي يشمل المسلمين في كل مكان؟
وجدير بالذكر ، انني لا اخص دولة دون اخرى ولا ناس دون ناس
فلم انظر الى المسلمين الا كقطعة واحدة في كل مكان
اتحدث الى افكارنا وعقولنا كمسلمين
فأحيانا ...في نفس البقعة بل وبنفس العائلة تتواجد الطبقات دون ان يعلم احدها عن الآخر شيئا
على أي حال ... ولا زلت اكرر ....الى اين ستوصلنا منظومتنا الفكرية؟
دمتم بخير