الأخوة الكرام الذين تكرموا بالتعقيب لكم الشكر جميعاً ...
وأحب أخواني أن ألفت انبتاهكم...أن الأخت ناتالي ...فيها خير وحب للإسلام ...ولكنها تحتاج لحوار مطول وهادئ ليس هذا مكانه ...والمشكلة أن هناك العديد من المسلمين...لا سيما الذين يعيشون ظروفاً معينة كالاقليات المسلمة ...قد تتأثر بمثل هذه الرؤية لعدة اسباب منها :-
1- ضغط الواقع بحيث لا يستطيع أحدهم مقاومة التيار .
2- كثرة المعاشرة لغير المسلمين والمعاشرة اللصيقة قد تذيب الحواجز بشكل كبير ...فقد سمعت أمرأة في قناة فضائية تعترض على عالم لأنه يفتي بأن زواج المسلمة بغير المسلمة باطل وتقول كيف ولماذا فأنا متزوجة من نصراني ولي منه أولاد وأنا في غاية السعادة مع زوجي !!!!
3- ضعف العلم الشرعي والتاصيل العقدي والتاثر بأساليب الفلاسفة والمناهج العلمانية فكيف تستطيع الحوار مع شخص يعتبر كل شيء قابل للمناقشة ولا يوجد شيء اسمه ثوابت ومسلمات لا نصوص ولا إجماع .
4- الهزيمة النفسية وشعور بعض المسلمين أنهم متهمون حتى تثبت براءتهم (بسبب أخطاء تحدث هنا وهناك من بعض المسلمين... وبسبب تأثير الإعلام ) لذا تجدهم يحاولون الدفاع عن أنفسهم ونفي التعصب والتشدد والإرهاب عنهم .
5- وجود بعض العلماء هداهم الله الذين تساهلوا في بعض أمور العقيدة والولاء والبراء إلى درجة كبيرة وبسبب ضغط الواقع والتأثر بالمدرسة العقلانية ....
وفي المقابل عدم توضيح وسطية الإسلام من العلماء الثقات بالشكل الكافي فلو أوصلنا ( لمن فهموا الأمور خطأ ) كيفية التعامل مع غير المسلمين بشكل واضح ورددنا على الشبهات التي في اذهانهم لما أخذوا موقفا سلبياً وحاداً لهذه الدرجة .
فنحن نلاحظ أن بعض الأخوة الذين التبست عليهم الأمور يظنون حينما ننادي بالتعامل مع غير المسلمين وفق الرؤية الشرعية الصحيحة ...أننا نقصد أن نقتل كل كافر على وجه الأرض !!!
ولا نغيث أو نساعد أي كافر ولو كان مسالماً بل نتركه للموت ولو كان الدواء في أيدينا !!! وهذا بلا شك فهم خاطئ .
نحن لسنا مع قتل كل كافر ...ولا مع تذويب عقيدتنا والتنازل عن ديننا في التعامل معهم .
6- التساهل في الهجرة لدول الغرب (رغم أن المسلم عليه أن يهاجر من دول الكفر إلى دول الإسلام)...وبالتالي ينشأ جيل متأثر بالحياة الغربية ومناهجها وثقافتها ...بل إن أحدهم لا يكاد يحسن العربية وهو مسلم من أبوين مسلمين.
ولقد حدثني أحد الأخوة المهاجرين عن سبب عودته لبلده حيث الفقر والمشاكل الإدارية ( بعد أن فتح الله عليه الرزق في إحدى البلاد الغربية )
فقال: خوفاً على بناتي اللاتي في سن المراهقة ...فهناك الفتاة لو ارادت أن تصاحب فتى واعترض والدها...فإن الدولة ترغمه على عدم التدخل في حريتها الشخصية بل قد تسقط ولايته عليها ...بمعني يقولون له هي ليست ابنتك بل بنت الدولة التي تحمل جنسيتها .
لذلك أجد بعض العذر للأخت نتالي ومن فكر بأسلوبها ...وأتمنى أن نتعاون جميعاً أخوة وأخوات لتوضيح الدين على حقيقته الناصعة وتقديمه بأسلوب سهل وواضح لأخواننا المتأثرين ببعض الافكار الخاطئة ...كل من في مجاله ومحيطه ...فالأفضل أن نأخذ بايديهم ونعينهم على معرفة الصواب بالرفق واللين ...ما استطعنا .
والله الموفق وهو الهادي إلى سواء السبيل ،،،