بسم الله الرحمن الرحين
قصتي بدأت في المرحلة الثانوية بالصف الأول الثانوي عندما جائني صديق لي يحثني إلى دخول نشاط اجتماعي بالمدرسة
وهو نشاط التوعية الإسلامية ، وعندما التحقت بهم فحت كثيرا حيث وجدت نفسي بين الشباب الصالحين وبتوفيق الله سلكت بداية طريق الاستقامة .
وكنت أذهب مع الصالحين وأجلس معهم في جلساتهم وحلقاتهم وأذهب معهم إلى الرحلات الخلوية ، وكانت في البداية
تكثر المواعظ والترهيب يهدفون إلى ترك الذنوب والمعاصي ، حتى إني صرت أخشى أن أرتكب مباحا ، وقد أهدوني شريط
اسمه 17 قصة مبكية فجلست أسمعه تكرارا ومرار حتى أني حفظته وحفظت القصص التي فيه .
وفي ليلة من الليالي وأنا بين أهلي جلسنا للعشاء ثم قمت لأدخل غرفة نومي قارئا الأذكار فإذا بي أتذكر قصص الموتى وكيف حالتهم ومعاناتهم .
فدب الرعب في قلبي وشعرت بأني في سكرات الموت وزادت ضربات قلبي وبردت أطرافي وشعرت بدنو الموت مني
امتلكني الرعب اشد امتلاك وأسرني الخوف بدون مقدمات ، فقمت وكلي خوف ووجل صرخت الى ابي وقلت له ابي انني سوف أموت أشعر بالموت وأنا خائف ولا أريد الموت الآن ونمت في أحضانه وأنا أرتعب .
وبعدها صار هاجز الخوف والرعب يتملكني شيئا فشيئا فصرت أذهب إلى المدرسة كئيبا حزينا ، بدأت انطوي على نفسي
بدأت أشعر بحالات جسدية غريبة تشعرني بأن سوف أموت ، بدأت أشعر بضيق بالتنفس ولا أقول لحظات وإنما شهور على هذه الحالة لا أقدر أتنفس طبيعيا أنام وأصحو وأنا على هذا الحال ، مالذي أصابني بدأت خفقان قلبي يزداد وضربات قلبي لا تنتظم ، ذهبت إلى المستشفيات وأعرض له كل ما أشكو منه .
يقال لي كل فحوصاتك سليمة وليس بك شيئا ، حتى أنني من كثر ما أذهب إلى المستشفى صاروا يضحكون مني يظنون مني أني أتوهم وليس بي شي ، كيف أتوهم وأنا أشعر بالأعراض العنيفة التي تتعبني .
زاددت على المخاوف النفسية من جهة كالخوف والهلع والقلق والتوتر من الموت والقبر ، وزادت علي الأعراض الجسدية
وأنا أبكي كل يوم مالذي أصابني ؟؟
أهو عين أم حسد ؟ أم هو ابتلاء وتمحيص حتى يراني الله أأثبت على هذا الطريق أم لا ؟
ذهبت إلى الراقين لكي يرقوني ؟ كان لكل واحد قوله ... بك عين وحسد ... بك سحر ومس ... قرينك مسيطر عليك .
وكنت كلما اجلس مع اخواني الصالحيسن لم اجد السعادة بل الخوف يتملكني ؟ حتى أني صرت أجلد نفسي بالأسواط
وأجاهدها على مجالسة الصالحين ... لكن من دون السعادة ... صرت أخاف مجالس الذكر وأشعر أنني كلما ذهبت لمجلس ذكر أني سوف أموت في هذا المجلس ، فأتعب وتزيد حالتي الصحية توكعا .
صرت أخاف وأتعب أذهب الى الرحلات مع الشباب لنفس الأسباب ، أشعر بالعذاب الشديد عندما أذهب إلى الحرم
أشعر أني احمل فوق ظهري أثقالا من الجبال أشعر أنني أتصبب عرقا كلما اقتربت من الكعبة ، يجف ريقي عندما ينادي المنادي الصلاة على الميت أثابكم الله
يكاد يغمى على إذا رأيت الجنازة .
كنت يوما معتكف في رمضان وفي رابع يوم من الاعتكاف بعد السحور رأيت جنازة يحملها الرجال لدخول الحرم
تعبت تعبان شديدا وشعرت بوجع في قلبي حتى أننسي كدت أن أسقط .
فرجعت إلى البيت .
فشلت في الدراسة بعد ما كنت من المتفوقين ؟؟؟
حتى أنني لم أتخرج من الثانوية إلا بعد ستة سنين علما اني كنت من الأوائل .
تخبطت في قراراتي وحياتي مما أصابني ؟
وفي أثناء 11 سبتمبر بعد الهجوم على أبراج التجارة العالمية بأمريكا طرت فرحا بما قام به المجاهدين ، وبعد الرد من أمريكا على إخواننا في أفغانستان قررت الذهاب إلى أفغانستان لنصر’ إخواني المسلمين ولأنال شرف الشهادة كي أرتاح من هذا العذاب الذي أعيش فيه .
ولكن لم يقدر الله لي الدخول وعدت إلى دياري رغم آلامي ومتاعبي
لم أعد أتحمل هذا الخوف والمرض والضعف
بدأت أبتعد عن الصالحين وعن مجالسهم لأني لم احس بالسعادة معهم
بدأت ألتف حول نفسي وحيدا فريدا
حتى أنني انتكست
ولم أكن ما كنت إليه
كتبت لكم قصتي أطلب منكم الرأي والمشورة ماذا أصابني
وأطلب منكم الدعاء لي بظهر الغيب
وأن يردني إليه ردا جميلا