عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 25-10-2007, 10:54 AM   #1
معلومات العضو
منذر ادريس
اشراقة ادارة متجددة

Question العنوان: هل الجني يتشكل للمرأة في صورة رجل وهل يُمكن أن يُقال: بإمكانية رؤية الجن ؟؟؟

الشيخ عبد الرحمن السحيم
السؤال
هل الجني يتشكل للمرأة في صورة رجل ويعاملها معاملة الأزواج شيء له دليل في الشرع ؟

وهل يُمكن أن يُقال معه : بإمكانية رؤية الشياطين ؟



الجواب


كون الشيطان يتمثّل في صور مختلفة فهذا تدلّ عليه عِدّة أدلة ، منها :



قول النبي صلى الله عليه وسلم لعمر رضي الله عنه : والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان قط سالكا فجّـاً إلا سلك فجّـاً غير فَجِّـك . رواه البخاري ومسلم .



وقصة الغلام الأنصاري الذي قتل الحية ، فكانَتْ مِن الْجِنّ ، فَقَتَلُوه .

وقصته رواها الإمام مسلم في صحيحه عن أبي سعيد الخدري أنه قال : كان فتى منـّا حديثُ عهد بعُرس قال : فخرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الخندق ، فكان ذلك الفتى يستأذنُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم بأنصاف النهار فيرجعُ إلى أهله ، فاستأذنه يوماً ، فقال له رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : خذ عليك سلاحك ، فإني أخشى عليك قريظة . فأخذ الرجلُ سلاحَه ، ثم رجع ، فإذا امرأتُهُ بين البابين قائمةً ، فأهوى إليها الرُّمحَ ليطعنها به ، وأصابته غَيْرَةٌ ، فقالت له : اكفف عليك رُمْحَكَ ، وادخل البيتَ حتى تنظـرَ ما الذي أخْرَجَنِي ، فَدَخَل فإذا بِحَيّةٍ عظيمةٍ منطويةٍ على الفراش فأهوى إليها بالرمح فانتظمَها به ، ثم خرج فركـزَه فـي الدار ، فاضطربَتْ عليه ، فما يُدرى أيهما كان أسرعَ موتاً . الحيّةَ أم الفتى ؟ . الحديث .



وقد تمثّل الشيطان للمشركين في صورة رجال مرتين :

مرة في المؤامرة التي حِيكَتْ لِقَتْل النبي صلى الله عليه وسلم .

قال ابن عباس رضي الله عنهما :

إن نفرا من قريش ومن أشراف كل قبيلة اجتمعوا ليدخلوا دار الندوة واعترضهم إبليس في صورة شيخ جليل ، فلما رأوه قالوا : من أنت ؟ قال : شيخ من أهل نَجد ، سمعت بما اجتمعتم له فأردت أن أحْضُرَكم ، ولن يعدمكم مني رأي ونُصح ، قالوا : أجل فادخل ، فدخل معهم ، وذَكَرَ القصة .



ومرة يوم بدر .

قال ابن عباس جاء إبليس في جند من الشياطين ومعه راية في صور رجال من بني مدلج والشيطان ، وهو في صورة سراقة بن مالك بن جعشم ، فقال الشيطان : لا غالب لكم اليوم من الناس ، وإني جار لكم ، وأقبل جبريل عليه الصلاة والسلام على إبليس فلما رآه وكانت يده في يد رجل من المشركين انتزع إبليس يده وولى مُدبرا وشيعته فقال الرجل : يا سراقة أتزعم أنك لنا جار ؟! فقال : إني أرى ما لا ترون ! إني أخاف الله ، والله شديد العقاب .



والنبي صلى الله عليه وسلم رأى الشيطان وأخذه وخَنَقَه ، بل هَمَّ أن يَربطه بسارية من سواري المسجد .

وقد صلى النبي صلى الله عليه وسلم صلاة ثم قال : إن الشيطان عرض لي فشدّ عليّ ليقطع الصلاة علي ، فأمكنني الله منه ، فَذَعَتـّهُ ، ولقد هممت أن أوثقه إلى سارية حتى تصبحوا فتنظروا إليه ، فذكرت قول سليمان عليه السلام : رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي ، فرده الله خاسيا .

[ ذعته : خنقته ]

وفي رواية : إن عفريتاً من الجن .



فقوله : " حتى تصبحوا فتنظروا إليه " يُفهم منه إمكانية رؤية الشياطين .



وكون الإنس لا يَرون الجن ، وتعليله لكون ذلك لبشاعة المنظر ، أقول : هذا التماس واستنباط ، وقد يصحّ ، وقد لا يَصحّ التعليل به .



فائدة :

قال القرطبي في تفسير قوله تعالى : (إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ) : قال بعض العلماء : في هذا دليل على أن الجن لا يُرون ، لقوله : (مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ) قيل : جائز أن يُرَوا لأن الله تعالى إذا أراد أن يريهم كشف أجسامهم حتى تُرى . قال النحاس : (مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ) يَدلّ على أن الجن لا يُرون إلا في وقت نَبي ليكون ذلك دلالة على نُبوته ، لأن الله جل وعزّ خلقهم خَلْقًا لا يُرون فيه ، وإنما يُرون إذا نُقِلوا عن صورهم ، وذلك من المعجزات التي لا تكون إلاَّ في وقت الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم . اهـ .





والله تعالى أعلم .

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة