عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 01-10-2007, 12:25 AM   #9
معلومات العضو
أبو البراء

لموقع ومنتدى الرقية الشرعية - مؤلف ( الموسوعة الشرعية في علم الرقى )
 
الصورة الرمزية أبو البراء
 

 

افتراضي


،،،،،،

بارك الله فيكم أخيتي الفاضلة ( شيخة ) ، ولا أخفيكم الأمر فعندما تمعنت في المقولة وجدت أنه خانني التعبير ، ومن هنا أرى أنني ملزم باعتذار حول ( سوء التعبير ) الذي صدر مني بحق أم المؤمنين - رضي الله عنها - وفداه أبي وأمي رسول الله ، وزوجه الطاهرة المطهرة التي برأها الله من فوق سبع سماوات ، وليس ما ذكر إساءة أو طعن في مقام عائشة أم المؤمنين - رضي الله عنها - .

وهذا يؤكد على تقبل النقد الهادف البناء ، ولذلك تراني أقول في خاتمة الكتاب :

فإني أحمد الله تعالى الذي من علي بإتمام هذا البحث ، وهذه باكورة عمل ومحاولة جهد مقل ، حقيقة لا تواضعا ، وحسبه التنبيه على القواعد والأسس المتعلقة بالرقية وأهمية العلاج القرآني ، وإني إذ أضعه بين أيديكم فإني أرجو أن يحظى بالقبول من الحق جل وعلا ، وما قصدت من خلال ثنايا هذا البحث تجريحا أو طعنا لأحد بذاته وإنما ما اقتضته المصلحة الشرعية ، وما أنتهجه السلف الصالح رضوان الله تعالى عليهم أجمعين ، كما أرجو العذر عن التقصير ، فما أصبت فمن الله سبحانه وتعالى وحده وما أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان ، والله ورسوله بريئان ، وأملي أن لا تتوانوا عن تقديم النصح والإرشاد فيما رأيتموه من تقصير أو زلات أو هفوات ، وعلى الناصح الأمين أن يتقي الله تعالى في نصحه ، وأن يعي الكلام على ما هو عليه وبمراد صاحبه قدر الطاقة ، وأن يلتزم بأدب الإسلام في الخلاف ، وأن يحتكم إلى الأصول والقواعد المقررة ، لا إلى الأقوال المجردة عند الخلاف وليلتمس الأعذار ، لأننا بشر نخطئ ونصيب ، وقد قال الإمام مالك - رحمه الله - :

( كل إنسان يؤخذ من كلامه ويترك إلا صاحب هذه السارية )


ولا بد أن يتحلى القارئ بأدب المناظرة والمجادلة ، وقد قال امام الحرمين :

( أول شيء فيه مما على الناظر : أن يقصد التقرب إلى الله سبحانه ، وطلب مرضاته في امتثال أمره - سبحانه - فيما أمر به من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والدعاء إلى الحق عن الباطل ، وعما يخبر فيه ، ويبالغ قدر طاقته في البيان والكشف عن تحقيق الحق ، وتمحيق الباطل ، ويتقي الله أن يقصد بنظره المباهاة ، وطلب الجاه ، والتكسب ، والمماراة ، والمحك ، والرياء ، ويحذر أليم عقاب الله - سبحانه - ، ولا يكن قصده الظفر بالخصم والسرور بالغلبة والقهر ) ( الكافية في الجدل - ص 529 ) 0

وأملي أن يقرأ الكتاب بتفحص وتأمل وتمعن وتدبر ، ورد كل ما خالف الكتاب والسنة والأثر ، والناس حال القراءة أصناف ثلاثة 0

قال الأخ يوسف بن محمد العتيق صاحب كتاب اتحاف الاخوة والأحباب :

( والناس في حال القراءة أصناف ثلاثة :

1 )- فمنهم من يقرأ أي كتاب على أنه قرآن أو أحد الصحيحين فلا تثبت ولا مراجعة لما يمر به بل كل ما يمر به صواب وهذا مجانب للصواب 0

2 )- ومنهم من يقرأ أي كتاب لكشف أخطاء المؤلف وكشف عواره - على حد زعمه - فهو يقرأ للنقد فقط وهذا كسابقه مجانب للصواب 0

3 )- والقراءة الناجحة فيما أعلم لا بد من أمرين فيها :

1 - طلب الفائدة 0
2 - النقد لما تقرأ مما يقبل النقد ) ( اتحاف الاخوة والأحباب - ص 18 - 19 ) 0


وهذا الذي أتوسمه في اخوتي من العلماء وطلبة العلم والناصحين المحبين ، فالغاية من الدراسة والبحث هو تأصيل الرقية الشرعية وفق القواعد والأسس الموافقة للكتاب والسنة والأثر ، وما دون ذلك فهو مردود قولا وعملا ، وأقول ما قاله أحد أعلام الأمة الأجلاء :

( ما وافق الكتاب والسنة فخذوه وما خالفهما فاضربوا به عرض الحائط )


مع حرصي الشديد في البحث والدراسة على تتبع منهج السلف الصالح وعلماء الأمة وأئمتها ، وأقول ما قاله احد الشعراء :

بالله يا قارئ كتابي وسامعــــــه
أسبل عليه رداء الحكم والكـــــرم
واستر بلطفك ما تلقاه من خطـأ
أو أصلحنه تثب إن كنت ذا فهــــم
فكلنا يا أخي خطـاء ذو زلــــــل
والعذر يقبله ذو الفضل والشيــم


وقـد ثبت من حديث أنس - رضي الله عنه – قـال : قال رسول الله :

( المؤمن مرآة المؤمن ) ( السلسلة الصحيحة 926 )


قال المناوي : ( " المؤمن مرآة المؤمن " أي يبصر من نفسه بما لا يراه بدونه ولا ينظر الإنسان في المرآة إلا وجهه ونفسه ولو أنه جهد كل الجهد أن يرى جرم المرآة لا يراه لأن صورة نفسه حاجبة له : وقال الطيبي : إن المؤمن في إراءة عيب أخيه إليه كالمرآة المجلوة التي تحكي كل ما ارتسم فيها من الصور ولو كان أدنى شيء فالمؤمن إذا نظر إلى أخيه يستشف من وراء حاله تعريفات وتلويحات فإذا ظهر له منه عيب قادح كافحه فإن رجع صادقه : وقال العامري : معناه كن لأخيك كالمرآة تريه محاسن أحواله وتبعثه على الشكر وتمنعه من الكبر وتريه قبائح أموره بلين في خفية تنصحه ولا تفضحه ) ( فيض القدير - 6 / 251 ) 0

وعن ثوبان – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله :

( الدين النصيحة ) ( متفق عليه )


قال المناوي : ( أي عماده وقوامه النصيحة فبولغ في النصيحة حتى جعل الدين كله إياها ، قال بعضهم : هذا الحديث ربع الإسلام أي أحد أحاديث أربعة يدور عليها ، وقال النووي : بل المدار عليه وحده ولما نظر السلف إلى ذلك جعلوا النصيحة أعظم وصاياهم ، والناصح في دين الله هو الذي يؤلف بين عباد الله وبين ما فيه سعادتهم عند الله وبين خلقه وقال القاضي : الدين في الأصل الطاعة والجزاء والمراد به الشريعة أطلق عليها لما فيها من الطاعة والانقياد ) ( فيض القدير - باختصار - 3 / 555 - 556 ) 0

فالمسلم لا يقوم إلا بنصح أخيه ، فهلا تفضلتم علي بنصحكم وتوجيهكم مشافهة أو محادثة أو مكاتبة ، وإن كنت قدمت ذلك العمل ، فليس إلا بفضل الله أولا ثم التربية التي ربانا بها علماء هذا البلد الطيب وطلبة العلم فيه ، فأسأل الله سبحانه وتعالى أن يجزيهم عني وعنكم خير الجزاء ، ولن أنسى مع ذلك أن أقدم عرفاني وشكري وتقديري للدكتور الفاضل الشيخ إبراهيم بن محمد البريكان والدكتور الفاضل الشيخ عادل بن رشاد غنيم على تقريضهما وتقديمهما بعد دراستهما الوافية والمستفيضة لهذا البحث ، كما أتقدم بشكري وتقديري للشيخ الفاضل ( صالح بن حمود التويجري ) على ما تكرم به من مراجعة ومدارسة لبعض فصول هذا البحث قبل أن يصل إلى أيديكم ، ولن أوف الجميع حقه إلا أن أقول ما قاله أبو هريرة وابن عمر – رضي الله عنهما – عن رسول الله :

( إذا قال الرجل لأخيه : جزاك الله خيرا ، فقد أبلغ في الثناء ) ( صحيح الجامع 708 )


قال المناوي : ( " إذا قال الرجل " يعني الإنسان ( لأخيه ) أي في الإسلام الذي فعل معه معروفا " جزاك الله خيرا " أي قضى لك خيرا وأثابك عليه : يعني أطلب من الله أن يفعل ذلك بك " فقد أبلغ في الثناء " أي بالغ فيه وبذل جهده في مكافأته عليه بذكره بالجميل وطلبه له من الله تعالى الأجر الجزيل ، فإن ضم لذلك معروفا من جنس المفعول معه كان أكمل هذا ما يقتضيه هذا الخبر ، لكن يأتي في آخر ما يصرح بأن الاكتفاء بالدعاء إنما هو عند العجز عن مكافأته بمثل ما فعل معه من المعروف 0 ثم أن الدعاء المذكور إنما هو للمسلم كما تقرر ، أما فعل الذمي بمسلم معروفا فيدعو له بتكثير المال والولد والصحة والعافية ) ( فيض القدير - 1 / 410 ) 0

وكذلك أعتذر لطلبة العلم عن عدم اكتمال تخريج بعض الأحاديث على الوجه الذي يجب أن تكون عليه فبضاعتي مجزاه ، ومأونتي قليلة ، ولكني ما فعلت ذلك إلا حرصا أن يصدر الكتاب قريبا لما أراه وأسمعه من انحرافات وتجاوزات قد تمس صلب العقيدة ، وإن شاء الله تعالى سوف أتدارك هذا في الطبعة القادمة ، مع العلم بأنني لم أورد إلا الأحاديث الصحيحة والحسنة التي خرجت من علماء الحديث - حفظهم الله - ، وقد وردت بعض الأحاديث الضعيفة القليلة من خلال بعض الفتاوى ونحوه ، وقد تم الإشارة إليها والتنبيه عليها ، وقد توخيت من خلال هذا البحث السهولة والبساطة ، وعدم التعمق العلمي لغاية أن يصل البحث بشكله ومضمونه للعامة 0

سائلا المولى عز وجل أن يرزقني وإياكم الإخلاص في العمل ، والعمل الصالح ، وحسن الخاتمة والفوز بالجنة والنجاة من النار إنه على كل شيء قدير ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم 0

كما أنه سوف يتم تعديل هذا الخطأ غير المقصود في الطبعات اللاحقة من الكتب والمختصرات بإذن الله عز وجل 0

أما مدحكم وثناءكم فيشهد الله أنني أكره ذلك ولا أقول إلا :

أحب الصالحين ولست منهم00لعلي أن أنال بهم شفاعـــة
وأكره من تجارته المعاصي00ولو كنا سواء في البضاعة


وأقول كذلك :

( اللهم اجعلني خيراً مما يظنون ، واغفر لي ما لا يعلمون ، ولا تؤاخذني بما يقولون يا رب العالمين )


وأقول :

( اللهم اجعلني شعرة في صدر كل عبد مسلم )


وأقسم بالله العظيم :

( بأنكم قد استسمنتم ذا ورمِ )


زادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0
 

 

 

 


 

توقيع  أبو البراء
 
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة