عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 30-09-2007, 11:21 AM   #2
معلومات العضو
أبو البراء

لموقع ومنتدى الرقية الشرعية - مؤلف ( الموسوعة الشرعية في علم الرقى )
 
الصورة الرمزية أبو البراء
 

 

افتراضي


،،،،،،

بارك الله فيكم أخي الحبيب ( ريح ) ، هناك الكثير ممن يحاول أن يصطاد في الماء العكر ، واعلم - يا رعاكم الله - أنه ليس لمثلي أن يمس طرفاً من أم المؤمنين - رضي الله عنها - حب رسول الله ، ودعني أحيلك لما ذكر في هذا الموضوع ، فقد ذكرته في الموسوعة المكونة من ستة مجلدات تحت عنوان ( موقف الشريعة من بعض الطرق المتبعة في علاج السحر ) المسألة الثانية ( الاغتسال في نهر الفرات سبعاً ) ( 5 / 145 ) ، وقد ذكرته كذلك في الكتاب الثامن بعنوان ( الصواعق المرسلة في التصدي للمشعوذين والسحر ) ص ( 641 ) ، وهو على النحو التالي :

الاغتسال في نهر الفرات سبعا :

قال ابن أبي شيبة : حدثنا عفان بن علي عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة - رضي الله عنها - قالت : ( من أصابه بسرة أو سم أو سحر فليأت الفرات، فليستقبل الجرية ، فيغتمس فيه سبع مرات ) ( أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه - 8 / 29 ) 0

وروى أيضا عن يزيد قال : أخبرنا ابن عون عن إبراهيم عن الأسود : ( أن أم المؤمنين عائشة سئلت عن النشر ؟ فقالت : ما تصنعون بهذا ؟ هذا الفرات إلى جانبكم يستنقع فيه أحدكم يستقبل الجرية ) ( أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه - 8 / 28 ، قال الدكتور مسفر الدميني : وهذا الأثر صحيح عنها ، ففي إسناده الأول الأعمش وهو مدلس وقد عنعن لكن تابعه ابن عون في الإسناد الثاني ، ورواة الإسنادين كلهم ثقات - أنظر السحر ، حقيقته ، وحكمه ، والعلاج منه - ص 64 ) 0

قال الأخ فتحي الجندي معقبا على كلام الدكتور الفاضل : ( هناك فرق واضح بين الروايتين فلا يصح اعتبارهما أثرا واحدا ، فالأول يقرر كلاما عاما بصيغة الشرط ( من أصابه كذا وكذا وكذا 000 ) ويحدد الاغتماس بسبع مرات ، ولا أدري ما البسرة المذكورة هنا ؟ وهذا يوحي بوجود تحريف ، حيث رجعنا إلى مادة ( بسر ) في عدة معاجم فلم نجد ما يصلح أن يكون تفسيرا لها ولعلها ( بثرة ) 0 ولا أدري ما العلاقة بين السم والسحر والاغتماس سبعا في الفرات ؟ ولماذا الفرات بالذات ؟! 000 أما الأثر الثاني ففيه إجمال وإبهام فلا يصلح للاحتجاج به - هذا إذا سلمنا بصحته - إذ أن صحة الإسناد لا تعني صحة المتن كما هو مقرر ، يضاف إلى ذلك أن ظاهر الأثر يشير إلى العدول عن النشرة 0 لا أنه تقرير للعمل بها حيث فيه ما تصنعون بهذا ) وعلى أي حال فرغم أن رجال إسناد الأثر الثاني ثقات فنحن لا نقر بصحته الآن ونكاد نجزم بالتحريف في المتن في النسخة المطبوعة 0 فيحرر هذا الأمر 0 وعلى كل فالحجة ليست في قول أو فعل أحد دون النبي ) ( النذير العريان - ص 95 - 96 ) 0

قلت : والذي أراه في هذه المسألة أن لا يعتمد مثل الكلام السابق مطلقا في قضايا الرقية والعلاج وهو اغتسال المصاب بالسحر بماء نهر الفرات سبعا ، واتخاذ ذلك كطريقة من طرق علاج السحر للأسباب التالية :

أولا : لم يثبت حديث عن رسول الله يؤيد ذلك أو يحدد أن لنهر الفرات ميزة معينة في علاج السحر 0

ثانيا : من أين لعائشة - رضي الله عنها - بمثل هذا الكلام وقد انقطع وحي السماء بموت رسول الله ولم أقف على قول واحد للصحابة والتابعين والسلف يؤيد ذلك أو يقره 0

ثالثا : لم نسمع أحدا من فقهاء المتأخرين أو المتقدمين تكلم بمثل ذلك أو جعل الاغتسال بنهر الفرات طريقة شرعية أو حسية لعلاج السم والسحر 0

رابعا : إن نشر ذلك بين العامة والخاصة يورث اعتقادا وتبركا بماء نهر الفرات ، مع أنه نهر كسائر الأنهر ، وهذا قد يقود بعض الجهلة إلى شد الرحال إليه للاستشفاء من ماءه والتبرك به 0

خامسا : وأعتقد جازما أن في الطرق المشروعة لعلاج السحر كفاية عما سواها ، وهذه الأمور ثابتة بالنص القرآني والحديثي وأقوال أهل العلم 0


فأين الطعن عندما قلت :

( من أين لعائشة - رضي الله عنها - بمثل هذا الكلام وقد انقطع وحي السماء بموت رسول الله )


فهل السؤال بالصيغة المذكورة يعتبر طعناً في حب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولاحظ بأن الجملة مبتورة فقد أخذ الجزء الأول وترك الجزء الثاني ، مع أن التساؤل هنا وجيه لأن اعتماد ذلك من قبل العامة قد وقع في الشرك والعياذ بالله من حيث التبرك بماء نهر الفرات ، والله تعالى أعلم وأحكم 0

وانظر يا رعاكم الله - إلى قول العلامة الشيخ ( عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين ) في تعليقه على استخدام الاغتسال من ثلاثة أبؤر يمد بعضها بعضاً حيث قال :

( يمكن أن قصة هذه الرؤيا من خصائص عائشة – رضي الله عنها – فقد يكون السحر الذي عمل لها قد ألقي في إحدى تلك الآبار ، ويكون من فضلها أن أجاب الله تعالى دعاءها ، أو كشف لها عن علاج السحر الذي عمل لها ، وأنه يزول بالاغتسال من تلك الآبار مجموعة ، فعلى هذا لا يكون مفيدا لغيرها ، ولهذا لم ينقل أن استعمل في علاج السحر ، أما إذا عرف أن السحر موجود في بئر أو حفرة فيجوز إخراجه وإحراقه أو تفريقه ، كما حصل من عمل ذلك اليهودي للنبي فقد جعل سحره في مشط ومشاطة وجف طلعة ذكر ، وألقاه في بئر ذروان ، فذهب النبي فأخرجه منها وأزاله فبرئ بإذن الله تعالى ، ولم يكن جمع مياه الآبار مطلقا معروفا في العلاج من السحر والصرع ونحوه والله أعلم ) 0

فهل يعتبر ذلك تقليل من قدر عائشة - رضي الله عنها وأرضاها - 0

وأحمد الله انه لم يقف في كامل الموسوعة إلا على تلك 0

زادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0
 

 

 

 


 

توقيع  أبو البراء
 
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة