عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 23-09-2007, 10:37 PM   #12
معلومات العضو
الهيئة

افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

(( ... العاشر من شهر رمضان ... ))

قال والدنا ابن عثيمين رحمه الله : " إذا آمنت بأنه سميع ؛ فإنك سوف تحترز عن كل قول يغضب الله ؛ لأنك تعلم أنه يسمعك ، فتخشى عقابه ؛ فكل قول يكون فيه معصية لله عز وجل ؛ فسوف تتحاشاه ؛ لأنك تؤمن بأنه سميع ، وإذا لم يحدث لك هذا الإيمان هذا الشئ ؛ فاعلم أن إيمانك بأن الله سميع إيمان ناقص بلا شك " .
**
قال والدنا الشيخ عبد الله بن جبرين حفظه الله : " لو نظرنا مثلا إلى علم شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم من أين حصلوا على العلوم هل من مشايخهم ؟ نقول : إن هذا مما فتح الله على قلوبهم لما أنهم أخلصوا نياتهم في العلم وفي العمل والتطبيق فتح الله على بصائرهم " .
**
قال الشعبي : سمعت الحجاج بن يوسف تكلم بكلام ما سبقه إليه أحد ، يقول : أما بعد ، فإن الله تعالى كتب على الدنيا الفناء ، وعلى الآخرة البقاء ، فلا فناء لما كتب عليه البقاء ، ولا بقاء لما كتب عليه الفناء . فلا يغرنكم شاهد الدنيا عن غائب الآخرة ، واقهروا طول الأمل بقصر الأجل .
**
قال الشاعر :
رَأيتُ القنـاعةَ رأسَ الغِنَى . . . فصِـرتُ بأذيالِها مُمْتَسِكْ
فـلا ذا يراني على بابهِ . . . ولا ذا يراني بهِ مُنْهَمِكْ
فصِـرتُ غَنيَّاً بلا دِرهَمٍ . . . أَمُرُّ على الناسِ شِبْهَ المَلِكْ

**
يذكر أن أحد الطفيليين دخل مرة على رجل قد دعا قوماً ، فقال له الرجل : يا هذا ، هل قلت لك تجيء ؟ . فقال الطفيلي : وهل قلت لي لا تجيء ؟ .
**
عن عيسى بن عمر قال : ولي أعرابي البحرين ، فجمع يهودها وقال : ما تقولون في عيسى بن مريم ؟ . قالوا : نحن قتلناه وصلبناه . فقال الأعرابي : لا جرم ، فهل أديتم ديته ؟ . فقالوا : لا . فقال : والله لا تخرجون من عندي حتى تؤدوا إليّ ديته . فما خرجوا حتى دفعوها له !! .
**
قال الأصمعي : مررت بقوم قد اجتمعوا على رجل يضربونه ، فقلت لرجل منهم يضرب بهمّة : ما حال هذا ؟ . قال : والله ما أدري ما حاله ، ولكني رأيتهم يضربونه فضربته معهم لوجه الله ، وطلباً لمثوبته !! .
**
قال الشاعر :
لا تَظْلِمنَّ إذا ما كنتَ مُقْتَدرا . . .فالظُّلمُ مَرْتَعَهُ يُفضي إلى النَّدَمِ
تنامُ عَينُكَ والمظلومُ مُنْتَبِهٌ . . . يدعو عليكَ وعينُ اللهِ لَمْ تَنَمِ

**

روى الحاكم عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : خرج من عندي خليلي جبريل آنفاً ، فقال : يا محمد ، والذي بعثك بالحق إن لله عبداً من عبيده عَبَدَ الله خمسمائة سنة على رأس جبل في البحر ، عرضه وطوله ثلاثون ذراعاً في ثلاثين ذراعاً ، والبحر محيط به أربعة آلاف فرسخ من كل ناحية ، وأخرج الله تعالى له عيناً بعرض الإصبع تبضُّ بماء عذب فتستنفع في أسفل الجبل ، وشجرة رمان تخرج له كل ليلة رمانة فتغذيه يومه ، فإذا أمسى نزل فأصاب من الوضوء ، وأخذ تلك الرمانة فأكلها ، ثم قام لصلاته ، فسأل ربه عز وجل عند وقت الأجل أن يقبضه ساجداً ، وأن لا يجعل للأرض ولا لشيء يفسده عليه سبيلاً حتى يبعثه وهو ساجد .
قال : ففعل . فنحن نمر عليه إذا هبطنا وإذا عرجنا فنجد له في العِلم أنه يُبعث يوم القيامة فيوقف بين يدي الله عز وجل فيقول له الرب : أدخلوا عبدي الجنة برحمتي . فيقول : ربّ ، بل بعملي . فيقول الرب : أدخلوا عبدي الجنة برحمتي . فيقول : يا رب ، بل بعملي . فيقول الله عز وجل لملائكته : قايسوا عبدي بنعمتي عليه وبعمله . فوجد نعمة البصر قد أحاطت بعبادة خمسمائة سنة ، وبقيت نعمة الجسد فضلاً عليه ، فيقول : أدخلوا عبدي النار . قال : فيُجَرُّ إلى النار فينادي : ربِّ برحمتك أدخلني الجنة . فيقول : ردوه . فيوقف بين يديه فيقول : يا عبدي ، من خلقك ولم تك شيئاً ؟ . فيقول : أنت يا رب . فيقول : كان ذلك مِن قِبَلَك أو برحمتي ؟ . فيقول : بل برحمتك . فيقول : من قوّاك لعبادة خمسمائة عام ؟ . فيقول : أنت يا رب . فيقول : مَن أنزلك في جبل وسط اللجة ، وأخرج لك الماء العذب من الماء المالح ، وأخرج لك كل ليلة رمانة وإنما تخرج مرّة في السنة ، وسألتني أن أقبضك ساجداً ففعلت ذلك بك ؟ . فيقول : أنت يا رب . فقال الله عز وجل : فذلك برحمتي ، وبرحمتي أدخلك الجنة ، أدخلوا عبدي الجنة ، فنِعمَ العبد كنت يا عبدي . فيدخله الله الجنة .
قال جبريل عليه السلام : إنما الأشياء برحمة الله تعالى يا محمد .


**
قال الإمام ابن النحاس رحمه الله :
الدنيا إنْ أقبلتْ بلَتْ ، وإنْ أدبرتْ بَرَتْ ، أو أطنَبَتْ نبتْ ، أو أركبتْ كَبَتْ ، أو أبهَجَتْ هَجَتْ ، أو أسعَفَتْ عَفَتْ ، أو أينَعتْ نَعَتْ ، أو أكرمَتْ رَمَتْ ، أو عاونَتْ ونَتْ ، أو ماجَنَتْ جنَتْ ، أو سامحتْ مَحَتْ ، أو صالحتْ لحَتْ ، أو واصلتْ صلتْ ، أو بالغتْ لغتْ ، أو وفرتْ فرتْ ، أو زوجتْ وجتْ ، أو نوهت وهتْ ، أو ولهتْ لهتْ ، أو بسطتْ سطتْ .

**
كان أحد العلماء عاكفاً في بستان له ، لا يخالط أحداً من الناس ، فسمع به ثلاثة من الذين يسخرون من أمثاله ، فقال قائل منهم : هلموا بنا لنناظره . فلما ذهبوا وأجمعوا أن يسألوه ، أشار إليهم العالم أن ادنوا وتكلموا ، فتقدم الأول وقال : أنتم تقولون أن الله موجود ، وبناء عليه أطلب أن أرى الله . فأشار إليه العالم بأنه فهم مسألته ، ثم تقدم الثاني فقال : أنتم تقولون العذاب يوم القيامة بالنار ، والجن خلقت من النار ، فكيف تعذب النار بالنار ؟ . فأشار إليه العالم بأنه فهم مسألته ، فتقدم الثالث وقال : أنتم تقولون كل شيء بالقضاء والقدر ، فإن كان كما تقولون ، فالإنسان غير مؤاخذ على أعماله ، وأنا أرى أن المرء يخلق أعماله .
فقام العالم وأخذ حفنة من التراب وذرَّها في وجوههم وقال لهم : هذا جوابي لكم على ما سألتموني . فغضبوا من فعلته ، ومشوا به إلى الحاكم ، فسأله الحاكم : أصحيح ما يقولون من رميك التراب في وجوههم ؟ . فقال : نعم . فقال له الحاكم : ولم ؟ . فقال العالم : لأن الأول سألني أن أريه ربه ، حيث أنه موجود ، فقل له يريني الألم الذي تألم به من حفنة التراب ، وأنا أريه ما يريد . فسأل الحاكم الرجل الأول : هل يمكنك أن تريه الألم ؟ . فقال : لا . فقال العالم : قل إذاً ، ليس كل موجود يُرى .
وأما الثاني ، فسألني عن كيفية عذاب الجن بالنار يوم القيامة ، واستبعد إيلام الشيء بمادته ، فقل له : لم تألم من التراب وهو مخلوق منه ؟ .
وأما الثالث فسألني عن معنى القضاء والقدر ، وقال لي : لا بد أن أُسلِّم له بأن المرء مجبور على أعماله ، ونسي ما للإنسان من الاختيار الكسبي ، فإذا كنت أنا لا اختيار لي فيما فعلت به من ذر التراب ، فلم ساقني إلى المحاكمة ؟ .
فنطق الحاكم وقال لهم : لا تروموا أن تحيطوا الله خبرة ، فإنه أعظم من أن تدركه فطن المخلوقات إلا من آثاره .

**
قال الشاعر :
فالزمْ يديْك بحبلِ اللهِ معتصماً . . . فإنَّهُ الركنُ إنْ خانَتْك أركانُ

**
وقفت امرأة قبيحة على عطَّار ماجن ، فلما نظر إليها قال : " وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ " . فقالت : " وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ " .
**
كان رجل في دار بأجرة ، وكان خشب السقف يتفرقع كثيراً ، فلما جاء رب الدار يطالبه بالأجرة قال له : أصلح هذا السقف ، فإنه يتفرقع . فقال رب الدار : لا بأس عليك ، فإنه يسبح الله . فقال : أخشى أن تدركه الرأفة فيسجد .
**
قال أبو بكر الخطاط : كان رجل فقيه خطه في غاية الرداءة ، فكان الفقهاء يعيبونه بخطه ويقولون : لا يكون خط أردأ من خطك . فيضجر من عيبهم إياه . فمر يوماً بمجلد يباع ، فيه خط أردأ من خطه ، فبالغ في ثمنه ، واشتراه بدينار وقيراط ، وجاء به ليحتج عليهم إذا قرأوه ، فلما حضر معهم أخذوا يذكرون قبح خطه ، فقال لهم : قد وجدت أقبح من خطي ، وبالغت في ثمنه ، حتى أتخلص من عيبكم . فأخرجه فتصفحوه ، وإذا في آخره اسمه ، وقد كتبه في شبابه ، فخجل من ذلك .
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة