عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 17-09-2007, 10:59 AM   #6
معلومات العضو
الهيئة

افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
(( ... الخامس من شهر رمضان ... ))

قال ابن القيم : " والأدعية والتعوذات بمنزلة السلاح ، والسلاح بضاربه ، لا بحده فقط ، فمتى كان السلاح سلاحا تاما لا آفة به ، والساعد ساعد قوي ، والمانع مفقود ، حصلت به النكاية في العدو . ومتى تخلف واحد من هذه الثلاثة تخلف التأثير " .
**
قال الحسن البصري:
عجباً لمكروب غفل عن خمس آيات من كتاب الله عز وجل وعلم فوائدها . قال تعالى :
• "وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ
وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ * أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ " .
• " وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ * فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ " .
• " الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ
فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّهِ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ " .
• وقال تعالى ليونس عليه السلام:
" وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ *
فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ " .
• " وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ *
فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ " .

**
قال الشاعر :
رُبَّ مَيْتٍ قد صارَ بالعلمِ حيَّاً . . . ومُبَقّى قد حازَ جهلاً وغيّاً
فاقتنوا العلمَ كيْ تنالوا خُلوداً . . . لا تَعُدُّوا الحياةَ في الجهلِ شَيَّاً

**
عن الحسين بن السميدع الانطاكي قال : كان عندنا بانطاكية عامل من حلب ، وكان له كاتب أحمق ، فغرق في البحر " شلنديتان " من مراكب المسلمين التي يُقصد بها العدو ، فكتب ذلك الكاتب عن صاحبه إلى العامل بحلب بخبرهما : " بسم الله الرحمن الرحيم ، اعلم أيها الأمير أعزه الله تعالى أن شلنديتان ، أعني مركبين ، قد صفقا من جانب البحر ، أي غرقا ، من شدة أمواجه ، فهلك من فيهما ، أي تلفوا " .
فكتب إليه أمير حلب : " بسم الله الرحمن الرحيم ، ورد كتابك ، أي وصل ، وفهمناه ، أي قرأناه ، أدّب كاتبك ، أي اصفعه ، واستبدل به ، أي اعزله ، فإنه مائق ، أي أحمق ، والسلام ، أي انقضى الكتاب " !! .

**
عن عبد الرحمن بن داود قال ‏:‏ لقي تاجر تاجراً فقال له ‏:‏ ما اسمك ؟ ولا تطول . فقال‏ :‏ أبو عبد منزل القطر عليكم من السماء تنزيلاً الذي يمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه . فقال ‏:‏ مرحباً بك يا ثلث القرآن‏ !! .‏
**
قال بعض السلف : إن العبد ليعمل الذنب يدخل به الجنة ، ويعمل الحسنة يدخل بها النار . فقيل : كيف ؟ . فقال : يعمل الذنب ، فلا يزال نصب عينيه ، خائفاً منه ، مشفقاً وجلاً ، باكياً نادماً ، مستحياً من ربه تعالى ، ناكس الرأس بين يديه ، منكسر القلب له ، فيكون ذلك الذنب أنفع له من طاعات كثيرة ، بما ترتب عليه من هذه الأمور التي بها سعادة العبد وفلاحه ، حتى يكون ذلك الذنب سبب دخوله الجنة .
ويفعل الحسنة ، فلا يزال يمنُّ بها على ربه ، ويتكبر بها ، ويرى نفسه ، ويعجب بها ، ويستطيل بها ، ويقول : فعلت وفعلت ، فيورثه من العجب والكبر ، والاستطالة والفخر ما يكون سبب هلاكه .
فإذا أراد الله تعالى بهذا المسكين خيراً ، ابتلاه بأمر يكسره به ، ويذل به عنقه ، ويصغر به نفسه عنده ، وإن أراد به غير ذلك ، خلّاه وعجبه وكبره ، وهذا هو الخذلان الموجب لهلاكه . والله المستعان .

**
قال الشاعر :
إذا لم تستطعْ شيئاً فدَعْهُ . . . وجاوِزْه إلى ما تستطيعُ

**
قال الإمام المجاهد ابن المبارك رحمه الله : حقٌّ على العاقل أن لا يستخفّ بثلاثة : العلماء والسلاطين والإخوان ، فإنه من استخف بالعلماء ذهبت آخرته ، ومن استخف بالسلطان ذهبت دنياه ، ومن استخف بالإخوان ذهبت مروءته .
**
روي أن رجلين من آل فرعون سعيا برجل مؤمن إلى فرعون ، فأحضره فرعون وأحضرهما وقال للساعَين : من ربكما ؟ . قالا : أنت . فقال للمؤمن : من ربك ؟ . فقال : ربي ربهما . فقال فرعون : سعيتما برجل على ديني لأقتله ؟! . فقتلهما .
قالوا : فذلك قوله تعالى : " فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ " .

**
قال لقمان لابنه : ثلاثة لا يُعرفون إلا في ثلاثة مواطن : لا يُعرف الحليم إلا عند الغضب ، ولا الشجاع إلا في الحرب ، ولا الأخ إلا عند الحاجة إليه .
**
تَدبَّر كلامَ اللهِ واعتمِدِ الخبرْ . . . ودعْ عنكَ رأياً لا يُلائِمُهُ أثرْ
ونَهْجَ الهدى فالْزَمْهُ واقْتَدِ بالأُلى . . . هُمُ شَهِدوا التنزيلَ علَّكَ تَنْجَبِرْ
وكن موقناً أنّا وكُلَّ مُكلَّفٍ . . . أُمرنا بِقَفْوِ الحقِّ والأخذِ بالحَذرْ
وحُكِّمَ فيما بيننا قولُ مالكٍ . . . قديرٍ حليمٍ عالمِ الغيبِ مُقْتَدِرْ
سميعٍ بصيرٍ واحدٍ مُتكلِّمٍ . . . مُريدٍ لما يجري على الخلقِ مِنْ قَدَرْ
فمن خالفَ الوحيَ المُبينَ بعقلِهِ . . . فذاكَ امرؤٌ قد خابَ حقاً وقد خَسرْ
وفي تركِ أمرِ المصطفى فتنةٌ فَذَرْ . . . خِلافَ الذي قد قالهُ واتْلُ واعْتَبِرْ

**
عن أبي يوسف قال : دعا المنصور أبا حنيفة ، فقال الربيع حاجب المنصور ، وكان يعادي أبا حنيفة : يا أمير المؤمنين ، هذا أبو حنيفة يخالف جدك ، كان عبد الله بن عباس رضي الله عنه يقول : إذا حلف على اليمين ، ثم استثنى بعد ذلك بيوم أو يومين جاز الاستثناء . وقال أبو حنيفة : لا يجوز الاستثناء إلا متصلاً باليمين . فقال أبو حنيفة : يا أمير المؤمنين ، إن الربيع يزعم أن ليس لك في رقاب جندك بيعة . فقال المنصور : وكيف ؟ . قال أبو حنيفة : يحلفون لك ثم يرجعون إلى منازلهم فيستثنون ، فتبطل أيمانهم . فضحك المنصور وقال : يا ربيع ، لا تعرض لأبي حنيفة . فلما خرج أبو حنيفة قال له الربيع : أردت أن تشيط بدمي ؟ . قال أبو حنيفة : لا ، ولكنك أردت أن تشيط بدمي ، فخلّصتك وخلّصت نفسي .
**
كان في مدينة أصفهان رجل أعمى يطوف ويسأل ، فأعطاه أحدهم رغيفاً ، فدعا له الأعمى قائلاً : أحسن الله إليك ، وبارك فيك ، وجزاك خيراً ، ورد غربتك . فاستغرب الرجل وسأله : ولم ذكرت الغربة في دعائك ؟ ، وما أدراك أني غريب ؟ . فقال الأعمى : يا أخي ، لي الآن هنا عشرون عاماً ما ناولني أحد رغيفاً كاملاً !! .
**
نظر طفيلي إلى قوم ذاهبين ، فلم يشك أنهم في دعوة ذاهبون إلى وليمة ، فقام وتبعهم ، فإذا هم شعراء قصدوا السلطان بمدائح لهم ، فلما أنشد كل واحد شعره وأخذ جائزته ، لم يبق إلا الطفيلي وهو جالس ساكت ، فقال له : أنشد شعرك . فقال : لست بشاعر . قيل : فمن أنت ؟ . قال : من الغاوين الذي قال الله تعالى في حقهم : " وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الغَاوُونَ " . فضحك السلطان وأمر له بجائزة الشعراء .
**
قال ابن عثيمين رحمه الله : " إذا تأملنا في أحوال الناس اليوم ؛ وجدنا كثيرا منهم لا يبر والديه ، بل هو عاق ؛ تجده يحسن إلى أصحابه ، ولا يمل الجلوس معهم ، لكن لو يجلس إلى أبيه أو أمه ساعة من نهار ؛ لوجدته متململا ، كأنما هو على الجمر ؛ فهذا ليس ببار ، بل البار من ينشرح صدره لأمه وأبيه ويخدمهما على أهداب عينيه ، ويحرص غاية الحرص على رضاهما بكل ما يستطيع " .
**
لا تَغْبِطَنَّ أخا الدنيا لِزُخرُفِها .... ولا لِلذةِ وقتٍ عَجَّلت فَرَحا
فالدهرُ أسرعُ شيءٍ في تَقَلُّبهِ .... وفِعلهُ بَيِّنٌ للخلقِ قد وضحا
كم شاربٍ عسلاً فيهِ مَنِيَّتُهُ .... وكمْ تَقَلَّدَ سيفاً مَنْ بهِ ذُبِحا
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة