![]() |
شهادة أن محمداً رسول الله أرسله إلى جميع الثقلين يدعوهم إلى توحيد الله .
شهادة أن محمداً رسول الله تتضمن عدة أمور لكي يحققها ، فليست كلمة تقال أو تذاع :
فأول مقتضيات هذه الشهادة : أولاً : الإيمان أن الله أرسله إلى جميع الثقلين يدعوهم إلى توحيد الله . فمحمد r دعوته عامة لكل البشر ، ومن قال إنها خاصة للعرب فقط فهو كافر ، ومن قال إنه ليس برسول فهو كافر . والأدلة على رسالته وعلى عموم رسالته كثيرة جداً . قوله تعالى ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً ( وقوله تعالى ( قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً ) . وقوله تعالى ( تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً ( . وقوله e : ( والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار ) . رواه مسلم وفي صحيح مسلم قال e : ( وأرسلت إلى الخلق كافة ) . وجاء في صحيح مسلم : ( وبعثت إلى كل أحمر وأسود ) . ثانياً : وامتثال أمره وأنه لا سعادة ولا صلاح في الدنيا والآخرة إلا بالإيمان به وبطاعته . كما أمرنا الله بذلك فقال (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ) . وقال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ) . وقال تعالى (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ) . وقال تعالى (وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا ) . فعلى قدر طاعتك للرسول r تكون هدايتك . وقال r ( من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني دخل النار ) رواه البخاري . وقال r ( ما نهيتكم عنه فاجتنبوه ، وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم ) . ثالثاً : وأنه لا سعادةَ ولا صلاحَ في الدنيا والآخرة إلا بالإيمان به وبطاعته ، كما قال تعالى (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ ) . فكل ما أمر به النبي r فهو خير في العاجل والآجل ، وكل ما نهى عنه فهو شر في العاجل والآجل رابعاً : وأنه يجب تقديم محبته على النفس والولد والناسِ أجمعين . لحديث أنس . قال : قال r ( لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه وماله وولده ) متفق عليه . فمن علامات الإيمان الكامل محبة النبي e أكثر من كل الناس حتى من النفس . ولذا لما قال عمر للنبي e : أنت أحبّ إليّ من كل شيء إلا من نفسي ، فقال : لا يا عمر حتى أكـون أحب إليك من نفسك ، فقال عمر : والله لأنت أحب إليّ من نفسي ، قال : الآن يا عمر . ( الآن يا عمر ) قال العيني : يعني كمل إيمانك . فيجب تقديم محبة الرسول e على النفوس ، والأولاد ، والأقارب ، والأهلين ، والأموال ، والمساكن ، وغير ذلك مما يحبه الإنسان غاية المحبة . وقد توعد الله عز وجل من قدم شيئاً من الدنيا [ من أهل أو ولد أو مال ] على محبة الله ورسوله فقال سبحانه (قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ) . قال القرطبي في تفسيره : وفي الآية دليل على وجوب حب الله تعالى ورسوله e ولا خلاف في ذلك ، وأن ذلك مقدم على كل محبوب . §ومن أعظم ثمرات محبة النبي e ، أن ذلك من أسباب حلاوة الإيمان . كما في الحديث السابق ( ثلاث من كن فيه ...... ) . وأنه يحشر معه كما قال e ( المرء مع من أحب ) متفق عليه . |
الساعة الآن 07:09 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com