![]() |
بعض أساليب المشركين في محاربة الدعوة ؟
** اذكر بعض أساليب المشركين في محاربة الدعوة ؟
1_ التهديد بمنازلـة الرسول وعمه أبي طالب . ففي الحديث ( جاءت قريش إلى أبي طالب فقالوا : أرأيت أحمد ؟يؤذينا في نادينا ، وفي مسجدنا فانهه عن أذانا ، فقال : يا عقيل ، ائتني بمحمد فذهبت فأتيته به ، فقال : يا ابن أخي إن بني عمك زعموا أنك تؤذيهم في ناديهم وفي مسجدهم فانته عن ذلك ، قال : فلحظ رسول الله r ببصره ( وفي رواية : فحلق رسول الله r ببصره ) إلى السماء فقال : ما أنا بأقدر على أن أدع لكم ذلك ، على أن تشعلوا لي منها شعلة ، يعني الشمس ، فقال أبو طالب : ما كذب ابن أخي ، فارجعوا ) . 2_ الاتهامات الباطلـة لصد الناس عنه . اتهموه بالجنون : قال تعالى ( ويقولون إنه لمجنون ) . وقال تعالى ( وقالوا يا أيها الذي نزل عليه الذكر إنك لمحنون ) . وقد أجابهم الله في آية القلم ( ما أنت بنعمة ربك بمجنون ) . 3_ اتهموه بالسحر : قال تعالى ( وقال الظالمون إن تتبتعون إلا رجلاً مسحوراً ) . وقال عنهم ( .. هذا ساحر كذاب ) . 4_ اتهموه بالكذب : كما قال تعالى ( وقال الكافرون هذا ساحر كذاب ) . وقال تعالى ( وقال الذين كفروا إن هذا إلا إفك افتراه وأعانه عليه قوم آخرون ) . 5 _ اتهموه بالإتيان بالأساطير : قال تعالى ( وقالوا أساطير الأولين اكتتبها فهي تملى عليه بكرة وأصيلاً ) . وقالوا إن القرآن ليس من عند الله وإنما من عند البشر : كما قال تعالى ( ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر ، لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين ) . 6 _ السخرية والاستهزاء والضحك . يقول تعالى عن سخريتهم من الذين آمنوا ( وكذلك فتنا بعضهم ببعض ليقولوا أهؤلاء من الله عليهم من بيننا ، أليس الله بأعلم بالشاكرين ) . ( جاء في البخاري أن امرأة قالت للرسول r ساخرة مستهزئة : إني لأرجو أن يكون شيطانك قد تركك ، لم أره قربك منذ ليلتين أو ثلاثاً ! فأنزل الله : والضحى والليل إذا سجى . ما ودعك ربك وما قلى ) . ( ما ودعك) ما تركك . ( وما قلى) ما أبغضك . وروى البخاري ( أن أبا جهل قال مستهزئاً : اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم ، فنزلت : وإذ قالوا اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم . وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون .. ) . وجاء في مسند الإمام أحمد ( أن أشراف قريش اجتمعوا يوماً في الحجر يتذاكرون أمر رسول الله r وما جاء به ، وبينما هم في ذلك إذا طلع عليهم رسول الله r ليطوف بالبيت ، فلما مر بهم غمزوه ببعض القول ثلاث مرات ، فقال لهم : يا معشر قريش ، أما والذي نفسي بيده لقد جئتكم بالذبح … ) . ( وكان إذا جلس وحوله المستضعفون من أصحابه استهزأوا بهم وقال هؤلاء جلساؤه ** منّ الله عليهم من بيننا ** قال تعالى ** أليس الله بأعلم بالشاكريـن ** . وكانوا كما قص الله علينا : ( إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون . وإذا مروا بهم يتغامزون . وإذا انقلبوا إلى أهلهم انقلبوا فكهين . وإذا رأوهم قالوا إن هؤلاء لضالون . وما أرسلوا عليهم حافظين ) . 7 _ تشويه تعاليمـه وإثارة الشبهات ، وبث الدعايات الكاذبة : قالوا عن القرآن ( أساطير الأولين اكتتبها فهي تملى عليه بكرة وأصيلاً ) . وقالوا ( إن هذا إلا إفك افتراه وأعانـــه عليه قوم آخرون ) . وكانوا يقولون أيضاً ( إنما يعلمه بشر ) . 54 ** هل الاستهزاء سنة ماضية في أنبياء الله ورسله ؟ نعم . ولذلك قال الله لنبيه مسلياً ( ولقد استهزىء برسل من قبلك . فحاق بالذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزءون ) . فقد ذكر الله تعالى في هذه الآية أن الكفار استهزءوا برسل قبل نبينا r وأنهم حاق بهــم العذاب بسبب ذلك . 55 ** اذكر بعض أنواع الاستهزاء الذي وقع لأنبياء الله قبل نبينا ؟ قول قوم هود له ( إن نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوء ) . وقال قوم صالح له ( يا صالح ائتنا بما تعدنا إن كنت من المرسلين ) . وقال قوم لوط فيما حكى الله عنهم ( لئن لم تنتـه يا لوط لتكونن من المخرجين ) وقال عنهم ( فما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوا آل لوط من قريتكم ) . وقال قوم شعيب ( قالوا يا شعيب ما نفقه كثيراً مما تقول وإنا لنراك فينا ضعيفاً ولولا رهطك لرجمناك وما أنت علينا بعزيز ) . 56 ** ماذا فعلت قريش عندما لم تثمر الأساليب الماضية في صد الرسول r وأصحابه عن دينهم ؟ لجأت قريش إلى أسلوب الاعتداء الجسدي . 57 ** اذكر بعض الاعتداءت الجسدية على النبي r ؟ 1 _ عن عروة بن الزبير قال ، سألت عبد الله بن عمرو عن أشد ما صنع المشركون برسول الله r ؟ قال ( رأيت عقبة بن أبي معيط جاء إلى النبي r وهو يصلي فوضع رداءه في عنقه فخنقه خنقاً شديداً ، فجاء أبو بكر حتى دفعه عنه وقال : أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم ) رواه البخاري . 2 _ وعن ابن مسعود قال ( بينما رسول الله r يصلي عند البيت وأبو جهل وأصحاب له جلوس ، وقد نحرت جزور بالأمس ، فقال أبو جهل : أيكم يقوم إلى سلا جزور بني فلان فيأخذه فيضعه في كتفي محمد إذا سجد ، فانبعث أشقى القوم ، فلما سجد النبي r وضعه بين كتفيه ، قال : فاستضحكوا وجعل بعضهم يميل على بعض ، فأقبلت فاطمة فطرحته عنه ، فلما قضى النبي r صلاته رفع صوته ثم دعا عليهم .. فوالذي بعث محمداً بالحق لقد رأيت الذي سمى صرعى يوم بدر ) رواه البخاري. ( ثبت بالروايات الصحيحة أن الذي رمى الفرث عليه هو عقبة بن أبي معيط ) . ( السلى ) هي الجلدة التي يكون فيها الولد يقال لها ذلك من البهائم . وعن أنس . قال ( لقد ضربوا رسول الله r مرة حتى غشي عليه ، فقام أبو بكر فجعل ينادي : ويلكم أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله ؟ فتركوه وأقبلوا على أبي بكر ) رواه أبو يعلى . قال ابن حجر : بإسناد صحيح وعن أبي هريرة . قال ( قال أبو جهل : يعفر محمد وجهه بين أظهركم ؟ فقيل : نعم ، فقال : واللات والعزى لئن رأيته لأطأن على رقبته ولأعفرن وجهه ، فأتى رسول الله وهو يصلي _ يزعم ليطأ رقبته _ فما فجأهم إلا وهو ينكص على عقبيه ويتقي بيديه ، فقالوا : مالك يا أبا الحكم ، قال : إن بيني وبينه لخندقاً من نار وهوْلاً وأجنحة ، فقال رسول الله r : لو دنا مني لاختطفته الملائكة عضواً عضواً ) رواه مسلم . قال النووي ( ولهذا الحديث أمثلة كثيرة في عصمته r من أبي جهل وغيره ممن أراد به ضرراً ) . ( حاولت أم جميل _ زوجة أبي لهب _ أن تعتدي عليه بحجر فحماه الله منها ) رواه البيهقي . 58 ** اذكر بعض أنواع العذاب الذي لا قوه المسلمون ؟ عن ابن مسعود . قال ( أول من أظهر إسلامه سبعة : رسول الله r وأبو بكر ، وعمار وأمه سمية ، وصهيب ، وبلال ، والمقداد ، فأما رسول الله r فمنعه الله بعمه أبي طالب ، وأما أبو بكر فمنعه الله بقومه ، وأما سائرهم فأخذهم المشركون فألبسوهم أدرع الحديد وصهروهم في الشمس ، فما منهم إنسان إلا وقد واتاهم على ما أرادوا إلا بلال فإنه هانت عليه نفسه في الله وهان على قومه فأعطوه الولدان وأخذوا يطوفون به شعاب مكة وهو يقول : أحد أحد ) رواه أحمد ثم اشترى أبو بكر بلالاً فأعتقته . ( ومر رسول الله r ** بآل ياسر ** وهم يعذبون فقال : أبشروا آل ياسر فإن موعدكم الجنة ) رواه الحاكم . وكان أول من استشهد في سبيل الله من هذه الأسرة خاصة وفي الإسلام عامة _ أم عمار ، سمية بنت خياط _ فقد طعنها أبو جهل بحربة في قبلها فماتت من جراء هذا الاعتداء العظيم ، ومات ياسر في العذاب . وتفننوا في إيذاء عمار ، حتى أجبر على أن يتلفظ بكلمة الكفر بلسانه ، وقد ذكر جمهور المفسرين ، أن من أسباب نزول الآية الكريمة ( من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ) هو موقف عمار بن ياسر . وممن نال الأذى والتعذيب خباب بن الأرت . وممن ورد في ذلك : ( أنهم كانوا يأخذون بشعر رأسه فيجذبونه جذباً ، ويلوون عنقه بعنف وأضجعوه مرات عديدة على صخور ملتهبة ثم وضعوه عليها فما أطفأها إلا ودك ظهره ) . ( وعن أبي ليلى الكندي قال : جاء خباب إلى عمر فقال : ادن ، فما أحد أحق بهذا المجلس منك إلا عمار ، فجعل خباب يريه آثاراً بظهره مما عذبه المشركون ) رواه ابن ماجه . ومن شدة الأذى سأل رسول الله r أن يدعو الله ليخفف من العذاب : ( قال : أتيت النبي r وهــو متوسد بردة وهو في ظل الكعبة ، وقد لقينا من المشركين شدة ، فقلت يا رسول الله : ألا تدعو لنا ؟ فقعد _ وهو محمر وجهه _ فقال : لقد كان من قبلكم ليمشط بمشاط الحديد ما دون عظمه من لحم أو عصب ، ما يصرفه ذلك عن دينه ، ويوضع المنشار على مفرق رأسه فيشق باثنين ما يصرفه ذلك عن دينه ، وليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت ما يخاف إلا الله ) رواه البخاري . وعن سعيد بن زيد قال ( والله لقد رأيتني وإن عمر لموثقي على الإسلام قبل أن يسلم عمر ) رواه البخاري . ( لموثقي ) أي أن عمر ربطه بسبب إسلامه إهانة له وإلزاماً بالرجوع عن الإسلام . ( واعتدوا على عمر بن الخطاب عندما أسلم ، وحاولوا قتله لولا أن أنقذه الله بالعاص بن وائل ) . 59 ** ما الحكمة من هذه الابتلاءات ؟ _ ما حدث من تعذيب للمسـلمين هو تقرير وتأكيد لقوله تعالى ( أحب الناس أن يتركوا أن يقولوا أمنا وهم لا يفتنون ) ولقوله تعالى ( أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب ) ولقوله تعالى ( لتبلون في أموالكم وأنفسكم ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين اشركوا أذى كثيراً ) . _ في الابتلاء تمحيص للمؤمنين ، ومحق للكافرين ( ليهلك من هلك عن بينة وحي من حي عن بينة وإن الله لسميع عليم ) ، فلا بد من امتحان النفوس ليظهر بالامتحان الطيب من الخبيث . _ أن الأنبياء أشد الناس بلاء ، وهذا من المتقرر شرعاً وعقلاً ، أنه كلما تشبث المسلم بدينه وشرع ربه انهالت عليه البلايا والمحن من كل حدب وصوب . ولهذا جاء في حديث سعد بن أبي وقاص ( أن رسول الله r سئل أي الناس أشد بلاء ؟ قال : الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل ، يبتلى الرجل على حسب دينه ، فإن كان في دينه صلابة اشتد بلاؤه ، وإن كان في دينه رقة ابتلي على قدر دينه ، فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه خطيئة ) رواه الترمذي . ولذلك كان أشد الناس بلاء في هذه الأمة هو الحبيب r كما سبق . _ سنة الله في التكذيب بالرسل من قبل أقوامهم كما قال تعالى ( وكذلك جعلنا لكل نبي عدواً شياطين الإنس والجن ) وقال تعالى ( كذلك ما أتى الذين من قبلهم من رسول إلا قالوا ساحر أو مجنون ) وقال تعالى ( ما يقال لك إلا ما قد قيل للرسل من قبلك ) . قال ابن القيم : فالناس إذا أرسل إليهم الرسل بين أمرين : إما أن يقول أحدهم آمنا ، وإما أن لا يقول آمنا ، بل يستمر على عمل السيئات ، فمن قال آمنا امتحنه الرب عز وجل وابتلاه وألبسه الابتلاء والاختبار ليبين الصادق من الكاذب . 60 ** أين كان يجتمع النبي r بإصحابه في بداية الدعوة ؟ في دار الأرقم بن أبي الأرقم . 61 ** لماذا اختار الرسول r دار الأرقم بن أبي الأرقم بالذات ؟ قال المباركفوري ( لأن الأرقم لم يكن معروفاً بإسلامه ، ولأنه من بني مخزوم التي تحمل لواء التنافس والحرب ضد بني هاشم ، إذ يستبعد أن يختفي الرسول r في قلب العدو ، ولأنه كان فتى صغيراً عندما أسلم في حدود _ الست عـشـ16ـشرة سنة ، إذ أنه في هذه الحالة تنصرف الأذهان إلى منازل كبار الصحابة ) . |
جزاك الله خيرا ونفع بك
|
الساعة الآن 09:32 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com