![]() |
لعن الله من ذبح لغير الله،
عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- قال: حدثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بأربع كلمات: "لعن الله من ذبح لغير الله، ولعن الله من لعن والديه، ولعن الله من آوى مُحْدِثاً، ولعن الله من غير منار الأرض""1" رواه مسلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ لعنَ الله: اللعنة من الله: الطرد والإبعاد، ومن المخلوقين السبُّ والدعاء. ذبح لغير الله: من الأصنام أو الأولياء والصالحين أو الجن أو غير ذلك. لعن والديه: المراد بهما أبوه وأمه وإن علوا، سواءٌ باشر لعنهما أو تسبب فيه بأن يلعن والدَي شخصٍ فيرد عليه بالمثل. آوى: أي ضمَّ وحمى. محدِثاً: بكسر الدال الجاني، وبفتحها هو الأمر المبتدع في الدين، وإيواؤه الرضا به. غيّر منار الأرض: منارُ الأرض هي المراسيم التي تفرِّق بين ملكك وملك جارك، وتغييرها يكون بتقديمها أو تأخيرها. المعنى الإجمالي للحديث: يحذِّر –صلى الله عليه وسلم- أمته من أربع جرائم، فيخبر أن الله تعالى يطرد من رحمته من ارتكب واحدةً منها: الأولى: التقرب بالذبح إلى غير الله، لأنه صرفٌ للعبادة إلى غير ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ "1" أخرجه مسلم برقم "1978". ص -98- مستحقِّها. الثانية: من دعا على والديه باللعنة أو سبَّهما أو تسبب في ذلك بأن يصدرَ منه ذلك في حق أبوي شخص فيردُّ عليه ذلك الشخص بالمثل. الثالثة: من حمى جانياً مستحقاً للحد الشرعي فمنعه من أن يقام عليه الحد، أو رضي ببدعة في الدين وأقرّها. الرابعة: من تصرّف في مراسيم الأرض التي تفرز الحقوق فقدّمها أو أخرها عن مكانها، فينشأ عن ذلك اقتطاع شيءٍ من أرض غيره ظلماً. مناسبة الحديث للباب: أن فيه دليلاً على غلظ تحريم الذبح لغير الله حيث إن فاعله أو من يستحق لعنة الله. ما يستفاد من الحديث:1- أن الذبح لغير الله محرمٌ شديد التحريم وشركٌ في مقدمة الكبائر. 2- أن الذبح عبادةٌ يجب صرفها لله وحده. 3- تحريم لعن الوالدين وسبِّهما مباشرة أو تسبباً. 4- تحريم مناصرة المجرمين وحمايتهم من تطبيق الحد الشرعي عليهم وتحريم الرضا بالبدع. 5- تحريم التصرف في حدود الأرض بتقديم أو تأخير. 6- جواز لعن أنواع الفُساق لأجل الزجر عن المعاصي |
الساعة الآن 07:18 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com