![]() |
إذا أراد الله بعبد خيرا ؛ جعل له واعظا من نفسه يأمره وينهاه
2124 - " إذا أراد الله بعبد خيرا ؛ جعل له واعظا من نفسه يأمره وينهاه " . قال الألباني في السلسلة الضعيفة : ضعيف أخرجه الديلمي في " مسند الفردوس " ( ص 93 - زهر الفردوس ) من طريق علي بن عبد الحميد : حدثنا أبو بكر أحمد بن علي الفقيه : حدثنا القاسم بن أبي صالح : حدثنا أزهر بن ( بياض بالأصل ) وأبو حاتم قالا : حدثنا موسى بن إسماعيل : حدثنا حماد بن سلمة عن حبيب بن الشهيد عن ابن سيرين عن أم سلمة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . قلت : وهذا إسناد ضعيف عندي ؛ فإن القاسم بن أبي صالح هذا فيه كلام ، أورده الحافظ في " اللسان " ، وسمى أباه : بندار بن إسحاق بن أحمد الزرار الحذاء ، أحد الأدباء الهمداني ، وقال : " روى عن أبي حاتم الرازي وإبراهيم بن ديزل وغيرهما ، روى عنه إبراهيم بن محمد بن يعقوب ، وصالح بن أحمد الحافظ ، وأبو بكر بن لال الفقيه . قال صالح : " كان صدوقا متقنا لحديثه ، وكتبه صحاح بخطه ، فلما وقعت الفتنة ، ذهبت عنه كتبته ، فكان يقرأ من كتب الناس ، وكف بصره ، وسماع المتقدمين عنه أصح . وقال عبد الرحمن الأنماطي : " كنت أتهمه بالميل إلى التشيع " . توفي سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة " . قلت : وتوفي أبو بكر الفقيه - وهو المشهور بابن لال - سنة ( 398 ) ، فبين وفاتيهما ستون سنة ، فيحتمل أن يكون سمع منه أخيرا بعد ذهاب كتبه . على أنه إن ثبت أنه سمعه منه قديما ، ففي الطريق إليه علي بن عبد الحميد ، ولم أجد له ترجمة فيما عندي من المصادر ، وهو غير علي بن عبد الحميد المعني الثقة ، وعلي بن عبد الحميد جار قبيصة المجهول ، وكلاهما كوفي ، وغير علي بن عبد الحميد الغضائري ، فإنهم متقدمون على المترجم ، وأكبرهم الغضائري ، فإنه توفي سنة ( 313 ) بحلب كما في " تذكرة الحفاظ " ( 2/767 - معارف الثالثة ) . ولابن لال جزء صغير من حديثه عن شيوخه ليس فيه هذا الحديث ، ولا هو من رواية ابن عبد الحميد هذا ، وقد روى فيه حديثين آخرين عن شيخه القاسم ( ق 116/2 و121/2 ) ، وهو محفوظ في ظاهرية دمشق المحروسة ( مجموع 11 ) . من أجل ذلك لم تطمئن النفس لتقوية الحافظ العراقي الحديث بقوله في " تخريج الإحياء " ( 4/282 ) : " رواه أبو منصور الديلمي في " مسند الفردوس " من حديث أم سلمة بإسناد حسن " ! لا سيما وابن سيرين لم يذكروا له رواية عن أم سلمة مطلقا ، وقد ذكروا له رواية عن جمع من الصحابة ، ممن يمكنه السماع منهم ، مثل كعب بن عجرة المدني ؛ مات بعد الخمسين ، وعائشة ماتت سنة ( 57 ) ، وأبي برزة ، وهو بصري كابن سيرين ؛ مات سنة ( 65 ) ، أي بعد وفاة أم سلمة بثلاث سنين ، ومع ذلك كله نفوا سماعه من أحد من هؤلاء الثلاثة ، فسماعه من أم سلمة غير ثابت في نقدي . أضف إلى ذلك علة أخرى ، ألا وهي الوقف ، فقد قال أحمد في " الزهد " ( ص 306 ) : حدثنا أسود بن عامر : حدثنا حماد عن حبيب عن ابن سيرين ، قال : .. فذكره موقوفا ، وسنده صحيح . وهذا هو الصواب أنه من قول ابن سيرين ، ليس فيه ذكر للنبي صلى الله عليه وسلم ، ولا أم سلمة . والله أعلم . ثم رأيت الدكتور فؤاد عبد المنعم أحمد في تعليقه على " الأمثال والحكم " للماوردي قد حسن الحديث ( ص 49 ) مقلدا في ذلك للعراقي في تجويده لإسناده ، مع أنه نقل تضعيف العجلوني إياه ، وتضعيفي أنا في " ضعيف الجامع الصغير " ( 429 ) ، وهذا مما يدل القارئ على أن الدكتور لا يزيد على كونه مجرد قماش ، نقال ! وسيأتي له أمثلة أخرى ، فانظر مثلا الحديث ( 2864 ) . وأما لجنة " الجامع الكبير " ، فلم تزد على نقل تجويد العراقي لإسناده ، نقلا عن المناوي ، ونص كلامه في " فيض القدير " : " قال الحافظ العراقي وغيره : " إسناده جيد " . كذا جزم به في " المغني " ، ولم يرمز له المؤلف بشيء " . وقد تبادر إلى ذهن الدكتور فؤاد أن المقصود بـ " المغني " في الفقه الحنبلي لابن قدامة المقدسي ! وبناء عليه تصرف في كلام المناوي ، فقال الدكتور ( ص 49 ) : " وقال المناوي : إن الحافظ العراقي وغيره قرر أن إسناده جيد ، وكذلك جزم به ابن قدامة في " المغني " . فيض القدير " ! وإنما المراد به كتابه في تخريج " الإحياء " الذي تقدم النقل عنه ، فإن اسمه الكامل " المغني عن حمل الأسفار في الأسفار في تخريج ما في الإحياء من الأخبار " ! |
الساعة الآن 05:25 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com