![]() |
عقيدة الفرقة الناجية الحلقة الثانية
الحلقة الثانية عقيدة الفرقة الناجية من هم أهل السنة والجماعة السُّنة في اللغة : مشتقة من سَن الأمرَ : بَينَه . والسَنَة : الطريقةُ والسِّيرة ، محمودة كانت أَم مذمومة . ومنه قول النَّبِي صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم : « لَتَتَبِعُنّ لسَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ شِبْرا بِشِبرْ وذِراعا بِذِراع » (متفق علية ) أَي : طريقتهم في الدِّين والدنيا . وقوله : « مَنْ سنّ في الإسلاَمِ سنَةَ حَسَنه فَلَهُ أَجْرُها وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بهَا منْ بَعْدِه ؛ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أجُورِهِمْ شَيْءٌ ، ومَنْ سنَّ في الإِسلام سُنَّة سيئة » (مسلم ) - أَي : " سيرة . . . الحديث " السنة في الاصطلاح الهديُ الذي كان عليه رسول اللّه- صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم- وأَصحابه ، علما ، واعتقادا ، وقولا ، وعملا ، وتقريرا . وتُطلق السّنَة أَيضا على سُنَنِ العبادات والاعتقادات ، ويقابل السنَّةَ : البدعة . قال النَّبِيُّ صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم : « فإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ بَعْدي فَسَيرى اخْتلافا كَثيرا ؛ فَعَلَيْكُمْ بِسنّتي وسُنّةِ الخلَفَاءِ المَهْدِيينَ الرَّاشِدين » (الصحيحة ) الجماعة في اللغة : (مأخوذةٌ من الجمعِ ، وهو ضمُ الشيءِ، بتقريبِ بعضِهِ من بعضٍ ، يُقال جَمعتُهُ ، فاجْتَمَعَ) . ومشتقة من الاجتماع ، وهو ضد التفَرُّق ، وضد الفرْقَة . والجماعة : العدد الكثير من النَّاس ،والجماعة : هم القوم الذين اجتمعوا على أَمرٍ ما . الجماعة في الاصطلاح : جماعة المسلمين ، وهم سَلَفُ هذه الأُمة من الصحابة والتابعين ومن تَبعهُم بإِحسان إِلى يوم الدِّين ؛ الذين اجتمعُوا على الكتاب والسَنَة ، وساروا على ما كان عليه رسول اللّه- صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم- ظاهرا وباطنا . وقد أَمرَ اللّهُ تعالى عباده المؤمنين وحَثَّهم على الجماعة والائتلاف والتعاون ونهاهم عن الفرقة والاختلافِ والتَناحر ، فقال : ** وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ** وقال : ** وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ ** وقال النَبِي صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم : « وَإِن هَذهِ الملة سَتفْتَرقُ عَلَى ثَلاث وَسَبعين ، ثِنْتانِ وَسَبعونَ في النَّار ، وَوَاحِدة في الجنة ، وَهي : " الجماعَة » (الصحيحة ) وقال : « عَلَيْكُمْ بالجَماعَة ، وَإِيَّاكُمْ وَالفُرْقَةَ ؛ فَإِنَّ الشَّيطانَ مَعَ الوَاحِدِ ، وَهُوَ مِن الاثْنَيْنِ أَبْعَدُ ، وَمَنْ أَرَاد بُحْبُوحَةَ الجنة ، فَلْيَلْزَم الجَمَاعَة » (الصحيحة) وقال الصحابي الجليل عبد اللّه بن مسعود رضي اللّه عنه : (الجَمَاعَةُ مَا وَافَقَ الَحَقّ ، وَإِن كُنْتَ وَحْدَكَ) والان ماهو تعريف اهل السنة والجماعة ؟ فَأهلُ السُّنَّةِ والجماعة : هم المتمسكون بسُنٌة النَّبِيِّ- صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم- وأَصحابه ومَن تبعهم وسلكَ سبيلهم في الاعتقاد والقول والعمل ، والذين استقاموا على الاتباع وجانبوا الابتداع ، وهم باقون ظاهرون منصورون إِلى يوم القيامة فاتَباعُهم هُدى ، وخِلافهم ضَلال . هل لهم صفات تميزهم عن عيرهم ؟ وأَهل السنَّة والجماعة : يتميزون عن غيرهم من الفرق ؛ بصفات وخصائص وميزات منها : ا- أَنَّهم أَهل الوسط والاعتدال بين الإفراط والتفريط ، وبين الغلو والجفاء سواء أكان في باب العقيدة أَم الأَحكام والسلوك ، فهم وسطٌ بين فرق الأمَّة ، كما أَنَّ الأُمة وسطٌ بين الملل . 2 - اقتصارهم في التلقِّي على الكتاب والسنَّة ، والاهتمام بهما والتسليم لنُصوصهما ، وفهمهما على مقتضى منهج السلف . 3 - ليس لهم إِمام مُعظَمٌ يأَخذون كلامه كلَه ويدعُونَ ما خالَفه إِلا رسول اللّه- صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم- وهم أَعلمُ الناسِ بأَحواله ، وأَقواله ، وأَفعاله ، لذلك فهم أَشدُّ النَّاس حُبّا للسُّنَّة ، وأَحرصهم على اتباعها ، وأكثرهم موالاة لأَهلها . 4 - تركهم الخصومات في الدِّين ، ومجانبة أَهلها ، وترك الجدال والمراء في مسائل الحلال والحرام ، ودخولهم في الدِّين كُلّه . 5 - تعظيمهم للسَّلف الصالح ، واعتقادهم بأن طريقة السلف أَسْلَم ، وأعلم ، وأحكم . 6 - رَفْضهُم التأويل ، واستسلامهم للشرع ، مع تقديمهم النقل على العقل- تصورات الأذهان- وإخضاع الثاني للأول . 7 - جمعُهُم بين النصوص في المسألة الواحدة وَردهم المتشابه إِلى المحكم . 8 - أَنهم قدوة الصالحين ؛ الذين يهدون إِلى الحقِ ، ويرشدون إِلى الصراط المستقيم ؛ بثباتهم على الحقِّ وعدم تَقَلُبِهِمْ ، واتِّفاقهم على أُمور العقيدة ، وجمعهم بين العلم والعبادة ، وبين التوكل على اللّه ، والأَخذ بالأَسباب ، وبين التوسع في الدُّنيا والورع فيها ، وبين الخوف والرجاء ، والحب والبغض في اللّه ، وبين الرحمة واللين للمؤمنين والشدةِ والغلظة على الكافرين ، وعدم اختلافهم مع اختلاف الزمان والمكان . 9- أَنَّهم لا يتسمَون بغير الإِسلام ، والسُنَّة ، والجماعة . 10- حِرْصُهُم على نشرِ العقيدة الصحيحة ، والدين القويم ، وتعليمهم النَاس وإرشادهم ، والنصيحة لهم ، والاهتمام بأُمورهم . 11- أَنهم أَعظمُ النَّاس صبرا على أَقوالهم ، ومعتقداتهم ، ودعوتهم . 12- حِرصُهم على الجماعة والأُلفة ، ودعوتهم إِليها وحث النَاس عليها ، ونبذهم للاختلاف والفرقَةِ ، وتحذير النَّاس منها . 13- أَنَّ اللّه- عز وجل- عَصَمَهمُ من تكفير بعضهم بعضا ، ثمَ هم يحكمون على غيرهم بعلم وعدل . 14- محبَّة بعضهم لبعض ، وترحُّم بعضهم على بعض ، وتعاونهم فيما بينهم ، وسد بعضهم لنقص بعض ، ولا يوالون ولا يعادون إِلا في اللّه . وبالجملة : فهم أحسنُ النَّاس أَخلاقا ، وأَحرصهم على زكاة أَنفسهم بطاعة اللّه تعالى ، وأَوسعُهم أُفُقا ، وأَبعدهم نظرا ، وأَرحبهم بالخلاف صدرا ، وأَعلمُهم بآدابه وأصوله . لماذا هم على ذلك ؟ وصفوة القول في مفهوم أَهل السُّنَة والجماعة : أنهم الفرقة التي وعدها النَّبي- صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم- بالنجاةِ من بين الفرقِ ، ومدار هذا الوصف على اتِّباع السنة ، وموافقة ما جاء بها من الاعتقاد والعبادة والهدي والسلوك والأخلاق ، وملازمة جماعة المسلمين . وهذا هو المعنى الأخص لأَهل السنة والجماعة ؛ فيخرج من هذا المعنى كل طوائف المبتدعة وأَهل الأَهواء، كالخوارج ، والجهمية ، والقدرية ، والمعتزلة ، والمرجئة ، والرافضة . . وغيرهم من أَهل البدع ممن سلكوا مسلكهم . فالسنَّة هنا تقابل البدعة ، والجماعة تقابل الفرقة ، وهو المقصود في الأَحاديث التي وردت في لزوم الجماعة والنهي عن التفرق . فهذا الذي قصده ترجمان القرآن ، عبد اللّه بن عباس - رضي اللّه عنهما- في تفسير قول اللّه تبارك وتعالى : ** يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ ** قال : (تبيضّ وجوهُ أَهلِ السُّنَةِ والجماعة ، وتسودَ وجوهُ أَهلِ البدعة والفرقة) (1) هل لهم مسميات اخرى ؟ ولفظ " السَّلف الصالح " يرادف مصطلح أَهل السنة والجماعة ، كما يُطلق عليهم- أَيضا- أَهل الأثر ، وأَهل الحديث ، والطائفة المنصورة ، والفرقة الناجية ، وأَهل الاتباع ، وهذه الأَسماء والإطلاقات مستفيضة عن علماء السلف . ما هى خصائص عقيدة أهل السنة والجماعة ولماذا كانت عقيدة السلف الصَّالح أَولى بالاتباع؟ العقيدةُ الصحيحةُ هي أَساس هذا الدِّين ، وكل ما يُبنى على غير هذا الأَساس ؛ فمآلهُ الهدم والانهيار ، ومن هذا نرى اهتمام النَّبي- صلى الله عليه وسلم -بإِرساء هذه العقيدة وترسيخها في قلوب أَصحابه طيلة عمره ، وذلك من أَجل بناء الرجال على قاعدة صلبة وأَساس متين . وظلَّ القرآن في مكَّةَ يتنزل ثلاثة عشر عاما يتحدثُ عن قضية واحدة لا تتغير ، وهي قضية العقيدة والتوحيد للّه تعالى والعبودية له ، ومن أَجلها ولأَهميتها كان النَّبي- صلى الله عليه وسلم -في مكَّةَ لا يدعو إِلا إِليها ، ويُرَبِّي أَصحابه عليها . مااهمية دراسة عقيدة السلف الصالح ؟ وترجع أَهميَّة دراسة عقيدة السَّلف الصالح إِلى أَهميَّة تبيين العقيدة الصافية ، وضرورة العمل الجاد في سبيل العودة بالنَّاس إِليها ، وتخليصهم من ضلالات الفرق واختلاف الجماعات ، وهي أَوَّل ما يجب على الدعاة الدعوة إِليه . ماهى مميزات العقيدة ؟ فالعقيدة على منهج السلف الصالح: لها مميزات وخصائص فريدة تُبيِّن قيمتها ، وضرورة التمسك بها ، ومن أَهم هذه المميزات : أَوَلا- أنها السبيلُ الوحيدُ للخلاص من التفرق والتحزب ، وتوحيد صفوف المسلمين عامة ، والعلماء والدعاة خاصة ؛ حيث هي وحي اللّه تعالى وهدي نبيِّه- صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم- وما كان عليه الرَّعيل الأَول الصحابة الكرام ، وأَي تجمع على غيرها مصيره- كما نشاهده اليوم من حال المسلمين- التفرق ، والتنازع ، والإِخفاق ، قال اللّه تبارك وتعالى : ** وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ** (1) ثانيا - أنها تُوحِّدُ وتُقوِّى صفوفَ المسلمين ، وتجمع كلمتهم على الحق وفي الحق ؛ لأنَها استجابة لقول اللّه تبارك وتعالى : ** وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ** (2) ولذا فإِنَّ من أَهم أَسباب اختلاف المسلمين اختلاف مناهجهم وتعدد مصادر التلقِّي عندهم ، فتوحيد مصدرهم في العقيدة والتلقِّي سبب مهم لتوحيد الأمَة ، كما تحقق في صدرها الأَوَل . ثالثا- أنها تَرْبط المسلم مباشرة باللّه تعالى ورسوله- صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم- وبحبِّهما وتعظيمهما ، وعدم التقدم بين يدي اللّه ورسوله- صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم- ذلك لأَنَ عقيدة السلف منبعها : قال اللّه ، وقال رسوله ؛ بعيدا عن تلاعب الهوى والشبهات ، وخالية من التأثر بالمؤثرات الأَجنبية من فلسفة ومنطق وعقلانية ، فليس إِلا الكتاب والسُّنَّة . رابعا - أنها سهلة مُيسرَةٌ واضحة ، لا لَبْسَ فيها ولا غموض بعيدة عن التعقيد وتحريف النصوص ، مُعتَقِدُها مرتاح البال ، مطمئنُّ النفس ، بعيد من الشكوك والأَوهام ووساوس الشيطان ، قَريرُ العين لأَنَّه سائر على هدي نبي هذه الأُمَّة- صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم- وصحابته الكرام رضوان اللّه تعالى عليهم أَجمعين ، قال اللّه تعالى : ** إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ ** خامسا : أنها من أَعظم أَسباب القرب من اللّه- عز وجل- والفوز برضوانه سبحانه وتعالى . وهذه المميزات والسمات ثابتة لأَهل السنة والجماعة ، لا تكاد تختلف في أَي مكان أَو زمان ، والحمد للّه . هل لتلك العقيدة من اركان ؟ نعم ولنبداء بالركن الاول 1-الإيمان بالله الإِيمان باللّه تعالى ؛ هو التصديقُ الجازم بوجود اللّه ، واتصافه بكل صفات الكمال ، ونعوت الجلال ، واستحقاقه وحده العبادة ، واطمئنان القلب بذلك اطمئنانا تُرى آثاره في سلوك الإنسان ، والتزامه بأَوامر اللّه ، واجتناب نواهيه . وهو أَساس العقيدة الإِسلامية ولُبَها ؛ فهو الأَصل ، وكل أَركان العقيدة مضافة إليه وتابعة له . فالإِيمان باللّه يتضمن الإيمان بوحدانيته واستحقاقه للعبادة وحده ؛ لأَنَّ وجوده لا شك فيه ، وقد دلَّ على وجوده سبحانه وتعالى :الفطرةُ ، والعقلُ ، والشرعُ ، والحسُّ . ومن الإيمان باللّه تعالى ؛ الإِيمان بوحدانيَّته وألوهيته وأَسمائه وصفاته ، وذلك بإِقرار أَنواع التوحيد الثلاثة ، واعتقادها ، والعمل بها اذا ماتيقنا بوجودة وتوحيدة فهل لذلك التوحيد من انواع ؟ الجواب نعم ، وهي : 1- توحيد الربوبية . 2- توحيد الألوهية . 3- توحيد الأَسماء والصفات . واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين |
بارك الله فيك
|
الساعة الآن 08:46 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com