![]() |
25 تابع / شرح : العقيدة الواسطيّة للعلاّمة صالح الفوزان حفظه الله
_ المتن : وقوله : ** يا عيسىٓ إنّي متوفيك ورافعك إليّ ** سورة آل عمران 55 ** بل رّفعه الله إليه ** سورة النّسآء 158 ** إليه يصعد الكلم الطّيّب والعمل الصّالح يرفعه ** سورة فاطر 10 ** يـٰهـٰمـٰن ابن لي صرحاً لّعلّيٓ أبلغ الأسباب * أسباب السّماوات فأطّلع إلىٓ إلـٰه موسىٰ وإنّي لأظنّه كاذبا ** سورة غافر 36 - 37 ** ءأمِنتم مّن في السّمآء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور * أم أمنتم مّن في السّمآء أن يُرسل عليكم حاصباً فستعلمون كيف نذير ** سورة الملك 16 - 17 _ الشرح : ( يا عيسى ) خطاب من الله تبارك وتعالى لعيسى بن مريم عليه الصلاة والسّلام ( إني متوفيك ) الذي عليه الأكثر أن المراد بالوفاة هنا النوم كما قال تعالى : ( وهو الذي يتوفاكم بالليل )الآية (60) من سورة الأنعام وقال تعالى : ( الله يتوفّى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها )الآية ( 42) من سورة الزمر ( ورافعك إلىّ ) أي : رفعه الله إليه في السماء وهو حي . وهذا محل الشاهد من الآية وهو إثبات العلو لله لأن الرفع يكون إلى أعلى . وقوله : ( بل رفعه الله إليه ) هذا رد على اليهود الذين يدعون أنهم قتلوا المسيح عيسى بن مريم فقال تعالى : ( وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم )- إلى قوله : ( وما قتلوه يقينا ) الآية (157) من سورة النساء ( بل رفعه الله إليه ) أي رفع الله سبحانه وتعالى المسيح عليه السلام إليه وهو حي لم يُقتَل – وهذا محل الشاهد لأن فيه إثبات علو الله على خلقه لأن الرفع يكون إلى أعلى . وقوله ( إليه يصعد ) أي : إلى الله سبحانه لا إلى غيره يرتفع ( الكلم الطيب ) أي : الذكر والتلاوة والدعاء ( والعمل الصالح يرفعه ) أي : العمل الصالح يرفع الكلم الطيب – فإن الكلم الطيب لا يُقبل إلا مع العمل الصالح فمن ذكر الله تعالى ولم يُؤدِّ فرائضَه رُدَّ كلامه – قال إياس بن معاوية لولا العمل الصالح لم يرفع الكلام . وقال الحسن وقتادة لا يُقبلُ قَولٌ إلا بعمل . والشاهد من الآية : أن فيها إثبات علو الله على خلقه لأن الصعود والرفع يكونان إلى أعلى . وقوله تعالى : ( يا همان ابن لي صرحاً ) هذا من مقولة فرعون لوزيره هامان يأمره ان يبني له قصراً منيفاً عالياً ( لَعَلي أبلغ الأسباب أسباب السموات ) أي طرق السموات أو أبوابها ( فأطّلع إلى إله موسى ) بنصب ( فأطلع ) بأن مضمرة بعد فاء السببية . ومعنى مقالته هذه تكذيب موسى عليه السلام في أن الله أرسله أو أن له إلها في السماء ولذلك قال : ( وإنّي لأظنّه كاذبا ) أي فيما يدعيه من الرسالة أو فيما يدعيه بأن له إلها في السماء والشاهد من الآية : أن فيها إثبات علو الله على خلقه ، حيث أن موسى عليه السلام أخبر بذلك وحاول فرعون في تكذيبه . وقوله تعالى : ( أأمنتم ) الأمن ضد الخوف ( من في السماء ) أي : عقوبة مَن في السماء وهو الله سبحانه ، ومعنى ( في السماء ) أي : على السماء ، كقوله تعالى : ( ولأصلبنكم في جذوع النخل ) وهذا إن أريد بالسماء السماء المبنية . وإنْ أريد بالسماء مطلق العلو ففي للظريفة ، أي في العلو ( أن يخسف بكم الأرض ) أي : يقلعها بكم كما فعل بقارون ( فإذا هي تمور ) أي تضطرب وتتحرك . ( أم أمنتم من في السماء أن يُرسل عليكم حاصبا ) أي : حجارة من السماء كما أرسلها على قوم لوط وأصحاب الفيل . وقيل سحاب فيها حجارة وقيل ريح فيها حجارة ( فتستعلمون كيف نذير ) أي : إنذاري إذا عاينتم العذاب ، ولا ينفعكم حينذاك هذا العلم . والشاهد من الآيتين : أن فيهما إثبات علو الله على خلقه حيث صرحتا أنه سبحانه في السماء فقد دلت هذه الآيات التي ذكرها المؤلف رحمة الله عليه على إثبات العلو . كما دلت هذه الآيات التي قبلها على إثبات استواء الله على العرش . والفرق بين الاستواء والعلو : 1- أن العلو من صفات الذات والاستواء من صفات الأفعال . فعلو الله على خلقه وصف لازم لذاته ، والاستواء فعل من أفعاله سبحانه يفعله سبحانه وتعالى بمشيئته وقدرته إذا شاء ولذا قال فيه ( ثم استوي ) وكان ذلك بعد خلق السموات والأرض . 2 - أن العلو من الصفات الثابتة بالعقل والنقل . والاستواء ثابت بالنقل لا بالعقل . ( يتبع ) ................... |
الساعة الآن 01:14 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com