![]() |
2 تابع / شرح : العقيدة الواسطية للعلاّمة صالح الفوزان حفظه الله تعالى
_ الشرح : ( ودين الحق ) هو العمل الصالح ـ والدين يطلق ويراد به الجزاء ـ كقوله تعالى : (مالِكِ يَوْمِ الدّينِ) ويطلق ويراد به الخضوع والانقياد ـ وإضافة الدين إلى الحق من إضافة الموصوف إلى صفته ـ أي الدين الحق ـ والحق مصدر : حق يحق بمعنى ثبت ووجب ـ وضده الباطل ـ ( ليظهره على الدين كله ) أي ليُعْلِيَه على جميع الأديان بالحجة والبيان والجهاد حتى يظهر على مخالفيه من أهل الأرض من عرب وعجم ملْيِّين ومشركين . وقد وقع ذلك فإن المسلمين جاهدوا في الله حق جهاده حتى اتسعت رقعة البلاد الإسلامية وانتشر هذا الدين في المشارق والمغارب . ( وكفى بالله شهيدا ) أي شاهدا أنه رسوله ومُطلّع على جميع أفعاله وناصره على أعدائه وفي ذلك دلالة قاطعة على صدق هذا الرسول ـ إذ لو كان مفتريا لعاجله الله بالعقوبة كما قال تعالى : ( ولَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنا بَعْضَ الأقاويلِ لأخَذْنا مِنْهُ بِاليَمِينِ ثُمَّ لَقَطَعْنا مِنْهُ الوتِينَ) سورة الحاقّة 44 - 46 ( وأشهد أن لا اله إلا الله ) أي أقر وأعترف أن لا معبود بحق إلا الله ( وحده لا شريك له ) في هاتين الكلمتين تأكيد لما تضمنته شهادة أن لا إله إلا الله من النفي والإثبات ـ نفي الإلهية عما سوى الله وإثباتها لله فقوله ( وحده ) تأكيد للإثبات وقوله ( لا شريك له ) تأكيد للنفي . وقوله : ( إقرارا به وتوحيدا ) مصدران مؤكدان لمعنى الجملة السابقة : ( وأشهد أن لا إله إلا الله ) الخ أي إقرارا باللسان وتوحيداً أي إخلاصا في كل عبادة قولية أو فعلية أو اعتقاديه . وقوله : ( وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ) أي أقر بلساني واعتقد بقلبي أن الله أرسل عبده محمدا صلى الله عليه وسلم إلى الناس كافة لأن الشهادة لهذا الرسول بالرسالة مقرونة بالشهادة لله بالتوحيد لا تكفي إحداهما عن الأخرى . وفي قوله ( عبده ورسوله ) رد على أهل الإفراط والتفريط في حق الرسول صلى الله عليه وسلم ـ فأهل الإفراط غلوا في حقه ورفعوه فوق منزلة العبودية . وأهل التفريط قد نبذوا ما جاء به وراء ظهورهم كأنه غير رسول فشهادة أنه عبدالله تنفي الغلو فيه ورفعه فوق منزلته . وشهادة أنه رسول الله تقتضي الإيمان به وطاعته فيما أمر وتصديقه فيما أخبر . واجتناب ما نهى عنه . وإتباعه فيما شرع . وقوله : (صلى الله عليه ) الصلاة لغة : الدعاء ـ وأصح ما قيل في معنى الصلاة من الله على الرسول : ما ذكره البخاري في صحيحه عن أبي العالية قال : صلاة الله على رسوله ثناؤه عليه في الملأ الأعلى . ( وعلى آله ) آل الشخص من ينتمون إليه بصلة وثيقة من قرابة ونحوها . وأحسن ما قيل في المراد بآل الرسول صلى الله عليه وسلم هنا أنهم أتباعه على دينه . ( وأصحابه ) جمع صاحب . من عطف الخاص على العام . والصحابي هو من لقى النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنا به ومات على ذلك . ( وسلم مزيدا ) السلام بمعنى التحية أو السلامة من النقائص والرذائل وقوله : ( مزيدا ) اسم مفعول من الزيادة وهى النمو . وجمع بين الصلاة والسلام امتثالا لقوله تعالى : ( يا أَيُّها الّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وسَلِّمُوا تَسْلِيماً ) سورة الأحزاب 56 ( يتبع ) ............... |
« شرح العقيدة الواسطية » بشرح الشيخ العلامة : محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى .. http://t.co/5T8TIKq2nX 🌴🌴🌴🌴🌴🌴🌴 🌴🌴🌴🌴🌴🌴🌴🌴🌴🌴🌴🌴🌴 |
الساعة الآن 01:08 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com