![]() |
17 تابع / شرح : حديث أبي زرع
قوله : ( قالت خرج أبو زرع ) في رواية النسائي ( خرج من عندي ) وفي رواية الحارث بن أبي أسامة ( ثم خرج من عندي ) . قوله ( والأوطاب تمخض ) الأوطاب جمع وطب بفتح أوله وهو وعاء اللبن ، قال يعقوب ابن السكيت : أرادت أنه يبكر بخروجه من منزلها غدوة وقت قيام الخدم والعبيد لأشغالهم ، وانطوى في خبرها كثرة خير داره وغزر لبنه وأن عندهم ما يكفيهم ويفضل حتى يمخضوه ويستخرجوا زبده ، يحتمل أن يكون أنها أرادت أن الوقت الذي خرج فيه كان في زمن الخصب وطيب الربيع . قلت : وكأن سبب ذكر ذلك توطئة للباعث على رؤية أبي زرع للمرأة على الحالة التي رآها عليها ، أي أنها من مخض اللبن تعبت فاستلقت تستريح ، فرآها أبو زرع على ذلك . قوله : ( فلقي امرأة معها ولدان لها كالفهدين ) في رواية الطبراني ( فأبصر امرأة لها ابنان كالفهدين ) وفي رواية ابن الأنباري ( كالصقرين ) وفي رواية الكاذي ( كالشبلين ) ووقع في رواية إسماعيل بن أبي أويس ( سارين حسنين نفيسين ) وفائدة وصفها لهما التنبيه على أسباب تزويج أبي زرع لها لأنهم كانوا يرغبون في أن تكون أولادهم من النساء المنجبات فلذلك حرص أبو زرع عليها لما رآها ، وفي رواية للنسائي ( فإذا هـو بأم غلامين ) ووصفها لهما بذلك للإشارة إلى صغر سنهما واشتداد خلقهما ، وتواردت الروايات على أنهما ابناها ، إلا ما رواه أبو معاوية عن هشام فإنه قال ( فمر على جارية معها أخواها ) قال عياض يتأول بأن المراد أنهما ولداها ولكنهما جعلا أخويها في حسن الصورة وكمال الخلقة ، فإن حمل على ظاهره كان أدل على صغر سنها ، ويؤيده قوله في رواية غندر ( فمر بجارية شابة ) كذا قال ... ويمكن الجمع بين كونهما أخويها وولديها بأن تكون لما وضعت ولديها كانت أمها ترضع فأرضعتهما . قوله ( يلعبان من تحت خصريها برمانتين ) في رواية الحارث ( من تحت درعها ) وفي رواية الهيثم ( من تحت صدرها ) قال أبو عبيد : يريد أنها ذات كفل عظيم فإذا استلقت ارتفع كفلها بها من الأرض حتى يصير تحتها فجوة تجري فيها الرمانة ، قال : وذهب بعض الناس إلى الثديين وليس هذا موضعه اهــ ، وأشار بذلك إلى ما جزم به إسماعيل بن أبي أويس ، ويؤيد قول أبي عبيد ما وقع في رواية أبي معاوية ( وهي مستلقية على قفاها ومعهما رمانة يرميان بها من تحتها فتخرج من الجانب الآخر من عظم إليتيها ) لكن رجح عياض تأويل الرمانتين بالنهدين من جهة أن سياق أبي معاوية هذا لا يشبه كلام أم زرع ، قال : فلعله من كلام بعض رواته أورده على سبيل التفسير الذي ظنه فأدرج في الخبر ، وإلا لم تجر العادة بلعب الصبيان ورميهم الرمان تحت أصلاب أمهاتهم ، وما الحامل لها على الاستلقاء حتى يصنعان ذلك ويرى الرجال منها ذلك ، بل الأشبه أن يكون قولها ( يلعبان من تحت خصريها ) أي أن ذلك مكان الولد منها ، وأنهما كانا في حضنيها أو جنبيها ، وفي تشبيه النهدين بالرمانتين إشارة إلى صغر سنها ، وأنها لم تترهل حتى تنكسر ثدياها وتتدلى اهــ . وما رده ليس ببعيد ، أما نفي العادة فمسلم ، لكن من أين له أن ذلك لم يقع اتفاقا بأن تكون لما استلقت وولداها معها شغلتهما عنها بالرمانة يلعبان بها ليتركاها تستريح فاتفق أنهما لعبا بالهيئة التي حكيت ، وأما الحامل لها على الاستلقاء فقد قدمت احتمال أن يكون من التعب الذي حصل لها من المخض ، وقد يقع ذلك للشخص فيستلقي في غير موضع الاستلقاء ، والأصل عدم الإدراج الذي تخيله ، وإن كان من اختاره من أن المراد بالرمانة ثديها أولى لأنه أدخل في وصف المرأة بصغر سنها ، والله أعلم . |
الساعة الآن 08:57 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com