![]() |
8 تابع / شرح : حديث أبي زرع
قوله : ( قالت السابعة : زوجي غياياء أو عياياء ) والغياياء الطباقاء الأحمق الذي ينطبق عليه أمره ، وقال أبو عبيد : العياياء بالمهملة الذي لا يضرب ولا يلقح من الإبل وبالمعجمة ليس بشيء ، والطباقاء الأحمق الفدم : وقال ابن فارس : الطباقاء الذي لا يحسن الضراب ، فعلى هذا يكون تأكيدا لاختلاف اللفظ كقولهم بعدا وسحقا . وقال الداودي قوله ( غياياء ) بالمعجمة مأخوذ من الغي بفتح المعجمة ، وبالمهملة مأخوذ من العي بكسر المهملة . وقال أبو عبيد : العياياء بالمهملة العي الذي تعييه مباضعة النساء ، وأراه مبالغة من العي في ذلك . وقال ابن السكيت : هو العيي الذي لا يهتدي . وقال عياض وغيره : الغياياء بالمعجمة يحتمل أن يكون مشتقا من الغياية وهو كل شيء أظل الشخص فوق رأسه ، فكأنه مغطى عليه من جهله وهذا الذي ذكره احتمالا جزم به الزمخشري في الفائق . وقال النووي : قال عياض وغيره : غياياء بالمعجمة صحيح ، وهو مأخوذ من الغاية وهي الظلمة ، وكل ما أظل الشخص ، ومعناه لا يهتدي إلى مسلك . أو أنها وصفته بثقل الروح ، وأنه كالظل المتكاثف الظلمة الذي لا إشراق فيه ، أو أنها أرادت أنه غُطِيَت عليه أموره . أو يكون غياياء من الغي وهو الانهماك في الشر ، أو من الغي الذي هو الخيبة . قال تعالى فسوف يلقون غيا وقال ابن الأعرابي : الطباقاء المطبق عليه حمقا . وقال ابن دريد : الذي تنطبق عليه أموره . وعن الجاحظ : الثقيل الصدر عند الجماع ينطبق صدره على صدر المرأة فيرتفع سفله عنها ، وقد ذمت امرأة امرأ القيس فقالت له : ثقيل الصدر ، خفيف العجز ، سريع الإراقة ، بطيء الإفاقة . قال عياض : ولا منافاة بين وصفها له بالعجز عند الجماع وبين وصفها بثقيل الصدر فيه لاحتمال تنزيله على حالتين كل منهما مذموم ، أو يكون إطباق صدره من جملة عيبه وعجزه وتعاطيه ما لا قدرة له عليه ، لكن كل ذلك يرد على من فسر عياياء بأنه العنين . وقولها ( كل داء له داء ) أي كل شيء تفرق في الناس من المعايب موجود فيه وقال الزمخشري : يحتمل أن يكون قولها ( له داء ) خبرا لـ كل ، أي أن كل داء تفرق في الناس فهو فيه . ويحتمل أن يكون ( له ) صفة لداء و ( داء ) خبرا لـ كل ، أي كل داء في غاية التناهي ، قال عياض : وفيه من لطيف الوحي والإشارة لأنه انطوى تحت هذه الكلمة كلام كثير . وقولها : ( شَجّك ) أي جرحك في رأسك ، وجراحات الرأس تسمى شجاجا وقولها : ( أو فَلَّك ) أي جرح جسدك ، ويحتمل أن يكون المراد نزع منك كل ما عندك أو كسرك بسلاطة لسانه وشدة خصومته . وقولها : ( أو جَمَع كلاّ لَكِ ) وقع في رواية الزبير ( إن حدثته سبك ، وإن مازحته فلك ، وإلا جمع كلا لك ) وقال الزمخشري : يحتمل أن تكون أرادت أنه ضروب للنساء ، فإذا ضرب إما أن يكسر عظما أو يشج رأسا أو يجمعهما . قال : ويحتمل أن يريد بالفل الطرد والإبعاد ، وبالشج الكسر عند الضرب وإن كان الشج إنما يستعمل في جراحة الرأس . قال عياض : وصفته بالحمق ، والتناهي في سوء العشرة ، وجمع النقائص بأن يعجز عن قضاء وطرها مع الأذى ، فإذا حدثته سبها ، وإذا مازحته شجها ، إذا أغضبته كسر عضوا من أعضائها أو شق جلدها أو أغار على مالها أو جمع كل ذلك من الضرب والجرح وكسر العضو وموجع الكلام وأخذ المال . ( يتبع ) ..….......................... |
الساعة الآن 08:18 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com