![]() |
جزاء العمل الصالح
✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨ قال الله تعالى : « ولَا تَشْتَرُوا بِعَهْدِ الله ثَمَنًا قَلِيلًا إِنَّمَا عِنْدَ اللهِ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * ما عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وما عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ ولَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ ما كَانُوا يَعْمَلُونَ * مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ولَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ ما كَانُوا يَعْمَلُونَ » سورة النحل 95 - 97 قال العلاّمة عبد الرّحمٰن السّعدي رحمه الله في تفسير كلام المنّان : يحذر تعالى عباده من نقض العهود والأيمان لأجل متاع الدنيا وحطامها فقال: « وَلَا تَشْتَرُوا بِعَهْدِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا » تنالونه بالنقض وعدم الوفاء « إِنَّمَا عِنْدَ اللهِ » من الثواب العاجل والآجل لمن آثر رضاه، وأوفى بما عاهد عليه الله « هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ » من حطام الدنيا الزائلة « إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ » فآثروا ما يبقى على ما يفنى فإن الذي عندكم ولو كثر جدا لا بد أن « يَنْفَدُ » ويفنى، « وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ » ببقائه لا يفنى ولا يزول، فليس بعاقل من آثر الفاني الخسيس على الباقي النفيس وهذا كقوله تعالى : « بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى » « وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرَارِ » وفي هذا الحث والترغيب على الزهد في الدنيا . خصوصا الزهد المتعين وهو الزهد فيما يكون ضررا على العبد ويوجب له الاشتغال عما أوجب الله عليه وتقديمه على حق الله فإن هذا الزهد واجب . ومن الدواعي للزهد أن يقابل العبد لذات الدنيا وشهواتها بخيرات الآخرة، فإنه يجد من الفرق والتفاوت ما يدعوه إلى إيثار أعلى الأمرين [وليس الزهد الممدوح هو الانقطاع للعبادات القاصرة كالصلاة والصيام والذكر ونحوها، بل لا يكون العبد زاهدا زهدا صحيحا حتى يقوم بما يقدر عليه من الأوامر الشرعية الظاهرة والباطنة، ومن الدعوة إلى الله وإلى دينه بالقول والفعل، فالزهد الحقيقي هو الزهد فيما لا ينفع في الدين والدنيا، والرغبة والسعي في كل ما ينفع] « ولَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا » على طاعة الله، وعن معصيته، وفطموا نفوسهم عن الشهوات الدنيوية المضرة يدينهم « أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ » الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة فإن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا . ولهذا ذكر جزاء العاملين في الدنيا والآخرة فقال : « مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ » فإن الإيمان شرط في صحة الأعمال الصالحة وقبولها، بل لا تسمى أعمالا صالحة إلا بالإيمان، والإيمان مقتض لها، فإنه التصديق الجازم المثمر لأعمال الجوارح من الواجبات والمستحبات، فمن جمع بين الإيمان والعمل الصالح « فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً » وذلك بطمأنينة قلبه، وسكون نفسه، وعدم التفاته لما يشوش عليه قلبه، ويرزقه الله رزقا حلالا طيبا من حيث لا يحتسب . « وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ » في الآخرة « أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ » من أصناف اللذات مما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر . فيؤتيه الله في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة . ✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨ |
بارك الله فيك وفي طرحك المفيد
أسعدك الله بحبه ورضاه |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله كل خير وزادك الله علما ونفع بك الامة |
اقتباس:
|
اقتباس:
آمين آمين آمين |
( إنّ بني إسرائيل لما هلكوا قَصُّوا ) . _ أخرجه الطبراني وانظر السلسلة الصحيحة رقم 1681 قال الألباني : ومن الممكن أن يقال : إن سبب هلاكهم اهتمام وعاظهم بالقصص والحكايات دون الفقه والعلم النافع الذي يُعَرِف الناس بدينهم فيحملهم ذلك على العمل الصالح ، لما فعلوا ذلك هلكوا . وهذا هو شأن كثير من قصاص زماننا الذين جل كلامهم في وعظهم حول الإسرائليات والرقائق والصوفيات . نسأل الله العافية . |
الساعة الآن 12:42 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com