منتدى الرقية الشرعية

منتدى الرقية الشرعية (https://ruqya.net/forum/index.php)
-   ساحة الأخوات المسلمات ( للنساء فقط ) (https://ruqya.net/forum/forumdisplay.php?f=115)
-   -   العطاء قمة السعادة (https://ruqya.net/forum/showthread.php?t=23191)

( أم عبد الرحمن ) 03-10-2008 11:23 PM

العطاء قمة السعادة
 
العطاء قمة السعادة



رأيتها وهي تحمل في داخلها أرتالاً من الدموع .. تسكب داخلها رذاذاً من الإحباط والكآبة واليأس، ليكون داخلها سيلاً جارفاً لكل الأحاسيس الجميلة والسعيدة المعهودة عنها، كل هذا بسبب موقف جعلها تقلب الموازين إلى السواد..

فتذكرت أن لكل إنسان منظار وبصمة خاصة، فهناك من يراها مشرقة مضيئة فاتحة أبوابها، وهناك من يراها كسفينة عابرة؛ لا يعلم في أي شاطئ سوف ترسو به كل ما عليه محاولة إتمام المسير، وفئة أخرى لم تضئ لهم الحياة شموعها فينظرون لها نظرة كئيبة .. لكن تظل الحياة بحلوها ومرها عجلة تدور وعلينا مسايرتها.. فمن الصعب أن يخفي الإنسان أحزانه، ويكتم همومه وآهاته تتصارع بداخله كما تتصارع الأمواج داخل البحر الممتد..! فحينما تبطش كف الزمان .. وتتوشح الدنيا بوشاح القسوة .. تضيق بنا الأرض بما رحبت .. نشعر بالضيق كأن العيش في هذه الدنيا أصبح أضيق من عنق الزجاجة..

فالحياة منذ بدايتها حتى نهايتها مزيج من المواقف الإنسانية التي يتفاعل فيها بمشاعره ويعبر عنها بصدق .. كما أن عالمنا مليء بالمتناقضات إلا أن الخير ما زال موجوداً داخل بعض النفوس الطيبة تمنحه بكل الحب للآخرين ... فلا نيأس ما زالت هناك نفوس تحمل المشاعل والقناديل لتضيء أمام غيرها الدروب .. نفوس تحرص على مد يد العون والمساعدة دون انتظار كلمة شكر واحدة ...!

وقد علمتني الحياة أن انفض همومي وأتخلص منها بقدر ما أستطيع تماما كما ينفض الخريف وريقات الأشجار الصفراء من أغصانها برغم أن لكل منا أحزانه وآلامه وإن اختلفت أشكالها وتنوعت أسبابها، إلا أن علينا إلا نستسلم لها أو نيأس بسببها بل نتخلص منها قبل أن تقضي على سعادتنا ..

وليكن لكل منا صندوق خاص يتخلص فيه من همومه وأحزانه .. كالكاتب الذي ينشر كلماته على الورقة.. أو الرسام الذي جعل فرشاته وسيلة للتنفيس عما في صدره فيخرج من خلالها إلى رحاب أوسع .. أو الشاعر الذي يبث أحزانه وهمومه من خلال أشعاره..

المهم ألا ندع أحزاننا وآلامنا النفسية حبيسة في الأعماق تتشعب آثارها وتكبر مع الوقت .. وتصبح العواقب وخيمة بعد ذلك – لا قدر الله-

ولنعلم أن الإنسان الحزين المهموم الذي يحبس نفسه داخل نفسه إنسان ضعيف الإيمان وضعيف الإرادة .. لكن العاقل هو الذي يحارب الهموم والوساوس ويرميها بعيداً مهما أظلمت الدنيا في وجهه .. ومهما عبست الأيام..


فليس هناك ما يريح النفس أكثر من أن ترسم ابتسامة على شفاه ظلت عابسة طويلاً...
وليس أعظم من أن تبعث النور في عيون طالما نظرت للدنيا بعدسات مظلمة ...
وليس أسعد من أن تزرع الأمل في نفس إنسان قد يئس من الحياة..
وليس أروع من أن تأخذ بيد تائه ظل يتخبط في خطواته وتوصله إلى طريق الحق والصلاح ...

ما أروع العطاء.. فالعطاء قمة السعادة...


نوال العلي
مجلة حياة العدد (48) ربيع ثاني 1425هـ



karema 12-10-2008 11:04 PM

جزاك الله خيرا أختي الحبيبة أم عبد الرحمان
والعطاء في بركة وخير وتزكية للنفس ، فمن أعطى من وقته بارك الله له فيه ومن أعطى من صحته زاده الله صحة وبهاءا،ومن أعطى من ماله زاده الله من رزقه.والله في عون العبد مادام العبد في عون أخيه.

القصواء 13-10-2008 04:47 PM

اقتباس:

فالحياة منذ بدايتها حتى نهايتها مزيج من المواقف الإنسانية التي يتفاعل فيها بمشاعره ويعبر عنها بصدق .. كما أن عالمنا مليء بالمتناقضات إلا أن الخير ما زال موجوداً داخل بعض النفوس الطيبة تمنحه بكل الحب للآخرين





نعم إن الخير مازال موجودا داخل بعض النفوس الطيبة تمنحه بكل الحب للآخرين

وشعور جميل أن تحب النفس العطاء وتطرب له

وليست كل نفس تميل للعطاء وتأنس له ..يوجد بعض النفوس المعطاءة التي جبلت على

هذه الميزة فأصبح العطاء سمة لها ..

ولكن العطاء والإحساس بالآخرين يصبح أحيانا متعبا للنفس ومتلفا للأعصاب

وهذا ما حصل مع إحدى الصديقات والزميلات ..تشكو لي قائلة لا أستطيع الاستمرار

بالتدريس لقد تلفت أعصابي ..تتفاعل مع كل طالبة ..مع كل مشكلة ..المنهج الجديد

مشاكل الطالبات ..تدني المستوى ..الاختبارات ..

العطاء احساس جميل لمن اعتاده ولن يستطيع التخلي عنه ..

ولكنه أحيانا ..عندما يعطي الانسان بكل ما يملكه من احساس ومشاعر ووقت

يصبح متعبا ..لأن الحياة أصبحت متعبة وانقلبت بها الموازين

ولكن عزاء الانسان أن كل ما يعانيه في ميزان أعماله .

جزاك الله خيرا حبيبتي أم عبدالرحمن

أسامي عابرة 15-10-2008 10:50 PM

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاك الله خيراً أخيتي الحبيبة أم عبد الرحمن


شكر الله لك هذا الموضوع القيم نفع الله به وزادك من فضله وكرمه

بارك الله فيك


جزاك الله خيراً أخيتي الحبيبة القصواء


ليست المشكلة في العطاء ولكن في الإنهماك وعدم التوازن فالإعتدال في الأمور يشعرنا بالقيمة الحقيقية للقيم الحميدة وتشعرنا بالسعادة


تمنياتي لكم بوافر الصحة والسلامة والرضا والقبول من الله عز وجل

في حفظ الله ورعايته

( أم عبد الرحمن ) 26-10-2008 12:18 PM

بوركتم أخواتى الحبيبات ومقدرة لكم تواصلكم وردودكم الطيبة
جمعنى الله واياكم فى الفردوس الأعلى

عبق الريحان 03-06-2009 09:36 PM

جزاك الله خيراً أخيتي الحبيبة أم عبد الرحمن

موضوع مؤثر ورائع

دمت متميزة


الساعة الآن 05:25 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com