20 تابع / شرح : العقيدة الواسطيّة للعلاّمة صالح الفوزان حفظه الله
_ المتن : وقوله : ** وهو شديد المحال ** سورة الرّعد 13 وقوله : ** ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين ** سورة آل عمران 54 وقوله : ** ومكروا مكراً ومكرنا مكراً وهم لا يشعرون ** سورة النّمل 50 وقوله : ** إنّهم يكيدون كيداً وأكيد كيداً ** سورة الطّارق 15 - 16 _ الشرح : قوله ( وهو ) أي : الله سبحانه ( شديد المحال ) المحل في اللغة الشدة – أي شديد الكيد - قال الزجاج : يقال ما حلته محالا إذ قاويته حتى يتبين أيّكما أشد . وقال ابن الأعرابي : المِحال المكر . فهو سبحانه شديد المكر وشديد الكيد . والمكر من الله إيصال المكروه إلى من يستحقه من حيث لا يشعر . وقوله : ( مكروا ) أي : الذين أحس عيسى منهم الكفر وهم كفار بني إسرائيل الذين أرادوا قتل عيسى وصلبه . والمكر : فعل شي يراد به ضده ( ومكر الله ) أي : استدرجهم وجازاهم على مكرهم فألقى شَبَهَ عيسى على غيره ، ورفع عيسى إليه ( والله خير الماكرين ) أي : أقواهم وأقدرهم على إيصال الضرر بمن يستحقه من حيث لا يشعر ولا يحتسب . وقوله : ( ومكروا ) أي : الكفار الذين تحالفوا على قتل نبي الله صالح عليه السلام وأهله خِفْيَةً خوفا من أوليائه ( ومكرنا مكرا ) جازيناهم بفعلهم هذا فأهلكناهم ونجيّنا نبيّنا ( وهم لا يشعرون ) بمكرنا . وقوله : ( إنهم ) أي كفار قريش ( يكيدون كيدا ) أي : يمكرون لإبطال ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم من الدين الحق ( وأكيد كيدا ) أي : أستدرجهم وأجازيهم على كيدهم فآخذهم على غِرَة وهم لا يشعرون . الشاهد من الآيات : في هذه الآيات وصف الله بالمكر والكيد . ونسبة ذلك إليه سبحانه حقيقة على بابه فإن المكر إيصال الشئ إلى الغير بطريق خفي ، وكذلك الكيد والمخادعة والمكر والكيد نوعان : قبيح وهو إيصال ذلك لمن لا يستحقه ، وحسن وهو إيصاله إلى من يستحقه عقوبةً له . فالأول مذموم ، والثاني ممدوح . والرب تعالى إنما يفعل من ذلك ما يحمد عليه عدلاً منه وحكمةً وهو تعالى يأخذ الظالم والفاجر من حيث لا يحتسب لا كما يفعل الظلمة بعباد الله . والله أعلم والله سبحانه لم يَصِفْ نفسَه بالكيد والمكر والخداع إلا على وجه الجزاء لمن فعل ذلك بغير حق . وقد عُلِم أن المجازاة حسنة من المخلوق فكيف بالخالق سبحانه وتعالى . تنبيه : نسبة الكيد والمكر ونحوهما إليه سبحانه من إطلاق الفعل عليه تعالى ، والفعل أوسع من الاسم ولهذا أَطلَق اللهُ على نفسِه أفعالا . لم يَتَسَمَّ منها بأسماء الفاعل ، كأراد وشاء ولم يُسَمَ بالمريد والشائي . وكذا مكر ويمكر . وأكيدُ كيداً ولا يقال الماكر والكائد لأن مسمياتها تنقسم إلى ممدوح ومذموم . ( يتبع ) ................... |
الساعة الآن 09:11 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com