منتدى الرقية الشرعية

منتدى الرقية الشرعية (https://ruqya.net/forum/index.php)
-   منبر التزكية والرقائق والأخلاق الإسلامية (https://ruqya.net/forum/forumdisplay.php?f=122)
-   -   هل يدخل في الشرك مَن اتَّخذ الفسَّاق قدوةً يقتدِ بهم ؟ (https://ruqya.net/forum/showthread.php?t=42128)

أسامي عابرة 04-01-2011 09:54 PM

هل يدخل في الشرك مَن اتَّخذ الفسَّاق قدوةً يقتدِ بهم ؟
 

هل يدخل في الشرك مَن اتَّخذ الفسَّاق قدوةً يقتدِ بهم ؟


مَا هًى أنْواع
« الشِّرْك » ؟


سُئِلَ الشَّيْخُ العَلاَّمة صالح بن سعد السحيمي حَفِظَهُ اللهُ تَعَالَىٰ : أحسنُ اللهُ إليكم ؛ يقول :

هل الشِّرْك الموجود قديماً وحديثًا ؛ مقتصر علىٰ طلب الغوْث مِنَ الأموات ؛ أم أنَّهُ أوسع مِنْ ذٰلك ،

فيدخل فِي شِرك مَنْ اِتَّخَذَ الفُسَّاق مِن الْلَّاعبين والْمُطربينَ قُدْوةً وأُسْوَةً يَقْتَدِ بِهم ؟

يعني : يُحبُّهُم حُبًّا قلبيًّا .

فأجابَ بقوله : نعم ؛ الشِّركُ بابهُ واسع لا شكّ ؛ وكلُّ عِبادة لغير الله شرك ؛ سواءً كان عِبادة ،

أو طاعة فِي الاسْتحلال ما حَرَّم الله ، كما قالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : ﴿ اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ ( التَّوبة : 31 ) .

فإذا اِسْتحلَّ هٰذا الأمر بناءً علىٰ فتوىٰ مِنْ الفتاوىٰ الضَّالَّة ؛ لا شكَّ أنَّ هٰذا لون مِنْ ألوان الشَّرك .

لـٰكن ما أشار إليه السَّائل يُفَصَّلُ فيه ، وهٰذا يتعلَّق بـ « الولاء والبراء » ،

ولعلّنا نعيد الكلام فِي هٰذه المسألة مرةً أُخرىٰ إنْ شاء الله ، أو نُدَرِّس كتاب شيخنا الشَّيخ : صالح الفوزان فِي هٰذا الباب .

أقول : التَّعلُّق بهٰؤلاء الفَسَقَةِ والْمَلاحدة علىٰ ضربيْن :

هُناك تعلُّقٌ مَصْلحِيٌّ دُنْيويّ عاطفيّ ، أو بِعِبارةٍ أُخرىٰ ، يعني : يُمكن أنْ يُقال بأنَّه دُنْيويّ .

أكثر ما يُوصَفُ به بأنَّه دنيا ، أو مصلحيّ أو نحو ذٰلك .

مع إيمانه بالله عَزَّ وَجَلَّ ، واعْتقاده أنَّ الله وحدهُ هو الَّذي يُعبد ، ولا يُعبد سواه ،

وعدم وقوع شيئًا مِنْ ألوان الشِّرك منه ، لـٰكنَّهُ يحبُّ هٰؤلاء عاطفةً ، أو مصلحةً دُنيويَّة ،

فهٰذا لا شكَّ أنَّهُ فاسقٌ بهٰذا وعاصٍ ، وعملهُ هٰذا حكمه مُحرَّم ؛ لـٰكن لا يحكم عليه بــ « الكفر » !.

هٰذا لون .

وهو الَّذي يُسمَّىٰ عند أهل العلم : بالموالاة المحرَّمة ، الَّتي لا تصل إلىٰ درجة الكفر .

يعني : هو يُحبُّهُم دُنيويًّا ، لـٰكن لا يُحبُّهُم كحُبِّ الله ، ولا يصرف لهم شيئًا مِنْ أنواع العِبادة ،

ولا يدَّعي أنَّهم يقدرون علىٰ ما لا يقدر عليه إلاَّ الله ، فمثل هٰذا الحبّ ،

أو مثل هٰذه الموالاة ؛ موالاةٌ مُحرَّمة .

لـٰكن لا يقول أحد أنَّه موالاةٌ كُفريَّة تنقل عن المِلَّة .

أمَّا إذا والاهُم مُوالاةً دينيَّة ؛ واعْتقد أنَّهُم قُدْوة دينًا ؛ فهٰذا كُفرٌ يُخرج مِن المِلَّة الإسْلام !

أحبَّهُم بقلبه ديانةً ، يرىٰ أنَّهُم هُم الَّذين علىٰ الحقّ ؛ يرىٰ أنَّهُم هُم الْقُدْوة ديانةً ؛

انتبه إلىٰ كلمة ديانة !، لذٰلك العلماء قيَّدوا الموالاة الكفريَّة ؛ بالموالاة في الدِّين .

مثل القائلين « بوحدة الأديان » ؛ وأنَّهُ لا فرق بين دينٍ ودين ؛ فهٰذا لا شكَّ أنَّهُ كُفر .

لا بدَّ أنْ نُفرِّق ، لا نُطلق الأحكام جزافًا هٰكذا علىٰ الْمُسلمين فنخرجهم مِن حظيرة الإسلام ؛

كما يُطلقه بعض الَّذين لا يفهمون حقيقة الولاء والبراء .

ولا يدخل في الولاء كون فلان يحبُّ أخاهُ الكافر محبَّةً طبيعيَّة ، أو أباهُ ، أو أمَّهُ ،

أو زوجتهُ الكتابيَّة ، يُحبُّها محبَّةً طبيعيَّة ، هٰذا ليس مِن الولاء ، ولا علاقة له بالولاء ،

لا المحرَّم ولا الكفريّ .

بَلْ هٰذه مُحبَّةٌ جائزةٌ وطبيعيَّة ، لا يُؤاخذُ بها المرءُ .

بلْ إنَّ النَّبِيَّ صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَرَّحَ بذٰلك عند ما زار قبر أُمِّه .

فقالَ : « اِسْتأْذنتُ رَبِّي أَنْ أَسْتَغْفِرَ لَهَا ، فَلَمْ يُؤْذَنْ لِي ، ثُمَّ اِسْتَأْذَنْتُهُ أَنْ أَزُورَ قَبْرَهَا فَأَذِنَ لِي » (1) .

فزارها فبكىٰ ؛ وأبكىٰ مَنْ حوله .

فإذن ينبغي أنْ نُفرِّق بين هٰذه الأحكام الجزافيَّة الَّتي يُطْلقُها بعض مَنْ يَنتسبون إلىٰ الدَّعوة ؛

وهُم لا يُدركون حقيقة الأمر ، ولا يرجعون فيه إلىٰ الْعلماء الرَّبانيِّين الَّذين يفهمون هٰذه الحقائق .

وإنْ شاء الله لعلّنا قريبًا قد نأتي بكتاب مُختصر في الولاء والبراء فندرِّسه إنْ شاء الله ،

بعد أنْ ننتهِي مِن كتاب الاِعتصام إنْ شاء الله .اهـ.

............................
(1) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ : زَارَ النَّبِيُّ صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْرَ أُمِّهِ فَبَكَىٰ وأَبْكَىٰ مَنْ حَوْلَهُ ؛ فقالَ :
« اِسْتأْذنتُ رَبِّي فِي أَنْ أَسْتَغْفِرَ لَهَا ، فَلَمْ يُؤْذَنْ لِي ، وَاِسْتَأْذَنْتُهُ فِي أَنْ أَزُورَ قَبْرَهَا فَأَذِنَ لِي ، فَزُورا القُبُور فَإِنَّها تُذَكِّرُ الْمَوْتَ » . رواه مسلم .
مشكاة المصابيح / برقم : 1763 / باب : " زيارة القبور " / ( 1 / 552 ) .



@ كريمة @ 04-01-2011 10:20 PM

الله يكرمك اختي

أسامي عابرة 04-01-2011 10:37 PM


بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وإياكِ .. بارك الله فيكِ أختي الفاضلة كريمة

شكر الله لكِ مروركِ الكريم وحسن قولكِ

رزقكِ الله خيري الدنيا والآخرة

في حفظ الله ورعايته


أبوسند 05-01-2011 12:56 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


جزاك الله خير وبارك الله فيك
وفي جهدك وعلمك وعملك
والله يكتب لكم الخير حيث كان
والله يجعلنا وإياكم من أهل الفردوس
الأعلى

أسامي عابرة 28-05-2012 10:46 AM

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وإياكم .. بارك الله فيكم

شكر الله لكم مروركم الكريم وحسن قولكم

رزقكم الله خيري الدنيا والآخرة

في رعاية الله وحفظه

الغردينيا 28-05-2012 11:34 AM

بارك الله فيك غاليتي أم سلمى ,,وحفظك الله من كل سوء

أسامي عابرة 28-05-2012 05:29 PM

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وفيكِ بارك الله أختي الفاضلة الغردينيا

شكر الله لكِ مروركِ الكريم وحسن قولكِ

رزقكِ الله خيري الدنيا والآخرة

في حفظ الله ورعايته


الساعة الآن 08:14 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com