منتدى الرقية الشرعية

منتدى الرقية الشرعية (https://ruqya.net/forum/index.php)
-   المنبر الإسلامي العام (https://ruqya.net/forum/forumdisplay.php?f=87)
-   -   طريق الشيطان في الغواية والإغواء !!! (https://ruqya.net/forum/showthread.php?t=910)

أبو البراء 31-10-2004 12:39 PM

طريق الشيطان في الغواية والإغواء !!!
 
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله وصحبه وسلم ،،،

إن من أوسع ميادين الشيطان وأنجحها تزيين الهوى والمعاصي ، وذلك بتحسين الأشياء وإظهارها بمظهر حسن ، ويكون ذلك بالدعوة للإغراء وتحسين القبائح تضليلا وصدا عن سبيل الله 0

والشيطان يركز على خداع النفوس بالوسوسة إليها للاستزادة من المعاصي ، وإظهارها بمظهر الشيء الجميل المحبب إلى النفس ، ومركبه إلى هذه الغاية وسلاحه في هذه المعركة هوى النفس 0

والهوى : هو مراعاة رغبة النفس لما تحب مع الميل إلى ذلك بما لا ينبغي ، ولذلك غلب على الهوى صفة الذم 0 ( الفروق في اللغة – بتصرف – 117 ) 0

والهوى هو الدافع القوي لكل طغيان وكل تجاوز وكل معصية ، وهو أساس البلوى وينبوع الشر ، وقل أن يؤتى الإنسان إلا من قبل الهوى ، فالجهل سهل علاجه ، ولكن الهوى هو آفة النفس التي تحتاج إلى جهاد شاق طويل 0

واتباع الهوى هو ترك الحرية للنفس تفعل ما تشاء دون الشعور برقابة أحد ، ودون مراعاة خلق أو فضيلة أو مصلحة أحد من الناس ، لأن عابد هواه قد زين له الشيطان فعل كل شيء وأوحى إليه أن كل تصرف يقوم به إنما هو تصرف سليم 0 فمتبع الهوى إنسان استعبده الشيطان وركبه لأنه اتبع هواه وانساق مع رغبات نفسه وشهوتها ، إذ أن الشيطان لا يأتي للنفس إلا عن طريق الشهوات يؤجج نارها في نفوس الناس ويحسنها لهم ، ويظهرها بمظهر الكسب العظيم الذي لا ينبغي تفويته 0

والهوى ما تنساق إليه النفس وتهواه استحسانا له ، من اعتقاد أو عمل بدافع من ظن كاذب ، ورغبة في متعة زائلة ، وهو مفتاح المعاصي الذي يدخل منه الشيطان إلى قلب ابن آدم 0

والشيطان لا يتصرف إلا بواسطة الشهوة ، فمن أعانه على شهوته حتى صارت لا تنبسط إلا حيث ينبغي ، وإلى الحد الذي ينبغي فإن شهوته تدعو إلى الشر ، فالشيطان المتدرع بها لا يأمر بالخير ، ومهما غلب على القلب ذكر الدنيا بمقتضيات الهوى وجد الشيطان مجالا فوسوس ، ومهما انصرف القلب إلى ذكر الله تعالى ارتحل الشيطان وضاق مجاله 0

وهكذا يركب الشيطان الهوى ويسير بصاحبه إلى طريق يصعب الرجوع منها ، لأنه كلما أوغل في اتباع الهوى كلما ازداد عشقه وافتتانه به ، ومحاسبة النفس على اتباع الهوى أو تركه هو موضع المحنة والابتلاء 0

قال ابن القيم : ( والنفس تدعو إلى الطغيان وإيثار الحياة الدنيا ، والرب يدعو العبد إلى خوفه ونهي النفس عن الهوى ، والقلب بين الداعيين يميل إلى هذا الداعي مرة وإلى هذا مرة ، وهذا موضع المحنة والابتلاء ) ( مختصر إغاثة اللهفان من مكايد الشيطان - 74 ) 0

والشيطان يعلن عداءه السافر للجنس البشري ، ويتعهد بإغواء ذرية آدم بكل وسيلة ، فهو إصرار على الفتنة والإفساد ، مبعثه الحقد والحسد والكراهية لهذا الجنس ، حيث لا يجد وسيلة للانتصار من هذا المخلوق الذي طرد بسببه عن رحمة الله ، إلا أن يستدرج ذريته إلى المصير الذي آل إليه ، والسبيل لذلك القعود لهم بكل طريق يقربهم إلى الله وإتيانهم من جميع وجوه الحق والباطل ليصدهم عن سبيله ، فيحسن لهم الباطل ، ينهاهم عما أمرهم الله به ، للحيلولة بينهم وبين الإيمان والطاعة 0

والشيطان هو أساس كل بلاء ومعصية ، فهو الذي يزين للأفراد ما تهفو إليه نفوسهم ، من تطلع للجاه وإيثار للاستبداد ، وميل للطغيان والفساد ، فهو الذي يغري بالعداوة والبغضاء بين الناس ، فيفرق بين الأخ وأخيه ، وبين الزوج وزوجه ، وبين طوائف الأمة وجماعاتها 0

والشيطان يركز ويوجه سلاحه ويتقصد به الأسرة والبيت المسلم ، ويعلم يقينا أن تدمير هذه البيوت وتمزيقها يؤدي إلى هدم المجتمعات الإسلامية ، ومن هنا تتضح أهمية المحافظة على سلامة البيوت الإسلامية وصونها من كل ما هو مخالف لشرع الله سبحانه ، وقد دلت الأحاديث الصحيحة على أن الشيطان يبيت ويطعم في البيوت الخاوية من ذكر الله ، البعيدة عن شرعه ومنهجه ، كما ثبت من حديث جابر – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا دخل الرجل بيته ، فذكر اسم الله تعالى حين يدخل وحين يطعم ، قال الشيطان : لا مبيت لكم ولا عشاء ههنا ، وإن دخل فلم يذكر اسم الله عند دخوله ، قال الشيطان : أدركتم المبيت ، وإن لم يذكر اسم الله عند مطعمه قال : أدركتم المبيت
والعشاء ) ( صحيح الجامع 519 ) 0

قال النووي : ( معناه قال الشيطان لاخوانه وأعوانه ورفقته 0 وفي الحديث استحباب ذكر الله تعالى عند دخول البيت ، وعند الطعام ) ( صحيح مسلم بشرح النووي – 13 ، 14 ، 15 / 661 ) 0

سائلاً المولى عز وجل أن يقينا الفتن ما ظهر منها وما بطن وأن ينصر المجاهدين في سبيله في كل مكان ، وأستحلفكم بالله العظيم أن لا تنسوا أخوانكم المجاهدين من الدعاء في كل مكان وبخاصة الفلوجة الصامدة فقد عقد لواء الكفر بخيله ورجله وركبه لاقتحامها ، فأسأل الله الذي لا يغفل ولا ينام في هذه الساعة الفضيلة أن يكتب لهم النصر وأن يلهم أهلها الصبر والأجر والشهادة مقبلين غير مدبرين ، وأن يدمر المنبطحين المتفرجين الطاحكين على انتهاك أعراض روممتلكات الأمة الإسلامية 000 اللهم آمين يا رب العالمين 000 مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

مسك الختام 11-04-2006 05:01 AM

شيخي الفاضل : أبو البراء ...

طرح قيم
بارك الله فيك ، وجزاك الله خير الجزاء ...
وأجزل لك الأجر والمثوبة والعطاء ...

لقاء 24-05-2009 01:59 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاكم الله خيراً شيخنا الفاضل أبو البراء

طرح مميز ...وموضوع قيم ...

زادكم الله من فضله ونفع بكم الإسلام والمسلمين

اللهم آمين


الساعة الآن 04:11 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com