منتدى الرقية الشرعية

منتدى الرقية الشرعية (https://ruqya.net/forum/index.php)
-   ساحة الشعر والنثر والأدب والعلم (https://ruqya.net/forum/forumdisplay.php?f=131)
-   -   جدّتي .. والأيام (https://ruqya.net/forum/showthread.php?t=48802)

فاديا 10-02-2012 07:27 AM

جدّتي .. والأيام
 

كانت جدتي عندما كنت طفلة ( بنك المعلومات ) بالنسبة لي ، كحال كل الأطفال
فهي رمز الحكمة والتي لا بدّ تعرف إجابات كل شيء ، ما عدا أسئلة الامتحانات المدرسية التي لم تكن على أيامها .

كما أنها جمعت كمّا جيدا من الثقافة الاجتماعية والدينية على كوكب الأرض ( بحكم نقلتها من الدين المسيحي إلى الإسلام )
وقد بلغت من العمر عتيّا وكانت بصحة جيدة ، ولا زلت أذكر المسافات المكوكية التي كانت تقطعها سيرا على الأقدام ، وتجبرنا على مرافقتها فيها مدّعية المحافظة على رشاقتها ورشاقتنا ،

كنت دوما اذا طالت زيارتها أسألها بقلق وأدب مصطنع : هل ستعيشين عندنا ؟
فتقول لي : لا يمكن ، الطيور المهاجرة مهما ابتعدت ، فإنها الى أعشاشها تعود



ليتك عشتِ الى الآن يا جدتي ... لتشاهدي زمنا ... تهاجر فيه الطيور، وأبدا الى أعشاشها لا تعود .



كنت أملّ من وجودها لكثرة التعليمات المتعلقة بتناول الوجبات وغسيل الأيدي والمسافات المكوكية ، والنوم مبكّرأ ، في باحة البيت ، لأن الأحلام السعيدة - على حد قولها - تتطلب النوم الباكر في الهواء الطلق ، بغض النظر عن ( حالة الطقس ) ، غير مكترثة بالمخلوقات الأخرى من البيئة الخارجية و التي ستنضمّ إلى قافلتنا في رحلة النوم . ثم تهبّ في الصباح الباكر لإيقاظنا ، تصديقا لنظريتها أن : نساء اليوم أصبن - بالعفن - لقلة الحركة وكثرة النوم ، فأستجيب لها بسرعة خوفا من العفن .

ذات صباح ، استيقظت من النوم على نوبات ضحكات متفرقة ، فهمت أن جدتي وجدت في أحضانها في الصباح الباكر احدى قطط الشوارع ! راقدة بكل أريحية - وكأن البيت بيتك - وتحت غطائها قططا صغيرة وليدة مغمضة العينين تتخبط في اتجاهاتها ، سمعتُ جدّتي تقول لأمي بضحك واستغراب : يا للقطة المسكينة كانت في أزمة ، فاستغلّت نومي لتشكل مملكتها كاملة في فراشي .
هربتُ بعيدا عن المكان بعدما تلوّث خائفة فزعة ... وقامت جدّتي بكل حنان تجمع القطط ووالدتهم في مكان محصور في باحة البيت .



شتّان ما بين قطتي وقطتك يا جدتي ،
فقطتي لم تأتِ اليّ تلقائيا ، بل أنا من أشفقت عليها وأدخلتها بوابتي ، فشاركتني الحياة
احتلت مملكتي ، وسلبت ما لديّ ، فتركت لها قصري وقد تلوّث.
ليتني تعلّمت منك .. أن قطط الشوارع ، لا تُحسن دخول البيوت !




كنت في زيارة لبيت جدتي ، عندما صحوت على صوتها تسبّ وتشتم وتوبّخ، ثم تهدأ ، ثم تعود الى التقريع والتأنيب والتوعّد والتهديد
نظرت باستغراب فلم أجد أحدا، لم يكن هناك الا صوت جدتي ... وصوت التلفاز
فأيقنت أن جدتي بعد ان مضى العمر ! فقدت عقلها أخيرا ، وبدأت تحدث الأرواح الغائبة وتصفّى حساباتها القديمة
بدأت أفكّر في طريقة لمواجهة الموقف (يعني ما أجت تجنّ إلا وانا عندها ؟)
و انتهى بها الأمر أن غطت رأسها كله بما فيه وجهها وجلست بهدوء ،
ثم نظرت الي وقالت : هذا المذيع ( قليل أدب ) فأينما اتجهت وكيفما تحركت ينظر الي بتحديق طويل بدون خجل ولا حشمة ، الناس تتباهى بقلة اخلاقها اليوم ، يا حسافة !




صدقتِ يا حبيبة
لم يعد للأخلاق مكان ، إنه زمن الفرص
فالخصوصيات انتهكت ..بلا خجل ولا حشمة ! :) يا حسافة !


أسامي عابرة 21-02-2012 04:31 PM

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيكِ أخيتي الحبيبة فاديا

رائــــــــــــعة ممتعة سلمتِ وسلمت الأنامل

وإلى أن نلتقي مع إبداعاتكِ وروائعك لا يسعني إلا أن أشكركِ وأتمنى لكِ المزيد من الرقي والتألق في منتدانا الغالي ..

في رعاية الله وحفظه

فاديا 21-02-2012 05:34 PM

تسلمين اختي الحبيبة وكم اشكرك على المتابعة وكم انا سعيدة بوجودك في صفحاتي
دمتِ ولا حرمنا الله منكِ

عبد الغني رضا 22-02-2012 10:52 PM

رأينا ما للأخلاق من آثارٍ عظيمةٍ وثمارٍ طيبةٍ حين تحكُم واقعَ الناس وتوجِّه سلوكَهم، فإذا ما ضاعت الأخلاق استطار الشرُّ وظهر الفساد في شتى مجالات الحياة السياسية والإعلامية والاقتصادية وغيرها.
و إنما الأمم الأخلاق ما بقيت......... فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
بارك الله فيكم اديبتنا الفاضلة

فاديا 23-02-2012 10:40 AM

صدقت اخي محب الله

شكرا لاضافتك القيمة

بارك الله فيك

إلهام 26-02-2012 10:14 PM

شكرا لك اختي فاديا
إبداعك رائع ومميز

فاديا 26-03-2012 07:51 PM

واياكي اختي الهام بارك الله فيك

راجيه الجنة 26-03-2012 08:57 PM

بارك الله فيكم اختي فاديا

فاديا 30-03-2012 11:52 AM

وفيك اختي بارك الله فيك


الساعة الآن 07:53 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com